الأقباط متحدون - محو السيئ
أخر تحديث ٠٥:٥٥ | الثلاثاء ٣ يونيو ٢٠١٤ | بشنس ١٧٣٠ ش٢٦ | العدد ٣٢٠٩ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

محو السيئ

السادات
السادات

مينا ملاك عازر
لا أكتب مقالي هذا لأغير ما قررته اللجنة العليا للانتخابات الرئاسية من أنها ستعلن اسم الرئيس - الذي سيكون السيسي لا محال- اليوم الساعة السابعة مساءاً بعد أن كانت ستعلنه يوم الخامس من يونيو أي يوم الخميس القادم، لكنني أحب أن أقر مع حضرتك واقعاً، أن يوم الخامس من يونيو هو يوم يحمل لنا ذكرى سيئة لا ريب في هذا

بيد أن هذه الذكري السيئة قد محاها السادات بإعادة افتتاحه لقناة السويس في نفس اليوم، ولكن بعدها بثماني سنوات.
والسادات قد تخصص في محو السيئ من حياة المصريين بإجراء أحداث عظام في تلك الذكريات الغابرة، فقد ابتدع ثورة التصحيح في الخامس عشر من مايو عام 1971 ليمح ذكرى قيام دولة إسرائيل في نفس التاريخ قبل ذلك ب23 عاماً. واستضاف السادات زعماء كبار في أيام وشهور تحمل ذكريات للمصريين سيئة لكي يمحو هذا، فقد استضاف نيكسون في يونيو من عام 1974 الرئيس الأمريكي ليمحو كارثة يونيو، وكما سبق وقلت أعاد افتتاح قناة السويس للملاحة  في ذكرى النكسة.

هكذا كان يتعامل السادات مع التواريخ سيئة الذكر بمحوها بمناسبات جميلة، فلماذا نحن نبقى نجلد أنفسنا هكذا ونخشى من إعلان الرئيس في ذكرى النكسة، وكأننا صدقنا ما ادعاه الإخوان أنها نكسة جديدة، لماذا ليس لدينا مبدأ؟ للأسف إن تغييرنا للموعد وهو الأمر الذي صار واقعاً ينم عن أن من اختاره في البداية إما كان يريد أن يفعل كما فعل السادات بمحو السيئ أو أنه لم يكن لديه علم، وأنا أقرب للثانية، لأنه عاد عن قراره وكأنه اكتشف أنه أخطأ ولم يدافع عن قراره أو لم يحاول توضيح وجهة نظره، ما يعني أنه لم يكن لديه وجهة نظر حينما قرر قراره هذا.

يا سادة، لا مانع من التعلم من الماضي ولكن أن نبقى أسرى له فهذا جلد للذات، وبقاءك محلك سر، كارثة بكل المقاييس أن نغير قراراتنا دون سبب إلا خوفنا من تاريخ أو من قول إخواني أو من فعل ما. يا سادة، نحن دولة يجب أن نكون مركزين تماماً في اختيارنا للتواريخ والاحتفالات وموافقتها للمناسبات وإلا نكون بنهرج.

لا أطمح كما قلت في أن نعود لتاريخ الإعلان السابق وإنما أطمح أن يكون لنا رؤية من البداية في اختياراتنا وقراراتنا، وثبات على مبدأنا، نعم العودة عن الخطأ ليس خطأ وإنما أن تكون إخطائنا إن كانت أخطاءاً بهذه السذاجة فهي مصيبة فادحة لا مراء.

 


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter