الأقباط متحدون - الرئيس و كرسي الخدمة
أخر تحديث ١٣:٤٥ | الجمعة ٣٠ مايو ٢٠١٤ | بشنس ١٧٣٠ ش٢٢ | العدد ٣٢٠٥ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

الرئيس و كرسي الخدمة

بقلم : ماجدة سيدهم
"الشعوب التي تصنع حريتها بالألم  يتحطم فيها كرسي الحكم تماما ويصبح مطلعا جذابا في كل حكاية شيقة من  سرد أسطورتها .."
*وخرج  الطيبون الحالمون بغد يحلمونه أفضل من كل الأيام  الماضية ، خرج المصريون قبل أن تعلن النتائج رسميا من يكون رئيس مصر القادم ، خرجوا من شوارع التعب إلى  ميادين التنفس  بلا وخز يدعمون رئيسا اختاروه حبا وتقديرا وفخرا  ، إذ صار ابنا لكل أم  عُصر قلبها على ذبائح شبابية تقدمة نقية للوطن ، أخا لكل مصري ومصرية  ضل الطريق بهما فوُجِد المفترق  ضبابيا مشجرا بالوحشة  والغموض ،أبا لكل صغير تعذر عليه فهم المجريات  فبات عاريا من الأمن بلا حماية ،صار الرئيس رئيسا قبل أن يخوض معركة القيادة لأنهلهم المحبوب ، صار محلا للثقة  لأنه لهم هو الصادق ، صار حلما لأنه لهم الحقيقة الحاسمة  وهو العمود الفقري  لليقظة الآتية ، هكذا يرونه وأيضا كل ما يطلبه منهم  سيفعلونه لأنهم أحبوه وصدقوه إذ جاء لهم ببصيرة وبعهد مغاير وجديد  ليَخدِم ، الآمال عريضة جدا وتوقعات الشغل  المبذول تتمدد  في مساحات الاتساع والاستجابة المؤكدة ،كل بمعوله لحرث أرض التهالك ،كي تفيض  دسما  وفرحا ملء  الشبع والارتياح ، روائح الاخضرار تفوح بعطر أبادة أصفر العزلة والجدب ، ونغم الماكينات تصعد أعلى درج  موسيقا الاكتفاء والفيض ، ستبطل  خرافة  البطالة والمرض والتسكع   بين أرصفة الحماقة وسحق الوقت بلا ثمر ، على لوح الفصول  ستـُكتب الاسامي صحيحة ، بالفطنة ستتبارى كل الأسئلة ومن منا أكثر وهجا في صُنع الاختلاف المبهر وأكثر انطلاقا  ليكشف لنا عن  جمال آخر جديد وفكر آخر مثير ونضج شهي للذهن والنفس معا ،الرئيسالمختار  صوب  كرسي الخدمة النبيلة ..انتبه ..كرسي هو  بلا نضارة أو بريق أوحتى ظهر يصلح للاتكاء ، مثقل بوخزات لميراث  حجري من الركام المجمدة ،كرسي لا يليق بحاكم  أو ملك أو سلطان  او حتى وزير لكنه  يجدر فقط بالنبلاء ،بفارس  شريف ،محارب  عظيم منتقىمن روح البسطاء وحلم التعابى ، هكذا تكتب الشعوب تاريخها  الفاخر وهكذا يتحطم كرسي الحكم كلية ويصبح مجرد حكاية الأجيال في  لغزحريتهم  الصعبة ، .

*إلى كل جيل آت .. تقاس قوة  الاختيار بروعة الأمانة وفعل المسؤولية الشريف .

*إلى كل رئيس قادم تذكر .. كنزك شعب كريم ..يظل  مطمعه الأكبر القناعة  وهدوء الأيام ،عقده ليس دستورا ولا استفتاءً لكنه تقدير له واحترام  ،وجل محبته يرجوا لك السلامة ولا إزعاج
*إلى رجال وشهداء المرحلة الفارقة .. في صمت حفرتم بالشرف سطورا لن تخمد شعلتها في الطريق إلى الأفضل .. تحية إجلال وفخر
*إلى  كل قلب بادر بحب وعفوية  وكل جسد واهن تحمل وجاهد بلا تراخي أو ملل أن يتجه كي يضع باختياره نقطة في كلمة من تاريخ أيام هذا الوطن .. تحية واعتزاز لشعب  تألم وتعلم .. ومازال الدرب في بدايته

ولم ينته بعد ..


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter