الأقباط متحدون - فقدان العقل
أخر تحديث ١٢:٠٥ | الجمعة ٢٣ مايو ٢٠١٤ | بشنس ١٧٣٠ ش١٥ | العدد ٣١٩٨ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

فقدان العقل

بقلم: عزت بولس 

بعد أن استجاب الجيش المصري لرغبة الشعب، وقام بعملية قد تكون فريدة من نوعها في العالم، حيث حرر مصر من قبضة الفاشية الدنية المتمثلة في جماعة، تخلت عن مصريتها وانتمائها لبلدها، وارتمت في أحضان كل من يريد شرًا بمصر.

 تلك الجماعة بعد سقوطها اعتمدت، بما لها من أعوان الشر خارج مصر،على   التشهير بالوطن عبر عملائها في الولايات المتحدة وبعض دول أوربا الغربية. وبالطبع توافقت أهداف وسياسات هذه الدول، مع الرغبات الشريرة للجماعة الإرهابية،حيث قامت تلك الدول- الولايات المتحدة وبعض دول أوربا الغربية-  من خلال وسائل إعلامها بتزييف حقيقة ما حدث في 30 يونيو، وإظهارها كانقلاب عسكري،متجاهلين في ذلك إرادة ملايين من المواطنين المصريين، وهنا يمكنني القول أن ماكينة الإعلام الإخواني استغلت، نمط تفكير الإنسان الغربي الذي عانى كثيرًا من ويلات الحروب- وخاصة الحرب العالمية الثانية- وما قام به رجال النازي من أعمال إجرامية  بحق الأقليات،فذلك الغربي الآن بعد كل تلك الصراعات لا يُريد سوى تحسين وضعه الاقتصادي ونبذ الإساءة للأخر.

كان لي الحظ في متابعة تطور تفكير الإنسان الأوربي، خلال أكثر من ثلاثة عقود من الزمن، استطاع  خلالها ذلك الإنسان الأوربي فعليًا أن يطور نوعية تفكيره مع مرور السنوات، ولم يتوقف عند نمط معين من التفكير.

  من أبرز السلوكيات التي تابعت تطورها هو نظرة الاوربى للأخر، وتحديدًا ذلك الأخر الذي جاء لبلده الغربي طلبًا للعمل،أثناء الستينات والسبعينات كانت هناك نظرة متعالية ومتغطرسة لهذا الأخر الطالب للعمل،ومع بداية التسعينات تغير الأمر تمامًا،وأصبح ذلك الأخر له التقدير والاحترام لفكره أيًا ما كان ذلك التفكير الذي يعكس عقائد وأيدلوجيات فكرية متعددة،حتى أنه فيما بينهم – الأوربيين- تداولوا عبارة شهيرة تقول بما معناه "طلبنا عمالة فجاء بني ادمين" وكان ذلك التغيير  بالعقل الأوربي متزامنًا مع نمو منظمات" حقوق الإنسان" التي انتشرت من حيث العدد والكيفية بالأداء.

كذلك تغيرت نظرتهم – الأوربيين- للإنسان خارج نطاق حدودهم، وأتذكر مع بداية سنوات تواجدي في أوربا،كانت النظرة للمصري كوافد للبلاد لا تتعدي حدود الفشل والكسل معًا، وتزايدت تلك النظرة لتواكب كراهيته الأوربي لعبد الناصر – وصفوه كثيرًا بالديكتاتور الشرير- ولكن مع عهد السادات ودهاءه الكبير وقدرته على غزو العقل الأوربي بدهائه السياسي ،تغيرت النظرة الأوربية كثيرًا للمصري – لسبب بسيط هو توافق المصالح بين الغرب وما حققه السادات من سياسات- وبدأت الزيارات السياحية تدفق على مصر لتري دور وتأثير رجل الحرب والسلام.

نعود لواقعنا الحالي ويمكننا القول أن المواطن الاوربى بصفة عامة،لديه ثقة كبيرة فيما تبثه وسائل إعلامه،ومن خلال ما يحصل عليه من معلومات من الوسائل تلك يبني وجهات نظره،وتلك الثقة راجعه لانشغال ذلك المواطن الأوربي،طوال أيام الأسبوع بالعمل الجاد،ولذلك عندما يصل منزله في السابعة أو السادسة مساءًا ،يترك عقله لنشرة الأخبار ويبني بها ومن خلالها نظرياته السياسية  الغير قابلة للتغيير،لكونها بالأساس لم تبني على" تمحيص" حقيقي للأفكار.فى أعقاب فض اعتصام "رابعة" وبعبقرية الإخوان الشيطانية، تم استغلال نمط الفكر الغربي عبر وسائل إعلامه ونشر الإشاعات عن ذلك الاعتصام الدموي، بحيث أصبح من الصعب، لا بل من العسير أن تقنعهم – الأوربيين-  بغير ما يتلقوه من معلومات عبر إعلامهم.

هذا ويدفع الغرور البعض إلى فقدان التفكير العقلاني، متناسين أن  كل ما زاد عن حده انقلب إلى ضده، فوسائلهم الإعلامية- الإخوان-  بدأت في فقدان بريقها المزيف،خاصة بعد نتائج الانتخابات الرئاسية للمصريين بالخارج،والتي عكست شعبية قائد وملهم وليس قائد انقلاب عسكري.وكلنا أمل وفي انتظار الضربة القاضية لإخراس الإخوان أبديًا، بعد إعلان النتيجة النهائية خلال الأيام القليلة القادمة،فالنهاية وشيكة بخروج المصريين جميعهم للتصويت  بأحد أهم مراحل"خارطة الطريق" وهى انتخابات الرئاسة المصرية لرسم مستقبل جديد لمصر.

سذاجة الإخوان و"جعجعتهم" أصبحت الآن مفضوحة وساذجة،فهي إن دلت على شيء تدل على أنهم فقدوا تعاطف الآخرين معهم،بعد أن فقدوا عقلهم.

خارج النص:
 تطوّر شكل الإنسان وقدراته العقلية عبر العصور المختلفة، فتغير من شبيه إنسان يعيش على نمط حيواني في طريقة أكلة وتعامله مع الآخرين، حتى وصل إلى نمط الإنسان الحالي المفكر المخترع المبدع، لكن يبدوا أن التطور لم يصيب الكل، فبعضهم مازال في الطور الأول الهمجي.

 


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter