القمص أثناسيوس چورچ
العالم الآن امبراطورية عالمية واØدة Ø› وقد صار قرية صغيرة تخطت الØواجز بÙعل العولمة والØداثة وثورة المعلومات Ø› التي سهّلت انتشار كل شيء شبكيًا دون أﻱ Ù…Øددات جغراÙية ولغوية أو Ùكرية... وما يهمنا ÙÙŠ ذلك هو تØديد دورنا الكنسي تجاه هذه التغيرات سريعة الإيقاع Ø› Øتى لا تصير تØديًا سلبيًا Ø› بل تكون أداة لبشارة النÙوس الخلاصية.. لأجل ذلك دشنت بعض الجامعات اللاهوتية مادة لاهوت عنوانها Cyber Theology أو اللاهوت الاÙتراضي (السيبراني) ØŒ ليÙمَسْØÙÙ† النيتورك Networkبلغة الإنجيل الجديدة (الأنجلة).
إن التطور الØضارﻱ بدون الرؤية الإنجيلية والأخلاق السلوكية المؤسسة على الوصايا الإلهية Ø› يصير قوة علمية عمياء Ø› تهتم بالمستقبل البشرﻱ ماديًا واستهلاكيًا ونÙعيًا ØŒ من دون وعي روØÙŠ إنساني وتربوﻱ... لذلك ينطلق لاهوت الكنيسة ليØاكي هذه الإشكاليات التي تمس اØتياج الخليقة ”هنا“ Ùˆ ”الآن“ ØŒ Ùلا يتوق٠اختصاص الÙكر اللاهوتي Ùقط عند تÙسير نصوص
ولا عند وضع وتقنين صيغ عقيدية Ø› ولا Øتى على المØاÙظة عليها ومتابعة سلامه العقيدة Ø› لكن مهمة اللاهوت ÙÙŠ ذهنية الآباء تنصبّ على Øياة الإنسان وخلاصه Ø› ÙÙŠ أن يتأنْسَن الإنسان ويتقدس ÙÙŠ Ø§Ù„Ù…Ø³ÙŠØ ÙŠØ³ÙˆØ¹ ØŒ ليكون مسيØًا آخر !! ÙˆØينئذ٠يأتي ملكوت الله منذ الآن على الأرض Ø› وتكون مشيئته كما ÙÙŠ السماء كذلك على الأرض.
اللاهوت لا يتوق٠عند الأمس ØŒ وهويتنا ليست رجعية أو سلÙية Ø› لكنها تغيير للأشكال بتجديد الأذهان ØŒ وهي كل خدمة ورعاية لا هد٠لها إلا خلاص النÙس المقتناة ومعرÙØ© الخبرة والتذوق والشركة مع مسيØنا الذﻱ هو أمس واليوم وإلى الأبد.
لا يوجد عندنا ÙÙŠ اللاهوت أية إشكالية مع العلم ولا مع التطور Ø› لأنها Øركة طبيعية Øتمية Ø› يظهر Ùيها مجد الله وقدرته المطلقة Ø› التي لا تÙشَيّÙئ الإنسان الذﻱ هو خليقة الله وكونٌ مصغر Ø› لا وجود كياني له بدون الشركة معه من دون أﻱ اكتÙائية أو استقلالية... Ùإذا أخذنا Ø´Øنات التطور هذه من غير Ø±ÙˆØ Ø› سننتهي جسدانيين مولعين بالمادة والاستهلاك والآلة ØŒ ونتØول إلى مجرد رقم أو كود أو شيء Ø› ضمن هذه المنظومة الصنمية !! Ùهل من أنبياء ورسل وخدام ومبشرين ÙÙŠ هذا الجيل ØŒ ينهضوا من أجل خلاص الله ÙÙŠ الشعوب ØŒ أبواقًا للكلمة الإلهية ÙÙŠ عالم الآلة؟! Ùيجعلون الإنسان سيد الØضارة وغايتها ØŒ لا عبدًا لها Ø› تهمشه أسيرًا أمام الغايات والمصالØ.
