بقلم : لطيف شاكر
دير سانت كاترين يعد الأثر الوحيد أالذى ظل قائماً حتي الآن بحالته ولم تمتد إليه يد التخريب الإسلامى على أرض مصر منذ غزو العرب مصر فى القرن السادس الميلادي ,ويعتبر هذا الدير اثرا مهماً للمسيحية واليهودية وتعتبر هذه المنطقة بكاملها أشهر معالم السياحة الدينية لوجود جبل موسي وتم إعلانها محمية طبيعية علي مساحة4350كم,ثم أعلنت اليونسكو ضمها لقائمة التراث العالمي عام2002,لكن الخبراء يؤكدون أن ما آلت إليه هذه المحمية من تدهور حاليا يهدد بشطبها من القائمة.
ودير سانت كاترين يعتبر أقدم أثر بيزنطي فى مصر ويسكنه رهبان من الأروام الأرثوذكس
ويعود بناء الدير إلي القرن الرابع الميلادي عندما أمرت ببنائه الإمبراطورة هيلانة والدة الإمبراطور قسطنطين سنة 432 ثم أكمل في عهد الإمبراطور جوستيتيان سنة 545م ليكون معقلا لرهبان سيناء وقد سمي في العصور التالية باسم دير القديسة كاترين إحدت شهيدات الإسكندرية لرؤية رآها أحد الرهبان في منامه بأنها نقلت إلي هذا الموضع فتم نقل رفاتها بناء علي ذلك وأطلق اسمها علي الدير وعلي المنطقة كلها.
وتم تشييده علي اسم القديسة كاترين ولذلك فإن علم الدير الأبيض يحمل حرفي A.R وهو اختصار اسم القديسة كاترين باليونانية, يحيط بالدير سور طوله85 مترا وارتفاعه11 مترا ويصل سمكه مترين حتي أن البعثات الأثرية وجدت في أجزاء منه هياكل للعبادة وكان يستخدم كاستحكامات حربية إذا اعتدي أحد علي الدير وبه فتحات تم توسيعها في العصر العثماني , وبه ثلاثة أبواب وفوق المدخل الرئيسي شمال الضلع الغربي للسور
دير سانت كاترين ، أشهر أديرة العالم ، بناه الإمبراطور جستنيان فى القرن السادس الميلادى تخليدا لذكرى زوجته المحبوبة " ثيودورا " التى شاركته فى الحكم وكانت مهتمة بالمناطق الشرقية من الإمبراطورية وحرصت على إقامة علاقات سلمية معهم وقد ماتت قبل وفاة جستنيان عام 548م. واسم " ثيودورا " نقش باليونانية على أحد العوارض الخشبية لكنيسة التجلى وهى الكنيسة الرئيسية الذى أنشأها جستنيان وترجمته باللغة العربية ( لأجل تحية ملكنا التقى جوستنيان العظيم لأجل إحياء ذكرى وراحة ملكتنا ثيودورا ).
ويحتوي الدير علي الكنيسة الكبري وكنيسة العليقة بالإضافة إلي مجموعة كنائس صغيرة ومسجد ومكتبة نفيسة تعد من أهم مكتبات العالم وقلالي للرهبات وآبار مياه-أشهرها بئر موسي
ودير سانت كاترين مسجل فى مصر أثرا بقرار رقم 85 لعام1992 م و تم اعتماد الأراضي التي حوله كمنطقة أثرية عام 1997وتعتبر هذه المنطقة من ضمن المناطق الست المنضمة لقائمة التراث العالمي في مصر
ومنطقة دير سانت كاترين تمثل موردا مهما للدخل القومي فى مصر حيث تدر حوالي10ملايين جنيه سنويا بينما الميزانية التي تخصصها الحكومة المصرية لصيانتها وحراستها وتجهيزها للزيارة لا تتعدي آلاف الجنيهات وهذه الميزانية لا تتساوى مع ميزانية بعض الآثار الإسلامية فى مصر مما تسبب في انحدار مستوى المنطقة بعد أن كانت عام2002علي أعلي مستوي ثم بدأ الإهمال , وبدأ زحف الزراعي وانتشار الحشائش بها وارتفاع منسوب المياه الجوفية بل أصبحت هناك بركة مياه تغمر معظم هذه الأراضي منذ عامين مما يشكل خطرا كبيرا علي التكونيات الجيولوجية بها وبدأت بالفعل أجزاء من الصخور النادرة بها تتساقط وجدران الدير أيضا ولوحاته الجدارية,وإذا استمر الوضع هكذا سيتم شطبه من قائمة التراث العالمي قريبا.
