عرض/ سامية عياد
لا يدرى كيف يتحرك ، من يحركه ؟ مسيحه ، من يطمئنه ؟ الساكن فيه ، له ندين بالفضل والولاء ، فهو الذى سلمنا المسيحية على أرض مصر متحملا فى سبيل ذلك كل المشقات بدافع من إيمانه ، إنه القديس مارمرقس الرسول .

تستهل الكرازة عددها التاسع عشر والعشرون أولى صفحاتها بكلمة قداسة البابا تواضرس الثانى عن الشهيد مارمرقس الرسول ، يقول قداسته أن الكنيسة تعلمنا ثلاثة أشياء مهمة وصالحة لحياتنا يجب عملها فى عيد استشهاد القديس مارمرقس أول شىء ، الأنبوب الذى يحتوى على جزء من الرفات ويكون من الخشب وكلمة خشب تنبه أذهاننا الى الصليب ، فهذا القديس قد حمل الصليب مثل معلمه وحينما نتبرك من الأنبوب الخشبى الذى يحتوى رفات مارمرقس فنحن نأخذ بركة الصليب الذى حمله مارمرقس فى حياته كلها .

الشىء الثانى ، هو وضع الحنوط والأطياب ذات الرائحة العطرة مثل الإنسان الذى يعيش بالإيمان ويحيا حاملا الصليب وتكون حياته فى رضا الرب ، فتظهر فيه رائحة المسيح الزكية، والقديس مارمرقس ظهرت فى حياته رائحة المسيح الزكية فهو رسول ، إنجيلى ، وصاحب مدرسة تعليم وواضع قداس صلوات وختم حياته بالشهادة ، وعندما نشم رائحة الأطياب فأننا نشم رائحة عطرة تعبر عن حياة مارمرقس كلها ، الشىء الثالث هو زف رفات القديس بالتماجيد والألحان والتسابيح ، كأننا نقول أن القديس يعيش الآن فى تسبيح سماوى وفى نفس الوقت نتذكر السماء التى نحن مدعوون إليها وكل ما فيها هو تسبيح مستمر ، لا ملل ولا ضجر ، كما أن المدائح والترانيم هى أنواع من الصلوات ترفع قلوبنا للسماء .

الأنبوب الخشبى رمز حمل الصليب ، والعطور والحنوط رمز للسيرة العطرة والتسابيح والتماجيد رمز الى الحياة السماوية للقديس الذى نحتفل به  ، نصلى الى الله أن يجعل حياتنا مثل هذا القديس حياة سماوية وأن يكون لنا سيرة عطرة مثل القديس مارمرقس ليكون لنا مكانا فى الملكوت .

وللحديث باقية عن هذا القديس العظيم الشهيد مارمرقس ، نتحدث فى الحلقة القادمة مع واحدة من أبرز صفاته وهى العمل الكرازى بلا حدود.
من أخبار الكنيسة فى هذا العدد من الكرازة ، البابا تواضروس الثانى قام بزيارة دولة الإمارات بناء على دعوة رسمية حيث اقام أول قداس إلهى هناك ، البابا قام بتطيب رفات القديس مارمرقس بمناسبة عيد استشهاده بالكاتدرائية المرقسية بالقاهرة .

نقرأ فى هذا العدد من الكرازة القديس يوحنا الحبيب ، النور والظلام فى الكنيسة ، دموع فى السماء ... ومقالات آخرى ، انتظرونا.