الأقباط متحدون - رسالة إلى الرئيس
أخر تحديث ٠٠:٤٦ | الخميس ٢٢ مايو ٢٠١٤ | بشنس ١٧٣٠ ش١٤ | العدد ٣١٩٧ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

رسالة إلى الرئيس

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

سيارة الرئيس القادم من مصنع العسكرية أو مصنع الإعلام صباح الخير، أرجو أن تتقبل رسالتى بصدر رحب، فسأطلب منك طلبا سيبدو غريبا، أن تجمع إلى مزاياك مزايا منافسك، يعنى ٢ ×١. حمدين يشعرنى أنه رئيس فى منزل بابه مفتوح للجميع، فى أى لحظة تقدر تدخل عليه وتتصور معاه أنت والعيال وتدعوه لفرح ابنتك ويحضر، وكمان يرقص مع العريس والعروسة، ويحمل حفيدك الرضيع يوم السبوع، ويبتسم وأنت تلتقط لهما صورة تنشرها على الفيس، بسيط يشرب الشاى على الحصيرة وسط الفلاحين والبسطاء، يقبل يد العجوز التى تبيع الخضار على الرصيف، يصافح الجميع ويعفو عن الجميع حتى الذين أخطأوا فى حقه، تحب جلسته فهو مثقف، لبق ووسيم ونظيف اليد، يصلح كوزير خارجية، يجنب بلاده أى خصومات سياسية فهو رجل التوافق، على الجانب الآخر، السيسى رجل كبير عائلة يحمل همها، ويريد أولاده كلهم رجالة، تشعر بالاطمئنان لوجوده، رغم أنك تقلق أحيانا من خشونته، مثل ناظر المدرسة الحازم، الصغير قد يخاف منه، لكن الأب يثق فيه وهو يسلمه ابنه ليتعلم ويتربى، فهو رجل عملى ليس لديه وقت يضيعه فى الحديث معك على القهوة، ولكنه مهتم بمصلحتك، الدنيا عنده أبيض وأسود، لايوجد بينهما درجات لونية كثيرة، مقاتل بحكم تربيته العسكرية، أعداؤه لا سبيل للتصالح معهم إلا بعد أن يكسب الحرب أو يرفعوا راية الاستسلام.

حمدين تشعر أنه واحد مننا، لن يأمر ولن يلزم أحدا بما هو فوق طاقته، فهو عاش حياته على راحته، قانع بنصيبه من الرزق، شقة حجرتين وصالة بالتقسيط، عيشة مستورة، والأولاد اختاروا طريقهم واعتمدوا على أنفسهم، يحبهم بغض النظر عن نجاحهم أو فشلهم، يتقبلهم ولايريد أن يغيرهم، ليس لديه إطار محدد للنجاح، «سلمى» و«محمد» اختارا العمل خارج الإطار الحكومى مثل والدهما، حمدين يعيش خفة الكائن المتحرر فكريا والمتحرر أيضا من التبعات والالتزامات، حلوة الحرية ولكن لها ثمنا أن تبحث بنفسك ولنفسك عن لقمة العيش وسقف يأويك ومستشفى تدفع فاتورته عند الخروج، السيسى اختار أولاده «محمود» و«مصطفى» العمل فى مؤسسات الدولة وكذلك تمنى «حسن» ولم يوفق، الجد ساعد الأب والأب ساعد الأولاد، والدور جاء على الشعب ليساعده السيسى، وهذا طبيعى فهو سيفعل ما اعتاد على فعله طوال حياته، سيتحمل المسؤولية وسيحاول تدبير نفقات معيشة محمد وزواج سنية وعلاج أم سيد ومعاش عم حسين، سيقوم بدور وزير التموين والزراعة والشباب.. إلخ، سيفعل المستحيل على شرط أن ينضبط الشعب حسب خطته، يستيقظ مبكرا، ويعمل بهمة، فلا وقت لنضيعه، يحب أولاده لكن يخطط لهم طريق المستقبل لأنه يرى نفسه أكثر خبرة وكفاءة، يريدهم جميعا ناجحين ولكن بشروطه، فلديه فكرة محددة عن النجاح: أن تكون قويا، لك قيمة فى مجتمعك، معتمد على نفسك، معك قوت يومك لا تحتاج لأحد وكمان تدخر لبكرة لتساعد أولادك، لديه قناعات ليس مستعدا للحوار حولها ولكنه مستعد للحوار حول تنفيذها.

سيادة الرئيس القادم مميزات السيسى الجاد الحمول لا يمكن لأحد أن يغفلها وبساطة حمدين الحر لايمكن لأحد أن يستهين بها، ولذلك فعليك أن تعظم مميزاتك وتحاول أن تضيف إليها أفضل ماعند منافسك وليكن الله فى عونك.. الشيلة تقيلة.

ektebly@hotmail.com

نقلا عن المصري اليوم


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع