عرض / سامية عياد
حقيقة سجلها الوحى الإلهى فى مواضع كثيرة هى جلوس المسيح عن يمين الآب ، نذكر منها قول السيد المسيح "من الآن تبصرون ابن الإنسان جالسا عن يمين القوة، وآتيا على سحاب السماء" ، قول القديس اسطفانوس أثناء استشهاده "ها أنا أنظر السماوات مفتوحة ، وابن الإنسان قائما عن يمين الله" ، وقول القديس مرقس الإنجيلى فى قصة الصعود "ثم إن الرب بعدما كلمهم ارتفع الى السماء، وجلس عن يمين الله"، لكن ماذا يفهم من جلوس المسيح عن يمين الآب ؟

يقول المتنيح قداسة البابا شنودة الثالث : الآب ليس له يمين ولا شمال ، لأنه غير محدود ، لكن كلمة اليمين ترمز الى القوة والبر والعظمة ، وكلمة جلس تعنى استقر ومعنى هذا أن الابن الذى كان يبدو فى حالة ضعف ، تلطمونه وتجلدونه وتصلبونه ، بالصعود قد دخل فى قوته ولم يعود ضعيفا ، وبالتالى عبارة الجلوس عن يمين الآب ، تعنى أن مرحلة إخلاء الذات قد انتهت ودخل الابن فى مجده ، ولهذا قيل فى مجيئه الثانى إنه يأتى "بمجده ومجد الآب" هذا المجد هو الجلوس عن يمين الآب .

وفى إرساله للروح القدس يمكن ان نتحدث عن أربع نقاط عن السيد المسيح ، الله روح وهذا واضح من قول السيد المسيح نفسه "الله روح والذين يسجدون له فبالروح والحق ينبغى أن يسجدوا" ، ايضا الله هو الذى يسكب روحه كما فى قول الرب فى يوئيل "..أنى أسكب روحى على كل بشر .." ويقول المزمور "ترسل روحك فتخلق ، وتجدد وجه الأرض"

ومع ذلك فالسيد المسيح قد سكب روح الله على التلاميذ وهو يرسل ايضا روح الله إذ قال السيد لتلاميذه "ومتى جاء المعزى الذى سأرسله أنا إليكم من الآب ، روح الحق ، الذى من عند الآب ينبثق ، فهو يشهد لى" .

ولكن من ذا الذى يستطيع أن يسكب روح الله ، ويرسل روح الله ، إلا الله ذاته ، وإن كان السيد المسيح قد فعل ذلك ، ألا يكون هو الله إذن ؟  بالطبع لا يمكن أن نتصور أن هناك قوة غير الله تستطيع أن ترسل روح الله أو تسكب روح الله .
"يمين الرب صنعت قوة ، يمين الرب رفعتنى ، يمين الرب صنعت قوة فلن أموت بعد ، بل أحيا.