بقلم : أيمن الجوهري
أعترف معى أننا فى أمس الحاجة لأعادة فهم كافة المفاهيم .. ولنأخذ منها حالياً القيم .. فالقيم يا كرام تتحدد فقط عندما يكون السلوك المُترجم والعاكس لها فى الواقع عند نقطة الوسطية عند التطبيق .. فعند تماس المساحة الأيجابية المسموحة لها بالتطبيق .. مع المساحة السلبية التى تبداء عندها ظهور تبعيات وحدوث أثار سلبية من هذا التطبيق .. تكون القيم فى أعلى نسبة قياس وتسمية لها .. بل تكتمل صرح فضيلتها عندها فقط .. !!
وعلامتها المميزة أنها رمانة الميزان لكفتين من المذمات .. فمثلا اذا أنزلقت .. قيمة
" الحرية " يساراً .. تصبح تحرراً .. وأذا جنحت يمينا تصبح خنوعاً .. وأذا أتزنت عند المنتصف بينهما .. ترتدى تاج قيمتها وتُلقب حينها بالحرية .. !!
وهكذا .. قيمة الشجاعة فأن غلت ستكون تهور وأن تمنعت ستكون جبن .. حتى الكرم أن ذاد سيكون تبذير وأن قل فهو شح .. والظن الحسن أن كان متربص ومتصيد فهو سوء ظن وأن كان غافل عما أمامه ومتغافل له فتلك سازجة .. وهكذا الصراحة التى هى منتصف الطريق بين الوقاحة وبين الكذب .. حتى النصيحة يجب علينا أستحسان الأفضل دوما من كلاماتنا وألفاظنا مع الأخريين والأهتمام بطريقة التغليف للجمل وتجميلها بالمبتغى منها وأختيار طريقة ألقائها ومكانها وتوقيتها .. بقدر ( المُستطاع ) .. أن كانت نوايانا صادقة فى النصيحة بحق وخالصة لها .. لأنها فى النهاية أما ستعانق بود وبحب أذن من يستمع لها بماترغبة .. وأما ستُلقى أمامهم وستصفعهم وستصيبهم بالصم عن أى أصغاء اليك .. وأن كان ما تقولة صائباً .. !!
وهكذا كل القيم .. فيجب أن تفرقوا بين الرضى ( والخنوع ) .. وبين القناعة ( والأنهزامية ) .. وبين الطموح و ( الطمع ) .. وبين التوكل و( التواكل ) وبين ماهو كأن وبين ( مايجب أن يكون ) .. ألخ
ولكن حصنوا كافة مجهوداتكم بأختام أخلاص وتجريد وأطلاق النوايا والأيمان بما تؤدونه من واجبات وأعمال ونصائح وورسالات لكى تنصاع لكم حينها كافة الحقوق .. وتنصهر معها التحديات .. مع ضرور الصبر وشحن الهمم والعزيمة والأصرار وتوزيع الأدوار والأقتناع التام بحتمية التكامل فيما بيننا لتتعاظم قدراتنا .. وكل ماسبق هو بساط الريح الأبدى الذى سيحملكم الى الوصول الحتمى لمنتهى مبتاغكم .. وهو صالح الحال و راحة البال .. !!
وهنيئا لكم ..
خالص تحياتى ..