الاربعاء ١٤ مايو ٢٠١٤ -
٠٠:
١٢ ص +03:00 EEST
بقلم : مينا ملاك عازر
غداً تحل علينا الذكرى السادسة والستين لنكبة العرب، كل الجيوش العربية اللبناني والسوري والأردني والمصري مجتمعين اندحروا أمام جيش واحد هو الجيش الإسرائيلي قاتلت الجيوش الأربع ضد جيش واحد لمصلحة فلسطين، ولكنهم خسروا مقصدهم بل عادوا خاسرين المزيد من الأراضي التي لم تكن إسرائيل تسيطر عليها قبل دخولها الحرب ضدهم، لم يخروجوا بمكسب واحد، فحتى مصر لولا معاهدة عام 36 مع بريطانيا لضاعت منها القناة وباتت تحت السيطرة الإسرائيلية، فقد وصل الجيش الإسرائيلي على مشارف العريش لولا وقوف بريطانيا أمام هذا الغزو ضد مصر.
بدأت نكبة فلسطين بقرار التقسيم في نوفمبر من عام 1947 وانتهت في مارس عام 1949 حين وقعت آخر الدول العربية اتفاقيات هدنه مع من كانوا يسمونه العدو الصهيوني والعصابات الصهيونية، استهتر العرب بكفاءة جيش واعتبروه عصابات فخسروا معركة كانوا الأكثر عددا ولكنهم كانوا الأقل كفاءة وعتاداً، كان الجيش الإسرائيلي لتوه خارجاً من معارك أكثر ضراوة في الحرب العالمية الثانية، إذ كان جنوده مقاتلين في صفوف جيوش الحلفاء تحت راية تلك الجيوش، العتاد الإسرائيلي كان سوفيتياً بالمناسبة، على عكس العتاد العربي كان غربياً، بل أن قائد الجيش الأردني كان إنجليزياً ولكن العرب خسروا، لم تكن المسألة مسألة عتاد سوفيتي أو غربي فحسب، فقد كانت الطائرات السوفيتية الصنع يقودها طيارون سوفييت تحلق في سماء القاهرة لتنفيذ غارات في العمق المصري في عام 1948 إذ كانت العلاقات الإسرائيلية السوفيتية على أحسن ما يكون غير أن الإسرائيليون راهنوا على أمريكا ونقلوا الثقل عليها فأحسنت أمريكا استقبالهم واستغلالهم وأحسنوا هم الاستفادة منها.
وأمام ماتقدم انقلب الحال إذ تحالف السوفييت فيما بعد مع العرب في حروبهم الثلاثة التالية 1956 و1967 و1973 فخسروا اثنين منها وكسبوا الأخيرة، والمزعج أن في حالتي المكسب والخسارة ألقى العرب همهم على قلة كفاءة العتاد السوفيتي وكأنه السبب في هزائمهم النكراء أو عدم إتمام نصر حاسم، ولكن كما رأيت فيما سبق عزيزي القارئ، أن الحقيقة كانت تعود لاستهتار وتراخي وتفتت وتهاون وتشتت من جانب العرب وليس المسؤول هو السلاح السوفيتي أبداً.
فهل نأخذ عبرة من التاريخ، نعرف منها أن تقييمنا لخصمنا تقييم سليم هو أول الطريق لنصرنا عليه أم نبقى نبحث عن حجج نعلق عليها فشلنا وخيبتنا ونبحث عن مسميات نداري بها وكساتنا فتارة نسميها نكبة وتارة نسميها نكسة؟
المختصر المفيد قبل أن تعرف قدراتك وهذا مهم اعرف قدرات خصمك فهذا أهم.