الأقباط متحدون - هس
أخر تحديث ٠٩:٣٧ | الاثنين ٢٦ مايو ٢٠١٤ | بشنس ١٧٣٠ ش١٨ | العدد ٣٢٠١ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

هس

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

مينا ملاك عازر
منذ أن سكت الكلام وتكلمت البندقية ومروراً بكل صمت انتخابي يعقبه صوتك يدوي في الصندوق، ووصولا بهذا الصمت الانتخابي، فنحن كنا نعيش في دائرة من الصمت الديكتاتوري الذي ارغمنا كثيراً على أن نبتلع ألسنتنا، ولكن مقاومتنا لشتى أصناف الديكتاتورية من الديكتاتورية المباركية وحتى الديكتاتورية الدينية، جعلنا اليوم نقف أمام الصندوق محترمين صمتاً قانونياً

صمتاً لا عيب فيه، صمت يعطي حضرتك الحق في التفكير والتأني وتحديد مرشحك الذي ستختاره، ليحمل لك فكرك، دعك من مؤشرات ونتائج الخارج فهي مع قيمة من تعبوا وصوتوا بها إلا أنها ليست ذات ثقل، هي مؤشرات نعم ولا جدال في هذا لكن لن تكن مؤثرة في خروج النتيجة النهائية.

عزيزي القارئ، سأحترم الصمت الانتخابي، فأنا كعادتي أحترم القانون وأجله رغم أنه في بعض الأحيان لا يحترمني، وأنا لا أريد عداوته، وهو لا يريد مضايقتي، اليوم فقط على الأقل سنتفق أنا وهو لمصلحتك وأصمت هس يا لساني، ابكم يا عقلي، وما هو رأي شخصي لي سأبقيه لنفسي فقد سبق وأن بحت لك به من قبل، وإن أردت يمكنك العودة لمقالاتي

وأما اليوم فأنا سأحدثك عن المذاكرة وهي أفضل شيء أنا أريد الحديث معك عنه اليوم.
فالمذاكرة عندي مثلها مثل الانتخابات، فقد كنت قبل الامتحانات أطبق الصمت الامتحاني، فلا أقبل مذاكرة من أحد من أصدقائي ولا معه، ولا أن يقل لي معلومة إلا في أضيق الحدود، ناهيك عن الصمت المشدد والمطبق الذي كنت أطبقه قبل الامتحانات مباشرةً في يوم الامتحان نفسه

فلا يمكن بأي حال من الأحوال ولا تحت أي ظرف من الظروف أن يتفوه أحد أمامي بمعلومة عن شيء بخصوص المادة التي سأمتحنها، ولا أن يسألني عن شيء وخاصةً داخل اللجنة، فأنا أرفض الغش لمصلحتي أو حتى لمصلحة أصدقائي، حتى اعتادوا مني على صمتي الامتحاني واحترموه، وبقينا اصدقاء رغم الصمت الامتحاني الذي أذاهم في البداية أيام كانوا يعولون علي في كسر حاجز الصمت، والحديث بما لا يعلمون من إجابات .

أحترمت الصمت في الامتحانات فاحترمني القانون، حصلت على النجمة رمز التفوق في الكثير من المواد وحتى حينما لم أحصل عليها في الجامعة كنت أتغاضى عن ذلك، فليس بوسعي أن اقدم على شيء فلا طعن ذو جدوى في حالة الجامعة، ولا أمل في استعادة حقي، لكن كنت أفضل المواد التي حصلت فيها على تقديرات عالية ونجوم لتعوضني عن ضيقي من المواد التي حلقت فيها منخفضاً في المجال الجوي العادي.

كان طموحي طاغي، ولم يزل حتى في مناقشة الماجستير، لم يكن طموحي الامتياز تقديراً للرسالة بل كان التوصية بالطبع والتداول مع الجامعات، وهو تقدير فضائي خارج مجال الكرة الأرضية حيث النجوم -والحمد لله- رزقني الله به، فقد تعبت ولم أكل ولم أمل لتحقيق مرادي ونصفني الله، ولم يمنعني عن نوال مرادي

وها أنا الآن في الدكتوراه أسعى بكل جهدي، صحيح هناك معطلات لكن أنا أحاول بكل وسعي أن أتخطى تلك العقبات من انشغال الجامعة بأعمال الإخوان الإرهابية التي أتمنى من الرئيس القادم أن يقض عليهم وعلى أعمالهم الإرهابية قضاءاً مبراماً، ولا تقل لي أني فاشي بل أنا ماشي في طريق الخلاص لمصر، وأتمنى أن نصل له قريباً بإذن اله .

المختصر المفيد يقول إبراهام لنكولن "عندما ينتزع الراعى عنزة من براثن ذئب.. تعده العنزة بطلاً، أما الذئب فيعده ديكتاتوراً".


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter