بقلم: أماني موسى

ساعات قليلة تفصلنا عن تحديد مصير مصر، ساعات قليلة ويبدأ المصريون بالتوافد على مقار اللجان الانتخابية لتقرير مصيرهم ولتحقيق الخطوة القبل الأخيرة باستحقاقات خارطة الطريق، وسط مخاوف بما ستحمله تلك الساعات ووسط إرهاب ومخاوف من أنصار الجماعية الإرهابية، وخاصة على قرى الصعيد والأقباط.

ويتشارك الجيش والشرطة في التأمين وقام وزير الدفاع الفريق صدقي صبحي بتفقد التشكيلات القتالية المشاركة بالتأمين، ونأمل أن تمر الساعات هذه بسلام وأمن دون خسائر بشرية كما أعتدنا منذ ثلاث سنوات عجاف.

وليكتمل مشهد الاستعداد للانتخابات الرئاسية التي تزف إلينا الرئيس السابع لجمهورية مصر العربية، نرى قطاع لا بأس به من شباب الثورة أو لنكن أكثر دقة في التعبير "شباب العوالم الافتراضية" من جمهور دولة تويتر الشقيقة وجمهورية الفيسبوك المتحدة، يقررون مقاطعة ما وصفوه بـ المسرحية، ليكونوا والإخوان في كفة واحدة ضد الوطن ولعرقلة خطواته التي يخطوها للقيام من كبوته.

ويعتمد جمهور العوالم الافتراضية على ممارسة منهج المعارضة ومن ثم الحصول على لقب "مختلف"، ولا أدرى لماذا يستبقون الأحداث ويدعون ويروجون لأن النتائج محسومة، ويرفضون المشاركة، ثم يعودون ليبدوا آرائهم ويعترضون ويشككون بالنتيجة ويصوتون ويملأون الدنيا ضجيجًا، يبدو أنهم اعتادوا التصويت ولكن خارج الصناديق الديمقراطية ، فقط تصويت ليحدث ضجة تقول أنا هنا، أنا موجود.

أتفهم اختيار البعض للسيد حمدين صباحي وأتفهم تخوفاته وأتفهم دوافعه وأحترمها ولكني لا أتفهم موقف المقاطع، حيث درجت منذ طفولتي على أن الحياد في مفترق الطرق ليس هو إلا خيانة.
 

عزيزي المقاطع خاطب ضميرك الوطني والإنساني هل حينما ترقد والدتك بالعناية المركزة لا تمد إليها يد عونك والباقي على الله لا أحد يضمنه، لا أنا ولا أنت، ولكن ستكون قمت بدورك البشري وأخلصت ضميرك أمام نفسك والله.

عزيزي ألا يثير بداخلك تساؤلات حين تجمعك بالإخوان موقف واحد؟

عزيزي أخيرًا.. اقرأ المشهد الإقليمي واقرأ مشهدك الداخلي لتعرف ما هو المنوط بك فعله.