استمعت محكمة جنايات الجيزة، المنعقدة بمعهد أمناء الشرطة، برئاسة المستشار معتز خفاجى، أمس، إلى مرافعة ممثل النيابة العامة فى قضية «أحداث كرداسة»، المتهم فيها ٢٣ شخصًا بقتل اللواء نبيل فراج، واقتحام مركز شرطة كرداسة، عقب فض اعتصامى رابعة العدوية والنهضة.
وقالت النيابة العامة فى مرافعتها، التى استمرت حتى مثول الجريدة للطبع، إن المتهمين قاموا بأفعال ترهيبية وجرائم ارتكبوها فى حق الوطنية، تحت ستار ما يعرف لديهم بالكفاح والجهاد فى سبيل الله.
ووجهت النيابة إلى المتورطين فى القضية تهمة قتل اللواء نبيل فراج، مع سبق الإصرار والترصد، والشروع فى قتل ضباط وأفراد الشرطة، وإحراز الأسلحة النارية والذخائر والمفرقعات والمتفجرات وصنعها، ومقاومة السلطات، وحيازة أجهزة الاتصالات دون تصريح من الجهات المختصة، لاستخدامها فى المساس بالأمن القومى للبلاد.
وسرّد ممثل النيابة الواقعة بأنه عقب فض اعتصامى رابعة العدوبة والنهضة، قام عدد من البؤر الإجرامية- والتى تتمثل فى متهمى القضية- بمحاولة بسط نفوذها على منطقة كرداسة من خلال بث الإرهاب فيها، حتى إنهم اقتحموا مركز شرطة كرداسة، وقتل المجندين والضباط، والتمثيل بجثثهم فى مشهد جديد على المجتمع المصرى.
وأضاف ممثل النيابة: كان المتهم محمد الغزلاوى، على رأس ذلك التنظيم الإرهابى بكرداسة، وعمل تحت مظلته باقى المتهمين، الذين بفضلهم أصبحت كرداسة فى ذلك التوقيت، بمثابة جزيرة منعزلة عن البلاد، وشارك فى ذلك بدور بارز المتهم محمد عبدالسميع، الذى اشترى الأسلحة اللازمة بمباركة من المتهم محمد الغزلاوى، لإمداد باقى المتهمين بتلك الأسلحة التى باشروا من خلالها أعمالهم الإجرامية فى حق مصر على حد وصف ممثل النيابة.
وقالت النيابة، إن المتهمين الثانى والثامن عشر فى القضية، درّبا المتهمين على استخدام الأسلحة والذخيرة، فى الوقت الذى تولى فيه المتهمون الثالث والسابع عشر والثانى والعشرون، نقل وتخزين الأسلحة والذخائر والمتفجرات.
وتساءل ممثل اﻻدعاء: لمن توجه تلك الأسلحة؟ لصدور المصريين الأبرياء، إن ما ظنه المتهمون أنه جهاد ما هو إلا جهاد مزعوم، لم يجلب لمصر إلا الخراب، لكن الله حفظ مصر والمصريين.
وأضافت النيابة أن مجموعة من المتهمين كونوا مجموعة تنظيمية تمركزت أعلى كوبرى صفط اللبن، للتصدى لأى قوات شرطة باتجاهها لكرداسة، لفرض هيبة الدولة، وكان قوام تلك المجموعة المتهمين: صلاح النحاس وصلاح رشيدة ومصطفى حمزاوى.
أوضحت النيابة أنه فى ١٩ سبتمبر من العام الماضى، وفى حين توجه قوات الشرطة لإعادة السيطرة على «كرداسة»، وبسط نفوذ الدولة وإعادة هيبتها، وأثناء تواجد المجنى عليه اللواء الشهيد نبيل فراج، فى الصفوف الأولى لترتيب جنوده وتوزيع القوات، قام المتهمان الخامس أحمد ويكا، والخامس عشر صلاح النحاس، بإطلاق أعيرة نارية تجاه الشهيد، ليصاب برصاصة المتهم «ويكا»، والتى تم إطلاقها بمهارة ودقة بالغة، لا تصدر إلا عن شخص مدرب بعناية، وسط ذهول تلاميذ اللواء من ضباط الشرطة، فى مشهد أبكى الجميع، تاركاً خلفه زوجة مترملة وأطفالًا صغارًا لا عائل لهم، والذين لن تستقر قلوبهم إلا بالقصاص العادل.
ولفتت النيابة إلى أن قوات من الشرطة توجهت إلى بؤرة إرهابية أخرى داخل «كرداسة»، ليلقى المتهم السادس محمد القصاص بقنبلة يدوية على القوات المكلفة بضبطه ويلوذ بالفرار، وأن جميع المتهمين لاذوا بالفرار بعد أن استطاعت الدولة فرض هيبتها بواسطة رجال الشرطة على المدينة، واختبأوا فى مزرعة بـ«الخطاطبة» القريبة من سجن القطة، والتى استخدموها كمأوى ولعقد اجتماعات وتخزين السلاح والذخيرة، وأن المتهم الثانى عشر، حال تواجده مع المتهم ٢٣، وأثناء توجه قوات من الشرطة للقبض عليهم، قاموا برميهم بقنابل يدوية لإزهاق أرواحهم، لكن الله أنجاهم فى الوقت المناسب.
واستعرضت النيابة أدلة الثبوت فى أقوال الشاهد بالقضية الضابط علاء محمد، والذى يعمل بقطاع الأمن الوطنى، والذى أجرى تحرياته السرية حول تلك الأحداث، معقبًا: تلك التحريات بشأن المتهمين صحيحة تماما وصادقة إلى أبعد درجة.