إن الØاجة الØقيقية إلى ماء وخبز ونور وطريق الØياة ØŒ الØاجة إلى الشبع والسلام والسرور والخلاص الذﻱ صار لنا ØŒ Ùهذه هي مسئولية الكنيسة المضاعÙØ© اليوم ØŒ وهي سبّاقة Ùيها Ø› كي تكون بÙعل Ø§Ù„Ø±ÙˆØ Ø§Ù„Ù‚Ø¯Ø³ الرب المØيي قد عنصرت العصرنة؛ لأن المÙØ«ÙÙ„ المسيØية هي المثال الأØوج ÙÙŠ عالم جبار بلا دماغ ولا روØ.. دÙعيت Ùيه الكنيسة لتكون ملكوتًا وشبكة مطروØØ© وخميرة تخمر العجين كله
وميناءًا للذين ÙÙŠ العاص٠؛ لتقدم لاهوتًا Øيًا ومعاشًا Ø› لا بمقاربة ذهنية نظرية أو جدلية Ø› لكن بÙهم كلمة الله الضرورية Ù„Øياة كل Ù†Ùس Ø› وبإغناء الØياة الكنسية الروØية للعالم Ø› وبرÙع المستوى العلمي الأكاديمي ÙÙŠ البØوث اللاهوتية ØŒ ويقدم مبادرة Ø§Ù„Ù…Ø³ÙŠØ Ø§Ù„Ø®ØµÙˆØµÙŠØ© Ø› وقَرَعاته على أبواب القلوب البعيدة والغليظة Ø› والتي لا تستØسن أن تÙبقي الله ÙÙŠ معرÙتها ØŒ علهم يميزوا صوته ”ÙÙŠ وسطكم قائم الذﻱ لستم تعرÙونه“ (يو Ù¡ : ٢٦) Ø› لأنه صنع التدبير من أجلهم وهم لم يعرÙوه ولا قبلوه Ø› بينما هو يقرع أبوابهم ورأسه امتلأ من الطل Ø› وقصصه من ندَى الليل ØŒ وهو ÙŠÙسمعهم صوت كنيسته التي تقدم اللبن والطعام القوﻱ ØŒ وتلقي بذار Ø§Ù„Ø±ÙˆØ Ø¨ÙƒÙ„ Øكمة بين الكاملين Ø› معلنة نعمة عمله عبر كل وسيلة تتواصل بها مع النÙس البشرية Ø› ÙÙŠ كل كلمة وكل معرÙØ© تختص بÙلاØØ© الله وكرمه ØŒ وهو ÙˆØده القادر أن ÙŠÙنمي.
لذا يأتي ”العمل الرعوﻱ“ على رأس الاهتمامات ÙÙŠ اÙتقاد خدمة النÙس البشرية وخدمة Øاجتها للخلاص مع كل سامرية وابن ضال وعشار ونازÙØ© الدم ولص يمين ÙÙŠ هذا الجيل ØŒ لاهوتًا رعائيًا يعطي جوابًا على الØاجات البشرية والتساؤلات الØياتية.
إن الضرورة موضوعة علينا لنقدم إلهنا Ù…Øب البشر Ø§Ù„ØµØ§Ù„Ø Ø§Ù„Ù…Ø³ÙƒÙˆÙ†ÙŠ Ø› الذﻱ هو رجاء الأمم ومشتهاها ØŒ نقدمه ÙÙŠ الأريوباغوس الاÙتراضي Ø› صارخين للناس ØŒ هذا هو إلهنا الذﻱ تبØثون عنه Ø› إله إبراهيم وإسØÙ‚ ويعقوب والÙتية الثلاثة ودانيال ØŒ إله الأنبياء والآباء.. كونه إلههم الشخصي Ø› Ùليس عنده عبد ولا Øر ولا يوناني ولا يهودﻱ... وهو يناديهم بصوته الخلاصي الكوني Ø› مناديًا على كل القوميات والثقاÙات. وإجمالاً Ùكل علم وتطور بدون اللاهوت Ø› يصير ناقصًا وعقيمًا.
لأن قوة اللاهوت تكمن ÙÙŠ ديناميكيته وجرأته Ø› كي ÙŠÙكَنْسÙÙ† العالم ويقدس الزمان، من دون انطوائية Ø› إنما Ø¨Ø³ÙŠÙ Ø§Ù„Ø±ÙˆØ ÙˆØ¨ÙƒÙ„Ù…Ø© الله التي لا تقيَّد Ø› والتي تØكم ÙÙŠ كل شيء Ø› ولا ÙŠÙØكم Ùيها من Ø£Øد... لاهوتًا Øيًا يتكلم بلغة إنجيلية واØدة وعلم إلهي واØد ØŒ بدونه نرتضي أن نتأَرْخَن أو نتمَتْØÙŽÙ Ø› ونØÙ† بعد Ø£Øياء ØŒ أﻱ نقبل أن نصير قطعة من التاريخ موضوعة ÙÙŠ متØÙ Ø› بينما كل انÙØªØ§Ø Ø¹Ù…Ù„ÙŠ يعزز مناعتنا الروØية والكرازية Ø› ويجعلنا نقوم بتعليم المستقبل إيماننا الأقدس Ø› ممجدين وشاهدين لمسيØنا القدوس.