كتب – نعيم يوسف
عملية الكرامة
منذ عدة أيام وأصبح اسم اللواء المنشق عن الجيش الليبي "خليفة حفتر" من أبرز الأسماء التي تترد في الصحف ووكالات الأنباء العالمية والمحلية بعد أن بدأ عملية "كرامة ليبيا" والتي يقودها ضد الإخوان المسلمين وإرهابهم، وأنصارهم من المتطرفين.
كما قام حفتر باعتقال نورى أبو سهمين رئيس البرلمان الليبى وستة من أعضاء البرلمان، بالإضافة إلى بيان أصدره طالب فيه بتشكيل مجلس رئاسي مدني وحكومة انتقالية.
وقد أكد حفتر في بيانه أن الحكومة والبرلمان غير شرعيين لأنهما أخفقا في تحقيق الأمن، مضيفًا أن قواته بدأت هذه المعركة، وستواصل حتى تحقق أهدافها بتقديم كبار مسئولي المؤتمر الوطني العام (البرلمان المؤقت) والحكومة وجماعة الإخوان للمحاكمة في حال اعتقالهم بتهمة ارتكاب جرائم ضد الشعب الليبي خلال فترة توليهم السلطة.
تاريخ عسكري طويل
ولكن قبل ظهور "حفتر" المفاجئ على صفحات الجرائد ووسائل الإعلام، كان للرجل تاريخا طويلا في العسكرية الليبية فقد حارب في البداية إلى جوار الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي ضد الملك إدريس وانتزعا الحكم منه، وكان صديقا للقذافي، ثم انشق عليه وقام بعملية "انقلاب فاشلة" ضده، ثم عاد إلى الظهور مع الثورة الليبية ضد القذافي، وحاول بعدها الانقلاب على حكومة "علي زيدان"، وأخيرا قام بعملية "كرامة ليبيا".
"المنقذ الانقلابي"
ويقول اللواء حفتر" عن نفسه – وكذلك مؤيدوه – أنه "منقذ ليبيا" في الوقت الذي وصفه معارضوه وخاصة الحكومة الليبية بأنه "منقلب على الشرعية".
واللواء خليفة حفتر -71 عاما – هو خريج الأكاديمية العسكرية ببنغازي والذي تدرب في الاتحاد السوفيتي السابق، شارك في انقلاب 1969 الذي أطاح بالملكية في ليبيا وحمل معمر القذافي إلى السلطة.
الحرب الليبية - التشادية
وتابع "حفتر" مسيرته في الجيش، وكان خلال الحرب الليبية التشادية (1978-1987) على رأس وحدة حين تم أسره من قبل القوات التشادية. وتخلت عنه حينها القيادة الليبية وقالت انه لا يتبع جيشها.
صديق القذافي
وحسب تقرير لـ"بي بي سي" فقد كان حفتر إلى جانب القذافي جزءا من الكوادر الشابة لضباط الجيش الذين استولوا على السلطة من الملك إدريس، ملك ليبيا، عام 1969، وظل حليفا وثيقا للقذافي طوال هذه السنوات، كما منحه القذافي ترقية أصبح بعدها قائدا لأركان القوات المسلحة الليبية.
كما كافأه بتعيينه قائدا عاما للقوات التي تخوض معارك مع تشاد تقديرا لولائه، فكانت هذه بداية السقوط، إذ منيت ليبيا بهزيمة على يد القوات التشادية الهشة والصامدة في ذات الوقت في حرب تعرف باسم "حرب تويوتا".
القذافي يتبرأ منه
وقد استطاع التشاديون أسر اللواء حفتر و300 من جنوده عام 1987، وتنكر القذافي لحفتر، بعد أن نفى وجود قوات ليبية في البلاد، الأمر الذي دفعه طوال العقدين التاليين إلى تكريس الجهود للإطاحة بالزعيم الليبي.
وقد بذل الجهود من منفاه في ولاية فرجينيا الأمريكية. وقد ألمح تقاربه من مقر الاستخبارات الأمريكية في "لانغلي" إلى وجود علاقة وثيقة مع أجهزة الاستخبارات الأمريكية، التي دعمت محاولات عديدة لاغتيال القذافي، وربما تعاون معهم عن قرب في دوره كقائد عسكري للجبهة الوطنية لإنقاذ ليبيا المعارضة.
بعد الإطاحة بالقذافي
وبعد الإطاحة بالقذافي تم تعيين حفتر قائدا لسلاح البر من قبل المجلس الوطني الانتقالي الذراع السياسي للثوار السابقين، وأصبح تحت إمرته الكثير من الضباط السابقين الذين انشقوا عن جيش نظام القذافي،لكن السلطات الليبية الانتقالية لا تثق فيه ثقة تامة حيث ترى فيه عسكريا طموحا وطامعا في السلطة ويخشون ان يقيم في النهاية نظاما عسكريا مستبدا جديدا.
تاريخ لـ4 انقلابات
وبعد الانقلاب على الملك إدريس بجوار القذافي عام 1969 قام خليفة حفتر بمحاولة انقلاب مرة أخرى على نظام القذافي عام 1993 ، وبعد الثورة على القذافي قام بمحاولة أخرى للانقلاب على حكومة "علي زيدان" وقد جاءت عن طريق فيديو متلفز أعلن فيه السيطرة على المؤتمر الوطني العام، وذلك في شهر فبراير الماضي، وأعلن في الفيديو "مبادرة" نص على تعليق عمل السلطات الانتقالية وهو ما اعتبره بعض المسؤولين الليبيين إعلانا عن محاولة انقلاب، ولم تكلل محاولة حفتر بالنجاح، وسخر منه رئيس الوزراء وقتها على زيدان الذي انتهى به الأمر هو نفسه مخطوفًا من قبل جماعات متشددة ثم مطرودًا من قبل المجلس الوطني الانتقالي.
مشاركته في حرب 1973 إلى جوار مصر
الجدير بالذكر أن حفتر وبمشاركة أحمد قذاف الدم، ابن عم القذافي، قاد الكتيبة الليبية التي ساندت مصر أثناء حرب 1973 ضد إسرائيل، وقاد أغلب المناورات الكبرى التي أجريت في ليبيا، وحصل على النجمة الذهبية، وقد تداول عددا من النشطاء صورا له مع المشير الراحل "أبو غزالة" القائد العام للقوات المسلحة المصرية آنذاك.