بقلم مدحت بشاي
ذكر الكاتب الصحفي بالمصري اليوم ميلاد حنا أن الرئيس الراحل أنور السادات كتب مجموعة مقالات عن جماعة الإخوان المسلمين، عقب ثورة 23 يوليو 1952 تحت عنوان «الشعب والإخوان»، هاجمهم وانتقد تدخلهم فى الحكم، وكان لمقالاته صدى كبير لدى المصريين
والتى أوضحت الكثير عن تاريخهم الدموى وكشفت عن الكثير من الأسرار التى تدين الجماعة وتنهى مشاركتهم السياسية فى البلاد، ورغم البداية الصدامية معهم إلا إن العلاقة تحولت إلى وفاق ولم تكن النهاية سوى مأسوية.واستعرض المقالة الأولى للسادات من هذه السلسة التى أراد بها أن يعرف الشعب المصرى من هو العقل المدبر للجماعة وماذا يفعل
وذلك تحت عنوان «البطل تاجر الدين» التى نشرت يوم 14 سبتمبر 1954، واتهم فيها الإخوان بالتخاذل عن دعم الضباط الأحرار والانحياز للملك قبل ٢٣ يوليو وأنهم تجار دين وسياسة هدفهم الحقيقى هو الوصول للسلطة.ويقول فى معرض اتهاماته إن مرشد الإخوان كان فى المصيف فى ٢٣ يوليو وأن الإخوان لم يخرجوا بيانهم بدعم الثورة إلا يوم ٢٦ يوليو بعد التأكد من رحيل الملك خارج مصر.
فى هذا المقال هنا هو الأستاذ حسن الهضيبى مرشد الإخوان وقتئذ، وقال السادات عنه، «موقفه من الثورة كان واضح تمامًا خاصة بعد اتصالاته بالإنجليز وقد سافر الهضيبى إلى الحجاز ثم إلى لبنان وسوريا، وأراد هناك أن يقيم الدنيا ويقعدها».وتابع «السادت»
« أكان الاستعمار -إذن- يعمل على تشويه دعوتك وهو يراك وأنت تمثل تلك الدعوة تبدى استعدادك للاتفاق معه فى السر؟! أى من وراء ظهر الشعب.. يا فاضل.. يا مسلم!»وتسأل «السادات»، «هل نسيت أننا نحن الذين خضنا معركة القتال وكنا نحاول أن نزج بالجيش فيها بأسلحته وعتاده إلى جوار الشعب؟
ثم هل تذكر أننا نحن الذين نطمع فى الحكم قد طلبنا منك أيام المعركة أن تشترك فيها فرفضت وأصررت على الرفض وأظن أن ذاكرتك لم تخنك.. لهذا فأنت لا شك تذكر أنك أصدرت أوامر للإخوان بالابتعاد عن المعركة متذرعًا بلا شك بقوله تعالى: (وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة) فاستجاب بعض الإخوان لأمره، وتمرد البعض الآخر وخاض معنا المعركة ضاربا بأوامرك عرض الحائط؟»«مَنْ إذن الذى يستهويه الحكم؟! المناضلون والمكافحون أبناء الشعب أم الذى كان يجد الأمان والكرم فى قصر الخائن وفى رحابه؟»وأكد «السادات» فى مقاله التى عمرها 60 عاما، إن تجار الدين لا يستطيعوا حكم مصر، وقال، «لا يمكن أن نسمح لهؤلاء التجار بأن يكرروا المأساة.. فيوقفوا الطوفان الذى بدأ يجتاح كل الأرض فى بلادنا منذ 23 يوليو عام 1952..باسم الدين!»..
والغريب أن يكتب السادات ويقول ناصر عن بشاعاتهم الكثير ، وتاريخهم الأسود معروف ، ولكن تظل لعبة التحالف معهم عبر كل مراحل التاريخ وشخوصه وأحزابه حكاية غريبة ، قبل ثورة 1952 وبعدها وقبل ثورة يناير 2011 وبعدها ، والغريب أن من يتحالفون يعلمون أنهم جماعة لا عهد لها ، ولعل خير مثال من وقفوا وساندوا الرئيس المعزول مرسي قبل توليه الحكم بساعات ، وما ارتكبه بعدها بأيام الحاكم الإخواني من معاداة لكل مؤسسات الدولة يؤكد أننا بتنا نستمرئ أفعال كل رموز تيار الإسلام السياسي وصولاً لألعاب حزب النور ، فإلى متى ؟ .. فالحكاية أن الفكرة لازالت موجودة بكل بشاعاتها ، ولذلك ينبغي محاربة الفكرة قبل وبعد الشخوص أصحابها ...
وكل من يفتح لهم الباب ويتعاون معهم ،يكون أول ضحاياهم ، طيب ليه نلدغ من الجحر مليون مرة ؟!!!
medhatbe@gmail.com