إذ لم يعيش الإنسان القيامة على الأرض لن يعيشها فى الأبدية
عرض/ سامية عياد
البعض قد يروده الشك فى إمكانية القيامة ، إذ كيف يمكن أن تقوم كل تلك الأجساد التى رقدت من شتى العصور والبلدان بعد أن تحللت فى الأرض وربما دخلت عناصرها فى تكوين أجساد أناس آخرين ، لكن إن كان العقل البشرى يقف عاجزا أمام فهم القيامة وكيف تكون ، فإن الإيمان بالله وبقدرته اللانهائية قادر على استيعاب ذلك.
القس بيمن الطحاوى كاهن كنيسة مارجرجس المنيا فى مقاله "قيامة الأموات فى اليوم الآخير" يحدثنا فى هذا الشأن قائلا : أن عملية قيامة الأجساد أسهل بكثير جدا من عملية خلقها ، فالله الذى أعطاها نعمة الوجود هو قادر بلا شك على حفظ هذا الوجود ، فأينما ذهب الجسد فمكوناته موجودة ، والله غير المحدود فى علمه ومعرفته يعرف تماما أين توجد ويقدر على إعادتها مرة أخرى ، إن الذى ينكر قوة القيامة ، ينسى قدرة الله الفائقة القادرة أن تعطى الحياة للموتى .
الإنسان لا ينتهى وجوده بالموت ، لأننا سوف نقوم بقوة قيامته ونحيا بعد الموت ، فالقيامة من الموت ليس أمرا مستحيلا بل هى ممكنة بل وضرورية لعدة أسباب منها، أن الموت دخل الى العالم بحسد إبليس ، لذا فالقيامة ضرورية لكسر ذاك الذى له القدرة على الموت أى إبليس ، وليعلن الله سلطانه وانتصاره الأعظم .
القيامة من الموت ضرورية من أجل محاسبة كل إنسان على أفعاله التى عملها خيرا كانت أم شرا ، ايضا لأن الدينونة الأبدية للإنسان كله وليس للروح فقط التى هى جزء من الإنسان ، لذا لابد من قيامة الجسد من الموت وتتحد به الروح ويكون الحساب للإنسان كله بروحه وجسده ، القيامة صرورة ايضا لأنها تتوافق مع كرامة الإنسان الذى ميزه الله عن جميع المخلوقات
هل يعقل أن ينتهى وجوده بالموت مثل الحيوانات ؟ بالطبع لا بكل تأكيد.
يحدثنا ايضا نيافة الأنبا يوسف اسقف تكساس عن الموت والحياة قائلا : الموت هو حدث من احداث الحياة وجزء لا يتجزأ من الحياة ذاتها ، والموت لم يكن فى قصد الله لكنه صار دخيلا على الإنسان بفعل الخطية ، دخل بحسد إبليس وصار الموت والحياة متلازمين ومتشابكين كملازمة الزوان للحنطة الى أن يحين زمان الحصاد ، القيامة هى ايضا حدث وحالة بآن واحد ، الإنسان لا ينتظر فقط يوم القيامة ليتمتع بالحياة الأبدية
إنما لابد أن يعيش القيامة على الأرض كجزء من كيانه الجديد المتحد بالله الحى ، وإذ لم يعيش الإنسان حالة القيامة فى هويته الجديدة على الأرض فلن يعيشها فى الأبدية .
لنجتهد ونسعى لكى يحيا بداخلنا المسيح القائم من الأموات ، لنتواجد أمامه بلا يوم فى يوم مجيئه العظيم.