الأقباط متحدون - لسنا خرفان
أخر تحديث ١٩:٠٧ | الثلاثاء ٢٧ مايو ٢٠١٤ | بشنس ١٧٣٠ ش١٩ | العدد ٣٢٠٢ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

لسنا خرفان

لسنا خرفان
لسنا خرفان

 بقلم : مينا ملاك عازر

كتبت الناشطة الحاصلة على جائزة نوبل "إن اليوم وغداً يساق المصريين إلى صناديق الانتخابات ليقبروا الديمقراطية لمصلحة السيسي" عفواً يا كرمان نحن لسنا خرافاً لنساق، فليس لنا مرشد يوجهنا لنثور أو لنهرب أو لننتخب هذا أو ذاك، مسألة الانسياق أفهمها منك فهي لغة بعضاً من مصرييي الجنسية الخرفان في تفكيرهم، كانوا يفعلون هكذا، لعلك تعرفينهم بل لعلك منهم، لعلك كنت تريدي الإقامة معهم في رابعة حيث كانوا يرعون، المصريون لا يساقوا كالماشية ياكرمان، لعلك تقصدين جماعتك فهي التي عودتنا على أن تساق، حاولت جماعتك يوماً أن تسوق المصريين بالزيت والسكر والبطاطس فلفظهم المصريون سريعاً، يبدو أن هذا تسبب لك في جرح غائر فحاولت أن تسقطي ما بك وبجماعتك علينا فكانت الطامى الكبرى حين وسمتي المصريين بما ليس فيهم.
 
لا أريد منك اعتذاراً، فأنا أعرف أنك مساقة لقول هذا وما أكتبه ليس موجهاً لك، فأنا لا أخاطب مساقين ولن أخاطب - بإذن الها- لكنني أريد أن أوضح للناس، كيف يهينهم الخرفان ويحاولون إسقاط عيوبهم عليهم، المصريون ساقوكم للسجون طردوكم من القصور ليعيدوكم للحظائر حيث كنتم، نسيتم ماذا جرى؟ أُذكر المصريون ليزيدوكم ألماً بنزولهم للجان، كان في يوم ما خروف يحاول حكم مصر، يرعاه مرشد - هو الآخر خروف- يوجهه رجل خفي قد يكون محمود عزت أو الشاطر أو كليهما حاولوا سوق مصر نحو الجرف، فما كان من المصريين إلا أن أوصلوهم للهاوية.
 
قد تكون كرمان مسفة فيما تقول، لكن نحن أيضاً مسفين في إنزالنا من شأن مصر، بترديدنا الدائم أنها تحتاج صوتنا، مصر لا تحتاج، هل تفهمون؟ مصر تستحق،  تستاهل أن نوهبها صوتنا، ناهيك عن صوتنا والإدلاء به حق وواجب وطني، مصر تبقى ونحن ذاهبون، هل تعرفون هذا يا من تقولون أن مصر تحتاج لشيء؟ نحن الذين احتجناها حين اختطفت منا، فاستردناها يوم الثلاثين من يونيو، مصر استردناها إذ كنا محتاجينها، افتقدناها فكيف تحتاجنا؟ مصر من قبلنا بأجيال وستبقى لأجيال بعدنا.
 
الكل زائل، وتبقى مصر، مصر وطن والأوطان لا تطلب، الأوطان تأمر فتطاع، ومن ليس لديه حس وطني يُقدر احتياج وطنه له فهي مصيبة، مصر تأمرك بالمشاركة لإثبات حقك، وتنفيذ واجبك، فهل تضن عليها بما يحق لها؟ هناك من ضحوا بدماءهم لأجلها، أفتبخل أنت اليوم عليها بوقتك لتصوت لإثبات حقك!؟ لا تنسى أن هناك من بذلوا دماهم لكي تصل لهذا اليوم، من الضابط أبو شقرة مروراً بمبروك، وكل مدني وشرطي نالته أيد الإرهاب، أفلا تقبل منهم اليوم تضحياتهم لادعاءات ساذجة بحسم الانتخابات، وما إلى ذلك،هل دورك هو حسم الانتخابات فقط؟ أم أن دورك هو أن تعبر عن وطنيتك وتقدم لبلدك شيء رخيص، قدم لها ما هو أثمن منه.

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter