التيار الليبرالي والإسلامي يتصارعان على السلطة
جماعات مسلحة تابعة للإخوان تسيطر على الليبيين
الإخوان لديها عدة أذرع وتحالفات مسلحة
حفتر يقود عمليات عسكرية مدعومة من بعض القوات في الجيش الليبي
باحث تونسي: هناك مؤامرة المصرية السعودية الإماراتية الجزائرية
كتب – نعيم يوسف
صراع مستمر
تعيش ليبيا منذ سنوات فراغا أمنيا، كبيرا، ولكن في الأيام الأخيرة، تعاني ليبيا وخاصة مدينة بنغازي من صراعا مسلحا، قويا، منذ أن بدأت "عملية كرامة ليبيا" التي يقودها اللواء المتقاعد خليفة حفتر، وتنضم تحت إمرته عدة كتائب مسلحة، حيث تعيش المدينة منذ الجمعة الماضية
على وقع اشتباكات مسلحة بين قوات حفتر ومقاتلين من الثوار والإسلاميين، يتبعون رئاسة الأركان بالجيش الليبي، في محاولة للسيطرة على المدينة، بعد العملية التي تراها الحكومة الليبية "محاولة انقلاب".
عمليات عسكرية
وقد أدت العمليات العسكرية إلى سقوط عشرات القتلى والجرحى، بالإضافة إلى انقسام كبير بين القادة العسكريين، حيث انضمت وحدات تابعة للجيش الليبي، لقوات لحفتر، فيما شددت أخري على تمسكها بالمسار الديمقراطي و"المؤسسات الشرعية".
الصراع السياسي وتغيير 4 وزارات في عامين
ويأتي هذا على خلفية صراعا سياسيا تشهده قوتين سياسيتين وهما التياران الليبرالي والإسلامي، حيث شهدت ليبيا تغيير رئيس الوزراء أربع مرات، فقد تولى أول وزارة بعد إنهاء حكم القذافي عبد الرحيم كيب، و علي زيدان، ثم عبدالله الثني وأخيرا، أحمد معيتيق، وذلك منذ أن أمسك المؤتمر الوطني العام زمام الأمور في 2012 .
الصراع داخل البرلمان وسيطرة الإسلاميين
أما المؤتمر الوطني الليبي (البرلمان) فلم يخلو من الصراع، ففي الانتخابات الليبية في يوليو 2012 التي أفضت لغلبة نسبية للتيار الديمقراطي بقيادة محمود جبريل على حساب الإسلاميين، وتدريجيا عكس الإسلاميون المعادلة وأصبحوا المسيطرين على البرلمان (المؤتمر العام الوطني الليبي)، وتم تهميش الليبراليين، وعملوا على إصدار قانون العزل السياسي والمقصود به هو جبريل كونه عمل مع نظام القذافي وكان المشرف على مشروع ليبيا الغد لتوريث الحكم لسيف الإسلام (نجل معمر القذافي).
هذا بالإضافة إلى أن الانقسام الحاد داخل البرلمان الليبي لم يُحل بالحوار ولا بالمفاوضات لأن الإسلاميين المتشددين رفضوا الحوار ولم يستفيدوا من تجربة الإخوان في مصر، وهذا ما ولد تباعا انقساما حادا وتصفية لحسابات وعداوة بين الإسلاميين وجبريل.
السيطرة الحقيقية على أرض الواقع
وعلى الرغم من أن الكتلتين السياسيتين يسيطرون على السلطة في ليبيا، إلا أن السيطرة على أرض الواقع في الدولة ذات الأطراف المترامية كانت لميليشيات مسلحة عديدة ساهمت بإنهاء حكم القذافي.
وقد عرض الإعلامي عبد الرحيم على، مقدم برنامج "الصندوق الأسود" على قناة "القاهرة والناس الفضائية"، تقريرا مفصلا عن خريطة الجماعات المسلحة التي تسيطر على الأوضاع في الأراضي الليبية، مؤكدا أن هذه الجماعات ما هي إلا أذرع لجماعة الإخوان المسلمين.
جماعة أنصار الشريعة
وأولى هذه الجماعات وأقواها جماعة أنصار الشريعة التي يترأسها محمد على الزهاوي وتأسست عام 2012 وتعتبر من كبرى الجماعات المسلحة داخل ليبيا، وقد شاركت في الهجوم على القنصلية الأمريكية في مدينة بني غازي، هذا بالإضافة إلى أن لها ثلاث أفرع داخل ليبيا الأول في بني غازي وآخر في سرت والأخير في أجدابيا.
الجماعة الإسلامية المقاتلة
و ثاني الجماعات المقاتلة مع الإخوان في ليبيا هي الجماعة الإسلامية المقاتلة التي تأسست عام 1982 بقيادة عوض الزواوي، وقد قامت بمراجعات فكرية وتخلعت عن العنف إبان حكم الرئيس الليبي الراحل العقيد معمر القذافي إلا إنها عادت لتنشئ ميلشيا مقاتلة في طرابلس ودرنا بعد سقوط القذافي.
"درع ليبيا"
وثالث هذه المجموعات "درع ليبيا" وهي التي استعان بها المؤتمر الوطني العام الليبي لحماية ما يوصف بـ"المؤسسات الشرعية"، وهي مجموعات إخوانية مسلحة تسمى "درع ليبيا" تنتشر في غربي وشرقي طرابلس وفي مصراتة في الشرق وفي الزاوية في الغرب ويتبعها غرفة عمليات ثوار ليبيا.
كتائب عمر عبد الرحمن
هذا بالإضافة إلى كتائب السجين الشيخ عمر عبد الرحمن والتي قامت بهجومين على اللجنة الدولية للصليب الأحمر وآخر على القنصلية الأمريكية، وأخير على موكب السفير البريطاني في ليبيا.
ميلشيات الزنتان
وخامس هذه المجموعات هو تحالف الإخوان مع ميلشيا الزنتان التابعة لبلده الزنتان الليبية التي تقع على بعد 140 كيلو مترا جنوب غرب العاصمة الليبية طرابلس .
السلفية الجهادية
كما يتحالف الإخوان مع مقاتلين تابعين للسلفية الجهادية مؤيدين لإقامة نظام فيدرالي في برقة.
قوات خليفة حفتر
وبالطبع هذا بالإضافة إلى القوات العسكرية التي يقودها اللواء خليفة حفتر وانضمت إلى عدة كتائب ولواءات وقبائل وقيادات من المؤسسات الرسمية أبرزها الدفاع الجوي الليبي والداخلية الليبية.
نظرية المؤامرة
ويقول "المنصف وناس"، الباحث التونسي المختص في سوسيولوجيا الدولة والمجتمع المدني، في تصريحات صحفية إن الصراع في ليبيا يعود إلى عدة أسباب منها الداخلي ومنها ما يرتبط بالمؤامرة الأمريكية، والعنصر الثالث يرتبط بالمؤامرة العربية.
المؤامرة المصرية السعودية الإماراتية الجزائرية
ويقول "وناس" إن هناك دول عربية تعمل على إخراج قطر من ليبيا، هي 4 دول تحديدا السعودية والإمارات ومصر والجزائر، وتعمل هذه الدول على أن الوجود القطري في المنطقة لا سبيل إليه، وتم استعمال حفتر كونه ممثل السلطة العسكرية لتنفيذ مسعاها، مؤكدا، على أنه من المستحيل كذلك تصديق أن ما يقوم به حفتر دون دعم خارجي ودون موافقة الولايات المتحدة الأمريكية عليه".