الإيمان لابد أن يترجم الى محبة
الوقاية خير من العلاج فى حياتنا الروحية

عرض/ سامية عياد

كلمة "يعرف" تكررت حوالى 22 مرة فى الرسالة الأولى للقديس يوحنا الحبيب ، هذا التكرار يقصد به اهمية أن تعرف الله معرفة حقيقية من خلال قلبك وتقيم علاقة معه علاقة حقيقية ، وعندما تنجح فى هذه العلاقة سوف تستطيع أن تمارس المحبة ، فلابد أن تترجم هذا الإيمان بربنا يسوع المسيح الى محبة حقيقية .

لكن كيف تترجم إيمانك الى محبة؟ ، يقول قداسة البابا تواضروس الثانى قد تترجم هذا الإيمان فى محبة الخدمة أو فى حب الشهادة أو حب التكريس والرهبنة وقد يترجم فى حب الدراسة والبحث والعمق فى الحياة الروحية وفى الكتاب المقدس وفى دراسة الألحان أو فى أى مجال من مجالات الخدمة الواسعة ، لكن هناك ترجمة ينبغى أن نشترك فيها جميعا وهى محبة الآخر أيا كان أعرفه أو لا أعرفه ، قريبا كان أم لا أو من نفس اعتقاداتى أو لا أو من نفس جنسيتى أم لا ، وهكذا .

وهناك خطوات تجعلنا نسير فى محبة الآخر ، منها : محاولة تجنب الخطيئة فى حياتك اليومية ، سواء خطايا الغضب أو خطايا اللسان أو خطايا الكآبة ، أو خطايا التذمر أو خطايا الكسل أو خطايا الإهمال ، فالوقاية خير من العلاج فى حياتنا الروحية ، فلابد من أن تتجنب مصادر الخطأ والخطيئة على اختلاف أنواعها وأيضا تجنب الأشخاص الذين يمكن أن يساعدوك فى الخطيئة والأماكن التى يمكن أن تعثرك والمشاهدات التى يمكن أن تتعبك ، ايضا يجب حفظ وفهم وصية الله وأن تجعل إنجيلك هو قانونك وسلوكك ، هو المرآة التى ترى فيها ذاتك .

لا تتعلق بالعالم كثيرا "لا تحبوا العالم ولا الأشياء التى فى العالم" فالعالم سيمضى ولن يتبقى سوى المحبة ، لابد أن يكون قلبك عند الرب ، ايضا احترس من الكذب والذى يشوش على إيمانك ويجعله منحرفا ، يقول القديس يوحنا " أن كل كذب ليس من الحق ، من هو الكذاب إلا الذى ينكر أن يسوع هو المسيح ؟ ، هذا هو ضد المسيح ، الذى ينكر الآب والابن..."

فلابد أن تحترس من الكذبة ، فكنيستنا القبطية الأرثوذكسية تحوى أنقى إيمان فى العالم وتعبر عن إيمانها المستقيم فى شخص ربنا يسوع المسيح بتعابير مستقيمة بالغة النقاوة وعاشت فى هذه الاستقامة من جيل الى جيل وهى تحب العالم كله بهذه الاستقامة ، وحين تحترس من الكذب تستطيع أن تشحن قلبك بمحبة المسيح ومن خلاله تستطيع أن تحب كل أحد.