الأقباط متحدون - تمانين كيلو عزيزين
أخر تحديث ١٣:٠٣ | السبت ٣١ مايو ٢٠١٤ | بشنس ١٧٣٠ ش٢٣ | العدد ٣٢٠٦ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

تمانين كيلو عزيزين

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

مينا ملاك عازر
انتقلت الجدة عزيزة ذات المئة وسبعة عاماً، والمئة وأربعة عشر ابناً وحفيداً في صحبة بعض من أبناءها وأحفادها لمسافة ثمانين كيلو متر لتصل لمدينة مطروح لتدلي بصوتها في الانتخابات الرئاسية، الجدة عزيزة زوجها كان أول برلماني في الصحراء الغربية وكان نائباً وفدياً وكذلك ولده، الجدة عزيزة لم تقاطع ولم تحتج بل ضربت مثال قاسي لكل مقاطع ظن بأنه بذلك سيلوي ذراع مصر

اجتهدت الجدة عزيزة ونالت رضا واحترام المصريين على عكس من هم من  الشباب المقاطع الذي على رأسهم رياضيين وفنانين نالوا أموالاً طائلة من وراء هذا البلد، لم ينالوا أموالاً فقط بل شهرة وتقدير لكنهم قاطعو،ا لم يعطوا مصر ما لها، انتموا لجماعة خائنة عميلة مقسمة مخربة، لا اقصد أن كل من قاطع ينتمي لها ولكن أقصد من هم ينتمون لها فقط، أما من قاطع وهو لا ينتم لتلك الجماعة فهو قصر في حق وطنه، وخاصةً إذا كان من أولائك الذين انتفعوا بها ومنها ونالوا قسط وافر من الشهرة والمال، فلم يعطوا حق شهرتهم بقدوة حسنة لا لشيء إلا لأن حكمتهم حسابات أخرى لم يكونوا أد الموقف ولا الظرف.

اعتاد البعض أن يأخذ ولا يعط، وهذه مصيبة، الكثير من المشاهير كنت أندهش كثيراً من تسليط الأضواء على الفنانين والرياضيين وهم يدلون بصوتهم ولكنني حينما تأملت حال المقاطعين منهم أدركت أن من سلط الأضواء على المشاركين له الحق حتى نعرف الوطني والذي له موقف من الغير وطني، والذي ليس له موقف - الحنجوري-، ليس دائماً السلبية محبوبة، وإنما في بعض الأحيان السلبية تستغل في غير مصلحة البلد.
يا سادة أولائك الذين نهبوا احترامنا لهم أوقات كثيرة وقاطعوا من اليوم ليس أهل لاحترامنا، ليس أقصاءاً هذا الذي أتخذه لكنه عقاباً أقسى من قسوة الغرامة المدعاة والتي صدعتنا بها كل اللجان الانتخابية والتي لم تنفذه يوماً، وفي مسألة عدم تنفيذ الغرامة لنا فيه حديث آخر قريباً- بإذن الله- إن عشنا وكان لنا نشر.

ولكن قبل الختام، أحب أقول للجدة العزيزة عزيزة، لم تكن خطوة عزيزة يا جدة وإنما كانوا تمانين كيلو عزيزين على قلوبنا، لم تقطعيها على قدميك ولكن بسيارة، تجشمت مشقة السفر في وقت لم يهن على من بيوتهم قرب اللجان أن ينزلوا منها ليعطوا مصر حقها، وليقوموا بواجبهم، قطعتي الكيلومترات، وهناك من أبوا أن يقطعوا الأمتار في سبيل القيام بواجب، واستخدام حق، فكنتي حقاً جدة عزيزة، ولك منا كل احترام وتقدير وإجلال، ولعل من قاطع يتعظ منك درساً في الانتخابات القادمة


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter