الأقباط متحدون - لولا القيامـــــــــــة .. ما كان للمسيحية علامة
أخر تحديث ١٩:٥١ | الاربعاء ١٤ مايو ٢٠١٤ | بشنس ١٧٣٠ ش٦ | العدد ٣١٨٩ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

لولا القيامـــــــــــة .. ما كان للمسيحية علامة

سمير حبشي
سمير حبشي

بقلم سمير حبشــــــــــــــــى
بينما العاصفة تهب هوجاء ، وغيوم سوداء تتسارع لتغطى نور الشمس ، وكأنه ليل دامس رهيب ، ورعد يزمجر فى قبة السماء ، والبرق يخترق ظلام الغيم ، والرياح تعوى فى نواح كغريق يستغيث ، وهزات الزلازل تُسقط قمم الجبال والآكام .. وقد دبت الرعدة فى أجساد الجنود ذو الصولجان .. كانت يده المثقوبة تنزف حبا ، لتمسح أحمال الإثم عن قلوب العالم

تكتُب صقوق النعمة لكل خاطئ يحتاج الرحمة .. والحربة فى جنبه تدعو للإيمان بدم المصلوب ، لنحظى جميعا بالعفو المطلوب .. يا أبتاه إغفر لهم لأنهم لا يعلمون ماذا يفعلون .. لقد أكمل .. ثم أسلم الروح ، بعد أن كانت أبواب جراحاته مفتوحة على سعتها ليدخل منها حتى اللص اليمين .. وفى ليل يتيم القمر والنجوم ،  والكفن الأبيض والقبر الجديد ، والحجر الصلد العتيد ، والختم والحراس .. ظن الشيطان أن القصة إنتهت وسينساها الناس .. ولكن إسألوا القبر :  يا قبر أين ذا الجسد ؟ ، أين المسيح ؟ ، أين هو الحمل البرئ ؟ ، أين الذبيح ؟ ، ويا موت اين شوكتك ؟ ، اين ذهبت قوتك ؟ !!! .. لقد قام !!!.

قام إبن الإنسان ، ليكسر كل قيود ماضى الإنسان ، وبدمه يشترى النفس البشرية ويفديها بأغلى الأثمان .. فمن من موته أتتنا الحياة ، ومن جراحه شفاؤنا ، ومن سقطته قيامتنا ، ومن هبوطه صعودنا ، إنه المسيح الحي ، نجم الصباح الذي قام من بين الأموات ، وظلّل بنور سلامه العالم أجمع ، وهو ابن الله الذي يملك إلى أبد الآبدين

لذا أصبحت القيامة هي أساس الإيمان المسيحي وأساس الكنيسة ، عاينتها أباؤنا الأوائل وعاشتها وأعلنتها كحقيقة وليس وهما أو تقليدا ، وسلمها لنا الآباء الرسل بعد أن كتبوها على صفحات التاريخ بدمائهم ، ( فان لم يكن للاموات من قيامه ، فان المسيح لم يقم أيضا .وان كان المسيح لم يقم . فتبشيرنا باطل وايمانكم أيضا باطل . بل نكون عندئذ شهود زور على الله ، لاننا شهدنا انه قد أقام المسيح وهو لم  يقمه ، هذا إن صح أن الاموات لا يقومون . فاذا كان الأموات لا يقومون ، فالمسيح لم يقم أيضا . واذا لم يكن المسيح قد قام ، فايمانكم باطل ولا تزالون بخطاياكم ، وإذا فالذين ماتوا في المسيح قد هلكوا . واذا كان رجاءنا في المسيح مقصورا على هذه الحياة ،فنحن أحق جميع الناس بان يرثى لهم . ) ( كورنتوس الاولى 15 :13 – 18 ) ..
لقد أصبحت القيامة كشمس تسطع فى منتصف نهار حياة الإنسان ، ولا يستطيع إنكارها أحد فى أى مكان ، فالقبر الفارغ الذي دُفن فيه المسيح لا يزال موجوداً إلى الآن ، ويزوره كثير من المسيحيين منذ القرون الأولى في كل عام ، وخلو القبر المذكور من جسد المسيح منذ اليوم الثالث لموته ، وعدم العثور على أثر لهذا الجسد في أي مكان

