الأقباط متحدون - بالأمل والعمل ستنهض مصر..
أخر تحديث ١٣:٤٣ | الاثنين ١٢ مايو ٢٠١٤ | بشنس ١٧٣٠ ش٤ | العدد ٣١٨٧ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

بالأمل والعمل ستنهض مصر..

بقلم منير بشاى
فى مقال سابق تعرضت الى واقع مصر وحذرت من المبالغة فى التفاؤل بالاعتقاد ان المشير عبد الفتاح السيسى اذا تم انتخابه رئيسا لمصر سيكون قادرا على تغيير احوال مصر فى لمح البصر بمفرده ودون مجهود من احد.  وذكرت ان الحمل  الذى يضعه الناس على اكتاف الرجل اثقل من ان يتحمله انسان.  وذكرت ان الرئيس السيسى مع كل كفاءاته لا يملك عصا موسى السحرية التى اذا حركها تحدث المعجزات، وانه لا مفر من العمل الشاق من كل الشعب ان اردنا تغيير مصر للأفضل.

ولكن على النقيض من هذا، وعلى قدر انزعاجى من المبالغة فى التفاؤل، اسمع فى الآونة الأخيرة اصواتا تبالغ فى التشاؤم، وتقول ان مصر قد سقطت ولم يعد هناك أمل فى تقوم.
 كلا النقيضين لا يخدم مصالح مصر فى الوقت الراهن.  من ناحية لا يستطيع احد ان ينكر الاوضاع المتردية فى مصر ولكن من ناحية أخرى ليس من صالحنا ان نضيف الى الحالة المتردية نغمة التشاؤم فنردد انه ليس هناك امل لمصر.  هذا فى اعتقادى اخطر ما يمكن ان نصل اليه.  فاليأس من شأنه ان يشل التفكير ويحبط المجهودات بل ويقنع الجميع انه لا جدوى من اى محاولة لتحسين احوالنا وان الامر يستوى سواء حاولنا او لم نحاول.

 فاذا حدثت – لا قدر الله- توقعات المتشائمين فسيكون السبب فى ذلك هو فقدان الامل وليس وجود المشكلات.  جزء هام من علاج مشاكل مصر هو وجود الروح المعنوية العالية التى تحيى الامل فينا وتدعونا الى الاعتقاد اننا مازلنا قادرون على تغيير واقعنا.  أذكر ان شعارا طلبت الشركة التى كنت اعمل فيها فى امريكا ان الموظفين يضعوه على ملابسهم كان يقول  Yes, we can do "نعم نحن قادرون".  وكان هذا خلال تعرض الشركة لمنافسة قوية من شركات اخرى كادت تهدد الشركة بالخسائر وربما تؤدى بها الى الافلاس.  ونتيجة حملة التعبئة الايجابية التى اقنعت كل موظف انه قادر على الاداء الأفضل بالاضافة الى وضع خطط لتحسين الأداء وتقديم المنتج الجيد بالسعر المناسب- كل هذا ادى الى ان تتعافى الشركة وتسترد مكانتها مرة أخرى.

 ان تفاؤلنا بمستقبل مصر ليس نتيجة وهم ولكنه نابع من اشياء كثيرة منها ايماننا بالانسان المصرى وبقدرته التى يشهد بها العالم كله.  فالمصرى اثبت وجوده عندما هاجر فى كل مكان ذهب اليه.  فرغم حاجز اللغة واختلاف نظام التعليم والنقص فى الخبرة المحلية ومع ذلك استطاع المصرى ان ينافس زميله الأجنبى فى كل مكان ذهب اليه.  ومن امثلة المصريين الذين نبغوا فى العالم: السير مجدى يعقوب فى الطب والدكتور احمد زويل فى الكيمياء والدكتور مصطفى السيد فى العلوم والدكتور فاروق الباز فى الفضاء والمهندس هانى عازر فى الهندسة وغيرهم كثيرون لا يتسع المجال لذكرهم هنا.
 ومصر متفردة فى موقعها بين قارات العالم افريقيا وآسيا واوروبا وسريان قناة السويس فيها.

 ومصر غنية بشواطئها ونيلها وشمسها ودفء مناخها ودفء مشاعر أهلها..
ومصر تحتوى على ثلث آثار العالم وينبهر الناس كلما عرضت بعض قطعها فيصطفون فى الطوابير الطويلة لشراء تذاكر الدخول وأحيانا يضطرون لشراء التذاكر فى السوق السوداء.

 ومصر غنية بمهارة حرفييها فى صناعات كثيرة مثل النسيج والاثاث والاويما والجلود وتطعيم نقوش الصدف ونحت التماثيل على الجرانيت وأشغال سن الفيل وغيرها.
 ومصر غنية بخصوبة ارضها وكانت فى يوم من الأيام سلة الطعام التى تطعم العالم.

 واخيرا وليس آخرا مصر غنية برضى الله عنها.  قال عنها لوط فى التوراة انها "جنة الرب" تك 10:13 وقال عنها يوسف الصديق فى القرآن "ادخلوا مصر ان شاء الله آمنين" سورة يوسف 99 وقال عنها الله فى نبؤات الكتاب المقدس "مبارك شعبى مصر" أشعياء 19: 35.  وما باركه الله لا يموت.

 لسنا فى وهم لنعتقد ان احوال مصر جيدة ولكننا ايضا لسنا فى جهل لنعتقد ان مشكلات مصر بلا حل.  واذا كانت بلاد من العالم الثالث مثل البرازيل وبلد يضم خمس سكان المسكونة وهو الصين وبلد ضرب بالنووى وعانى الزلازل والتسونامى وهو اليابان وبلد تحطم فى الحرب العالمية الثانية وهى المانيا ومع ذلك استطاعوا ان يتماسكوا ويعيدوا بناء بلادهم من جديد.  فمصر ايضا تستطيع ان تعمل نفس الشئ.

    فإلى من يمسك بالقلم ويريد ان يكتب الفصل الختامى من قصة مصر، تمهل.  فمصر ما تزال تعيش وقادرة على ان تعوض ما خسرته، هذا طالما لم تخسر شيئا واحدا وهوالأمل.  وقد قال الزعيم مصطفى كامل يوما "لا يأس مع الحياة ولا حياة مع اليأس" فاليأس هو فقدان الأمل وهو والموت شئ واحد.  أى شىء نخسره يمكن ان نعوضه الا الأمل الذى اذا خسرناه خسرنا الرغبة فى جدوى العمل.  ومصر ستنهض بمعونة الله وبسواعد ابنائها طالما تتمسك بالأمل وبالقدرة على العمل.

Mounir.bishay@sbcglobal.net


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter