بقلم : ماجد سمير
يبدو أن الطيار "حسام كمال" وزير الطيران المدني لم يقرأ لا السطر الأخير من واحدة من أشهر نوادر "حجا" فقرر تطبيقه فورا لأنها – حسب وجهة نظره- ستحقق ايرادا غير عادي لوزارته ومطار القاهرة الدولي.
وعلينا أن نعترف حجا كان أكثر حنكة من الوزير نفذ خطة تحصيل الرسوم بشكل أكثر خبثا؛ الوزير قرر فجأة بدون مقدمات تحصيل 25 دولار أمريكي من كل سائح ينوي مغادرة البلاد من خلال مطار القاهرة، وفي حالة عدم وجود دولارات "فكة" السائح أمامه اختيارين الأول شراء بالباقي كبريت ولبان "دكر" -لأن الدولة لن تقبل حصول أي أجنبي على أي شىء مؤنث من مصر حتى لو كان "لبان" - والإختيار الثاني كتابة الدولة الباقي على ظهر تذكرة الطيران.
وفي حالة افلاس السائح وعدم قدرته على دفع الرسوم عليه العمل – اشغال- في المطار- امعانا في النحس – لمدة 13 يوم
ولأني حريص جدا على تصحيح معلومات سيادة الوزير قررت أن أروي له الحكاية كاملة ربما يصحح قراره ويجعله متسقا مع مقام به خالد الذكر حجا.
يحكى أن "حجا" الرجل ذو الشخصية الأسطورية في التاريخ العربي وصاحب براءة اختراع النوادر المنتقلة عن طريق الحكي من جيل إلى جيل قرر في يوم من أيام الزمن السحيق استثمار دنانيره الذهبية منها والفضية ولا مانع من وجود حتى أخرى حتى لو كانت "صفيح"، وبعد الفحص والتمحيص وعد واحصاء ما وفره وادخره من دنانير سواء كانت تحت البلاطة أو داخل الكيس وجد أن بناء دورا للسينما المشروع العبقري الذي سيحقق له الثراء المأمول يعرض على شاشتها الأفلام الجذابة ولا مانع أن تكون الأفلام تتضمن بجانب القصة "مناظر" لضمان الاقبال الشديد.
وبعد الأفراح وليالي الملاح في حفلات الافتتاح ظلت السينما لأيام وليال طوال خاوية على عروشها لايدخلها أي شخص ويعتلي مقاعدها التراب والغبار وربما عشش في أركانها العنكبوت وكما يقول التعبير الشعبي القديم "يزعق فيها الغراب".
لجأ الجد حجا لحيله خبيثة كتب على أبواب السينما "الدخول مجانا" فهجمت المدنية بكل سكانها على السينما واحتلت كل المقاعد فأغلق الأبواب عليهم وكتب لافته أخرى "الخروج بدينار".
معالي الوزير عليك في البداية التخطيط مع كل اجهزة الدولة لعودة السائح من الأساس لزيارة مصر بعدها خطط كما شئت لتحصيل الرسوم بالطريقة التي تراها.
زكر في كيفية تطوير شركة الطيران الرئيسية لمصر قبل تتحول إلى مايشبه خطوط ميكروباص وربما توك توك، أرفع من مستوى الخدمة للمنافسة مع كبرى شركات الطيران العالمية لأن التفكير فيما في جيوب السائح قبل اغراءه بزيارة مصر تماما مثلما قرر سرحان عبد البصير في مسرحية شاهد ماشفش حاجة دفع فاتورة التليفون رغم انه لايملك خطا أرضيا من الأساس لأنه مرعوب من قيام الحكومة برفع العدة ويصبح دون عن خلق الله بدون عدة.