نكتب: بقلم م.مدحت ناجى من نيو يورك

عزيزى القارئ،دعنى اتبادل معك الخبرات الإيجابية التى رأيتها وأعيشها فى الغرب،وتحديداً فى أمريكا،وكيف للإنسان كرامة وحقوق وواجبات،....
دعنى عزيزى القارئ،أشير الى أن هذه السلسلة من المقالات ليس الهدف منها الإشادة بالنظام العام الذى يتمتع به الأشخاص هنا فى أمريكا،وإن كان يستحق من واقع التعامل مع الجهات الحكومية من مدارس وجامعات وتأمين صحى...

لكن هدفى من هذه المقالات أن نعرف تحديداً أين نحن من الآخرين،وما علينا القيام به كأشخاص وحكومة،لنطور من أنفسنا ونعيش حياة أفضل ،وتكون بلدنا أعظم....

وقد يتسآءل البعض:وهل فى الغرب الكافرشئ صالح؟
اسمح لى عزيزى القارئ أن اوضح أنه ليس من حقى الحكم على الآخرين؟
على الجانب الآخر علينا أن نفرق بين الشعب والحكومة،فالشعب هو النبض،والحكومة هى السياسة والفرق شاسع بينهما.وليس بالضرورة لهما نفس الاتجاه،وعلى سبيل المثال قبل حرب العراق كان كثير من الشعب الامريكى  رافضين الحرب فى حين كانت الحكومة مصصمة على الحرب...

وسنحاول فى كل مقالة أن نخرج بإحدى السمات الأصيلة التى نرجو أن ننميها فى أنفسنا،ويكون كل منا،على حد تعبير الزعيم الراحل غاندى،هو التغيير الذى يريد إحداثه فى الآخرين.
ولنبدأ رحلتنا بـ
1-    تقدير الطفولة
ففى إحدى المكاتب فى مطار نيو يورك،وتحديدا فى مكتب الهجرة،وكان مزدحماً ولا يوجد مكان شاغر،وإذ بسيدة تدخل المكتب وتحمل طفل على يديها ولم يكن لها مكان لتجلس فيه،وبعد عشر ثوانى فقط،نرى ونسمع ضابط الشرطة يقول بنبرة حازمة:
أرجو من أحد الرجال المحترمين القيام حالاً لتجلس السيدة التى تحمل الطفل على يديها.

فلماذا يهتم الضابط بجلوس السيدة إن لم يكن هناك احترام للإنسانية  بشكل عام وللطفولة بشكل خاص،ولا سيما ان كل الموجودين فى هذا المكتب مهاجرين وليسوا أمريكيين.

ألم يكن من حقه أن يقول: لن أشغل بالى بمثل هذه الأمور،دعنى أقوم بعملى فقط؟!
وهذا الموقف يذكرنى بشهامة كثير من المصريين الذين لا يترددون فى الوقوف لرجل مسن أو سيدة..
إنها الشهامة عزيزى القارئ،التى قد تسبق العقل احياناً،فهى سمة أصيلة فى ذلك الشعب العريق،قد تكون مغطاه بطبقة خفيفة من الأتربة،إلا إنها مغروزة فى الشخصية المصرية ولحديثنا بقية