أرسل الاتحاد الأوربي بعثة لتفقد المنطقة والوقوف علي احتياجاتها من ترميم وتطوير وتم وضع مشروع بالتعاون مع المجلس الأعلي للآثار بتكلفة قدرها 64مليون يورو , ويشتمل المشروع علي معالجة الرطوبة بجدران الدير والصخور الموجودة بالمنطقة,وتخفيض منسوب المياه الجوفية, تطوير مدخل الدير وإنشاء خط سير للسائحين للحفاظ علي الأحجار والصخور من التآكل,واستراحات للزائرين ومركز زوار ودورات مياه, وساحات لانتظار السيارات بعيدا عن الصخور النادرة والتكوينات الجيولوجية وتسجيل مجموعة الأيقونات النادرة بالدير بعد ترميم وإعادة تركيب الأجزاء المتساقطة منها وعرضها عرضا متحفيا متطورا وذلك بالتعاون مع بعثة الآثار الإيطالية,أيضا من أهم المشروعات التي سيتم تنفيذها مشروع الصوت والضوء للمنطقة يشمل عرضا لرحلة العائلة المقدسة وتاريخ وأهمية المنطقة وذلك ضمن برنامج التنمية الإقليمية لجنوب سيناء الذي يبدأ هذا العام ولكن لم يتم إجراء أية خطوات فعلية من جانب الاتحاد الأوربي حتي الآن بسبب المشاكل الداخلية التي تمر بها مصر حاليا.
كنائس الدير
وقد سجل المجلس الأعلى للآثار بمصر "دير سانت كاترين" عام 1993م كأحد الآثار المصرية التي ترجع إلى العصر البيزنطي وهو يخص "طائفة اليونان الروم الأرثوذكس"، ويضم مجموعة من المنشآت منها الكنيسة الرئيسية "كنيسة التجلي" و"كنيسة العليقة" وتسع كنائس جانبية صغيرة، و10 كنائس فرعية، وقلايات للرهبان، وحجرة طعام، ومعصرة للزيتون وجامع فاطمي ومكتبة كبيرة، بالإضافة إلى منطقة خدمات تشمل مخازن الحبوب والمطابخ والأفران، ويعود تاريخ إنشاء بعض هذه المنشآت إلى القرن الرابع الميلادي.
أهمية الدير والآثار التى بداخلة
يضم دير سانت كاترين الذي يقع عند سفح جبل موسي-ارتفاعه2285م العديد من المقتنيات الأثرية الي تعود إلي عصور مختلفة منها التحف المعدنية من البرونز والذهب والفضة والنحاس,والتحف الخشبية كالأبواب والكراسي والصناديق,كذلك الرخامية والحجرية,كما يضم الدير العديد من الأيقونات الأثرية النادرة منها ما هو مهدي إلي الدير والآخر مرسوم علي الجدران ومنفذ بالدير,كذلك مجموعة من المخطوطات المكتوبة باليونانية والعربية والوثائق التاريخية ومنها وثائقالعهد والأمانمن ملوك وأمراء مصر إلي رهبان الدير توجد بمكتبة الدير.
التحف المعدنية الموجودة فى دير سانت كاترين
وهناك التحف المعدنية التي يضمها الدير وغالبيتها مهدي إلي الدير من ملوك وحكام العالم-وهي مصنوعة من الفضة المطلية بالذهب وبعضها من النحاس والبرونز ومطعم بالأحجار الكريمة ذات الألوان المختلفة والزخارف منفذة عليها بطريقة الحفر البارز والغائر ومنها الكؤوس والقناديل والقلادات والسلاسل والصواني وأغلفة المخطوطات مثل كأس مهداة من ملك فرنسا شارل السادس وهي من الفضة المطلية بالذهب ومطعم بالأحجار الكريمة.
أيضا تاج آخر من الفضة المطلية المرصعة بالأحجام الكريمة مهدي من القيصرميخائيل فيودور فيتش الروسي محفور عليه مناظر للمسيح وبعض القديسين وأعلاها مناظر حيوانية خرافية مجنحة وقمته علي شكل صليب.
ويقوم المجلس الأعلي للآثار باستكمال عملية تسجيل مقتنيات الدير المتنوعةضمن آثار جنوب سيناء.
مكتبة الدير.. غنية بالمخطوطات
ويرجع الكثير من شهرة دير سانت كاترين إلي مكتبته الغنية بالمخطوطات وتقع في بناء قديم جنوب الكنيسة الكبري, وهي عبارة عن ثلاث غرف في صف واحد تضم آلاف المخطوطات الأثرية باللغات العربية واليونانية والسيريانية ويبلغ عدد المخطوطات فهي تحوي ستة آلاف مخطوط، منها 600 مخطوط باللغة العربية، علاوة على المخطوطات اليونانية والأرمينية والإثيوبية والقبطية والسوريانية، وهي مخطوطات دينية وتاريخية وجغرافية وفلسفية، وأقدمها يعود للقرن الرابع الميلادي، كما تضم المكتبة عددًا من الفرمانات الصادرة من الخلفاء المسلمين لتأمين أهل الكتاب وللخليفة "الأمر بأحكام الله أبو علي المنصور" سابع الخلفاء الفاطميين مخطوطين محفوظين بمكتبة الدير تحت رقمي 726، والمخطوط السابع موضوعه أخبار الأيام (أول وثانٍ) في 75 ورقة من القرن العاشر الميلادي. ويوجد مخطوط يذكر أن "الأنبا زخاريا" الذي عينه الآمر أسقفاً للدير بموجب المنشور الصادر سنة (1103م) ومن أهم مخطوطات الدير، مخطوطان خرجا منه في ظروف تاريخية معينة، أحدهما محفوظ بالمتحف البريطاني والآخر بتركيا.
المخطوط الأول: وهو مخطوط التوراة اليونانية المعروف باسم (كودكس سيناتيكوس) الذي كتبها "أسيبوس" أسقف قيصرية عام 331م وقد اكتشفها بالدير الروسي "تشيندروف عام 1869 م وعرضها على قيصر روسيا إسكندر الثاني الذي اشتراها من الدير بثمانية آلاف فرنك وطبع منها نسخا أعطى منها للدير وظل الأصل عنده حتى عام 1923 حتى باعتها الحكومة الروسية للمتحف البريطاني مقابل مائة ألف جنيه إسترليني".
المخطوط الثاني: العهد النبوي الذي أعطاه رسول الله صلى الله عليه وسلم طبقا لتعاليم الإسلام السمحة كعهد أمان للنصارى يؤمنهم فيه على أرواحهم وأموالهم وكنسائهم، ولقد أخذ السلطان سليم الأول النسخة الأصلية حين دخوله مصر 1517م وحملها إلى الأستانة وترك لرهبان الدير صورة معتمدة من هذا العهد(لم يتبين صحة هذا المخطوط)
المقال القادم المشاكل المثارة كذبا علي الدير للمطالبة بازالته !!!!!