على الرغم من الجهود الجبارة التي بذلها كهنة اليهود ورؤساء الرومان في هذا السبيل ، للقضاء على اسم المسيح ، دليل واضح على أن المسيح قام من الأموات ، وصعد بعد ذلك إلى السماء، كما أعلن الكتاب المقدس .. ويقص التاريخ أنه في سنة ٣٢٥ م عقد في نيقية عاصمة بيثينية في آسيا الصغرى مجمع بأمر قسطنطين الأكبر، حضره ٣١٨ أسقفاً من جميع أنحاء العالم وكثير من القسوس وعلماء الدين ، لكي يضعوا قانوناً للإيمان المسيحي (بمناسبة انتشار بعض البدع فتم وضعه في هذه السنة. وأوله «بالحقيقة نؤمن بإله واحد»  ........  «يسوع المسيح تأنس وصلب عنا في عهد بيلاطس البنطي وتألم وقبر، وقام من بين الأموات في اليوم الثالث، كما في الكتب المقدسة».إلى آخره ..  ولا يزال هذا القانون معروفاً لدى جميع المسيحيين على اختلاف طوائفهم، ويحفظونه عن ظهر قلب ..

وباالرغم من أن أشعة القيامة قد غزت العالم وأضاءته بنور وضاء ، لا يستطيع أحد نكرانه ، نجد أن الشيطان إله الظلمه ، وفى حربه المريرة مع النور ،

يغلق عيون البعض فلا يبصرون ويصبحون أعمياء القلب والبصيرة ، ويأتى بعد ستمائة عام من يحاول وضع حجاب من الأكاذيب والتراهات والخرافات ، لكى يغطى وهج نور الشمس ، فيبدأ بأساس القيامة - الفداء على الصليب – فيقول فى الوحى الشيطانى : (وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِن شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُواْ فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِّنْهُ مَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلاَّ اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا * بَل رَّفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا ا ) النساء 157-158 ..

وإذا كان فى مفهومه لم يكن موت على الصليب ، فسيترتب على خرافاته أيضا أنه لا يوجد قيامة ، وينسى أن يسوع المسيح تحدى الوجود منذ مولده وأعلن عن حياة الألم .. وقالت النبوات  .. إن بعثه كان منبثقاً من الألم ، وقد قال فى كلماته ذلك مرارا وأنه بالقيامة سيقهر الموت ..  إن العالم يحتفل منذ آلاف السنين بقيامة السيد المسيح ، أي بانتصار الحياة على الموت ، لكن ما زال الشيطان يجعل أعمياء القلب يخوضون جولات مسرعة للموت وبعناد مستفيض

ويتجاهلون تماما لمعجزة القيامة ، جوهر ونور الفداء على الصليب ، وكل جولة أسوأ من سابقتها ، وكل جولة خطوة جديدة في درب الفناء والموت . فقيامة السيد المسيح هي الإعلان المبارك الذي يؤكد أن شعبه سيقوم ثانية . فإن كنا نرقد في المسيح فأن الله سيقيمنا معه ثانية . وهذا ما قصده المسيح حين قال " لأني أنا حي . فأنتم ستحيون .. إن فى قاموس الإيمان المسيحى لايوجد موت بل إنتقال .. فسلاما ومجدا لك يا صاحب المجد
 فهذا هو اليوم الذي صنعته بدماء يداك   ، بعدما اكملت فداك ، وحملت ذنوب العالم برضاك .

فليضيء نور القيامة عقول الأعمياء ليبصروا بهاك .. فهل سيأتى يوما  ويبعثون من قبور الفكر  المظلم ، أو ستمر بهم القيامة ككل عام وهم تائهون عن طريق العبور ،  موتى قابعون فى ظلام القبور ؟ !!!


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter