الأقباط متحدون - مارمرقس .. كرازة بلا حدود
أخر تحديث ١٣:١٦ | السبت ١٧ مايو ٢٠١٤ | ١٧٣٠ ش ٩ بشنس | العدد ٣١٩٢ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

مارمرقس .. كرازة بلا حدود

مارمرقس
مارمرقس

العالم عنده حقل واحد كبير مدعو للخلاص
صعوبة التنقل لم تعوقه عن نشر المسيحية فى العالم كله

عرض/ سامية عياد

نستكمل الحديث عن القديس مارمرقس الرسول الذى يرجع له الفضل فى نشر المسيحية على أرض مصر ، هذا القديس الذى تميزت شخصيته بصفات فريدة ورائعة ، تحتاج الى حلقات كثيرة للحديث عنها ، لكننا سنقف عند واحدة من أبرز صفاته وهى خدمته وكرازته فى كافة ربوع العالم .

عن هذه الصفة يحدثنا القمص يوحنا نصيف كاهن كنيسة السيدة العذراء شيكاغو فى مقاله "مارمرقس الكارز المسكونى" قائلا : لم يكن مارمرقس منحصرا فى خدمة بلدة معينة أو حتى فى التواصل مع ثقافة معينة ، بل تميز باتساع أفقه ورؤيته لكل العالم كحقل واحد كبير ، واثقا أن كل البشرية مدعوة للتمتع بالخلاص خلال الإيمان بالسيد المسيح ، لقد خدم فى كافة قارات العالم القديم أسيا وأفريقيا وأوروبا والبلدان التى ذكر التاريخ أنه كرز فيها بخلاص المسيح مثل لبنان وأنطاكية وروما ومصر وغيرها من البلدان ، فهو بالحقيقة كارز مسكونى يخدم طول الوقت وفى أى مكان يحتاجه فيه الرب .

 لقد نفذ مارمرقس وصية السيد المسيح عمليا "اذهبوا للعالم أجمع ، واكرزوا بالإنجيل للخليقة كلها" ، آخذ يبشر فى كل العالم على الرغم من صعوبة الحركة والمواصلات فى ذلك الزمان ، لقد كان مارمرقس شخصية محبوبة فى كل البلاد التى بشر فيها بل كان الجميع يفتخر بأنه كاروزهم ومؤسس كنيستهم ، لقد تعامل بنجاح مع مختلف الظروف وكافة الشخصيات لأنه كان يتمتع بالمرونة والثقافة الواسعة بالإضافة الى إجادته لثلاث لغات العبرية واليونانية واللاتينية ، فأسس كنائس فى بلاد عديدة .

كان يحمل فى داخله قوة القيامة ، مع خبرات شخصية عميقة لعمل الله القوى معه ، لذلك مهما كانت الإمكانيات المتاحة له قليلة أو شبه معدومة ، فقد كان يؤمن بعمل الله المعجزى وإمكانياته اللانهائية فى تغيير القلوب ، وهذا ما ظهر فى كرازته لمصر ، التى بدت أنها بلا إمكانيات تقريبا ، ولكن بقوة القيامة التى كان يحملها مارمرقس فى داخله انفتحت الأبواب وتأسست الكنيسة ونمت فى النعمة وتكاثر عدد المؤمنين حتى صارت مصر بالكامل فى القرن الرابع تدين بالمسيحية .
ليتنا نحافظ على تلك الثمار الوفيرة التى حصدها العالم كله نتيجة بذار حية زرعها القديس مارمرقس الرسول تلك البذار التى جعلته يتحمل المشقات ويتحدى أى عائق يحول دون وصوله الى مختلف انحاء العالم ، أنها بذار الملكوت والخلاص.


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter