الأقباط متحدون - ما تيجى نرقص
أخر تحديث ٠١:٢٣ | الجمعة ٣٠ مايو ٢٠١٤ | بشنس ١٧٣٠ ش٢٢ | العدد ٣٢٠٥ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

ما تيجى نرقص

بقلم: ماجد الراهب
يقول هنري هافلوك ( 1859 - 1939  عالم نفس بريطاني ) " إذا كنا لا مبالين في نظرتنا إلى فن الرقص فإننا لا شك فاشلون ليس في تفهم الظاهرة السامية للحياة المادية فحسب بل في تفهم الرمز السامي للحياة الروحية أيضا ".
 
استخدم الإنسان الأول الرقص للتعبير عن عواطفه على اعتبارها من اللغات الأولى التي عرفها إلى جانب الصوت والدراما ليشكل أساس وانطلاق باقي الفنون من بعدها ‘ والرقص يجمع بين الرياضة والفن بحركات متناسقة تختلف في شكلها وإيقاعها باختلاف وقت ومكان ظهورها لارتباطها بالعادات والتقاليد المجتمعية .
إن الرقص نوع من أنواع التعبير الذي يعد فنا من أقدم الفنون التي عرفها الإنسان الأول للتعبير عن حاجاته وهو الفن الأم لجميع الفنون، ومصطلح الرقص يطلق على جميع أنواع الأداء المتصل بالحركة مع الإيقاع ، ويقول أحد الفلاسفة " إنه تنظيم حركي في الفراغ وتنظيم حركي في الزمن، وإنه الفن الزماني المكاني الوحيد ."  
 
وترجع نشأة الرقص إلى أقدم العصور ويقول البروفيسور الايرلندى لورانس بارسونز ( 1840 -1908 )  " مالدينا يشير الى أن جميع الشعوب تملك رقصها المميز، والرقص هو عنصر اساسي للشعوب للتعبير عن شخصيتها ، والرغبة في الرقص مزروعة بعمق في النفس الى درجة انه يحدث أن نقوم بتحريك أقدامنا بدون وعي على انغام الموسيقى التي نسمعها. "
 
هذه الظاهرة اسماها البروفيسور " غريزة الرقص ".  
 
ولو تمعنا فى هذه الظاهرة سنجد ان العلماء أفاضوا فى تحليلها وإستخراج نتائج مذهلة منها مدرسة العلاج بالرقص وغيرها الكثير ، وهناك شعوب يعتبر الرقص جزء أصيل من عبادتها وحظيت مصر بنصيب وافر من الإهتمام بالرقص .
 
كانت هذه مقدمة لا بد منها حتى أدخل فى صلب الموضوع وهو تداعيات العملية الانتخابية للرئاسة فى مصر وما صاحب ذلك من فرحة طاغية لكل فئات الشعب وكانت أغنية بشرة خير محرك أساسى أن يعلن الشعب للعالم أجمع دعونا نرقص وكفانا ما أصابنا خلال ثلاثة سنوات من غم وكئابة وخوف وهلع ودم وإرهاب وفى مشاهد متكررة كانت فتياتنا وسيداتنا واهالينا يتبارين فى إظهر فرحتهم بالرقص وهى إشارة واضحة لن نستسلم ولن نرضخ لأفكار سوداوية تحاول كسر الشخصية المصرية وحصرها فى دائرة مستترة بإسم الدين والدين منها برىء ، حرموا علينا الضحكة والفرحة والبهجة والرقصة وكله من خلال أفكار وارده من الخارج تخنق الطبيعة المصرية الوسطية ولا أعلم لماذا تستدعى الذاكرة فيلم العبقرى يوسف شاهين المصير ومشهد مقاومة التطرف بالرقص وأحسست ان هذا الفنان الفذ كان يستلهم حاضرا نعيشه وافته المنية قبل ان يعيشه مثلنا ، كم انت رائع يا يوسف فكأنك ترى فى مرآة المستقبل ما نحن فيه .
 
لماذا تستكثرون عليهم فرحتهم إن الرقص ثقافة شعبية توجد فى جينات الشعب المصرى فى أى مناسبة مفرحة يكون الرقص هو أداة التعبير عن ذلك ( فرح – خطوبة – حنة – ولادة – طهور – نجاح – عيد ميلاد .... الخ ) .
 
طبعا هناك من يسأل طيب أيه علاقة ذلك بالانتخابات ؟
أجاوب وأقول هذه عبقرية المصرى فقد أحس بقيمة ما نحن مقبلون عليه ، أحس بأن ذلك سيقود البلاد إلى استقرار ينشده ، وأمان يبحث عنه ، ولقمة عيش ضنت على الكثيريين ستعود ، ومصر اللى بيعرفها ستعود رغم أنف حثالة الاخوان ودويلات لا تريد لمصر قائمة ، إن الحس الشعبى بما نحن مقدمون عليه أرتفع لأعلى معدل محققا عدة رسائل أتمنى أن تصل للعالم أجمع ، وسيسجل التاريخ أن الرقص فى مصر أبلغ من الخطب والمواعظ وحقق ما توصل إليه علماء العالم عن أهمية الرقص وسوف يسجل كظاهرة فريدة تضاف لرصيد مصر .
كلمة أخيرة فى أذن هانى شاكر مصر بالرقص رائدة وليست كباريه .
أيه رأيك ما تيجى نرقص !!!

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter