بقلم :  عساسي عبدالحميد – المغرب
في عام 1994 انشق الدبلوماسي "محمد الخليوي" عن النظام السعودي  طالبا حق اللجوء السياسي في  الولايات المتحدة الأمريكيةـ، كان الخليوي يتأبط  وثائق يصف إياها بالمهمة  لما تحتويه بنظره  من معلومات تؤكد تجاوزات  المملكة العربية السعودية  في مجال  حقوق الإنسان وكذا  ضلوع النظام السعودي  في رعاية وتمويل جماعات إرهابية وكانت  معه أيضا  أسرارا تفيد  نية السعودية  امتلاك التكنولوجيا النويية ....الوثائق التي وضعها هذا المنشق السعودي على طاولة العم سام  لم تكن أصلية وواشنطن  استطاعت من قبل الحصول عبر سفاراتها بالرياض وبلدان الخليج واليمن والأردن  ومن عملائها بالسعودية " أمراء – ضباط في الجيش – رجال أمن- موظفون سامون بالوزارات.... "  على معلومات تفوق أهمية و أكثر مصداقية من تلك التي أحضرها المنشق الدبلوماسي المدعو "محمد الخليوي" الهارب وطالب اللجوء السياسي في بلاد العم سام الرحبة المضيافة...بل كان هناك أمير ما زال حيا يرزق  ويشغل اليوم منصبا حساسا ولديه طموح أكبر في المملكة كان يزود وبانتظام واشنطن بسيل من المعلومات حتى تلك التي كانت تهم الحياة الشخصية المفصلة للأمراء والأميرات والتي كان مصدرها الخدم والحشم بالقصور والمنتجعات (...).....   
 
بعد وصول خبر انشقاق الدبلوماسي "محمد الخليوي" لأسماع  الأمير سلمان بن عبد العزيز  والذي كان يشغل حينها منصب أمير منطقة الرياض استشاط هذا الأخير غضبا  وأرسل فورا باستدعاء وفد عن أهله و أقاربه، فقابلهم بمكتبه ووجه لهم كلاما شديد اللهجة أقرب إلى التأنيب منه إلى أي شيء آخر  وكأنهم هم من ارتكب الجريرة وارتمى بين أحضان أمريكا  "(( ..قولوا لقريبكم هذا  لو أردنا القبض عليه لفعلنا وهو في أمريكا بل حتى لو ذهب إلى القمر فبإمكاننا إحضاره ...)) والكلام هنا للأمير سلمان أمير منطقة الرياض،  تصريح الأمير جعل الرئيس الأمريكي "بيل كلينتون" يبكي من شدة الضحك ....ثم يهدأ ثم يعاود الضحك...ثم يهدأ ثم يعاود الضحك  بشكل هستيري غريب  ....

كلام الأمير سلمان أمير الرياض سابقا وولي العهد حاليا لم يمر  مرور  الكرام على مسامع مستشار الأمن القومي الأمريكي آنذاك  "ويليام أنتوني ليك" بل انتقد هذا الأخير ضحك  الرئيس الأميركي" يل كلينتون"  بهذا الشكل الغريب و اعتبره عدم مبالاة وتقصير منه وهو رئيس أقوى دولة بالعالم ، فهو، أي تصريح الأمير سلمان وان قيل في حالة غضب إلا أنه  صادر عن  مسؤول يشغل منصبا حساسا في قيادة دولة ومؤهل  لمناصب أخرى كولاية العهد أو الملك من يدري ؟؟ ، ما معنى كلامه هذا  أن نحضره ولو كان في أمريكا؟؟ أي هراء هذا و أية وقاحة أن يخدش شرف و كبرياء أمريكا بمثل هذا الكلام الساقط ؟؟ .....كان رد الرئيس الأمريكي  بيل كلينتون على تعقيب مستشاره في الأمن القومي أنه يتفق معه جملة وتفصيلا فيما يتعلق بتصريح الأمير سلمان الذي تجاوز بعض الشيء حدوده وأنه لا يمت بأصول و أعراف الدبلوماسية المتعارف عليها كونيا  ، ولكن ما أضحكني يقول بيل كلينتون  في التصريح هو أنه نكتة من الطراز الرفيع، فما كان من مستشار الأمن القومي  "توني ليك"  إلا أن رد بنكتة  مماثلة قائلا " حسنا سنطلب من "جورج بوش الأب"  أن يخفي "الخليوي"  في حظيرة  الأبقار بمزرعته بولاية تكساس بعيدا عن أنظار السعوديين  إلى  أن تنتهي فورة غضب الأمير سلمان الذي أخافنا بتصريحه العنيف هذا ....فغرقا الاثنان أي الرئيس الأمريكي ومستشاره في الأمن القومي في الضحك حتى الشبع ......

Assassi_64@hotmail.com