الأقباط متحدون - إنّه
أخر تحديث ٠٥:٤٠ | الجمعة ٦ يونيو ٢٠١٤ | بشنس ١٧٣٠ ش٢٩ | العدد ٣٢١٢ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

إنّه

بقلم : زهير دعيم
 
" 10 وَلَمَّا دَخَلَ أُورُشَلِيمَ ارْتَجَّتِ الْمَدِينَةُ كُلُّهَا قَائِلَةً: «مَنْ هذَا؟» متى 10:21.
كنتُ هناك، وقد رأيت الحيْرة في العيون ، والأستفهام يملأ الفضاء في المدينة الخالدة المرتجّة، فحاولت ان أجيب ، فأشرت بيدي ان اصمتوا ورحتُ أقول :
- إنّه الرسّام الماهر الذي رسم البحار والمحيطات والانهار على شفاه الجبال ، ورصّع السماء بكواكب لا تُحصى ، ولوّن الخِربةَ الخاوية بألوان قوس قزح.
- إنّه الفنّان الرائع الذي عزف سيمفونيّة الكينونة من خرير المياه وشقشقة العصافير ووقع حبّات المطر على نوافذ الأزل.
- إنّه النحّات الأعظم الذي جبَلَ من التراب وجها صبوحا ولحظًا لافتًا وبسمة ريّا.
- إنّه الشّاعر المجيد الذي خطّ بدمه المهراق ملحمة الفداء الأصيل ، فجاءت وهجًا يُنير سراديب النفوس ومجاهل الأيام.
- إنّه الكاتب الرائد الذي طرّز رواية الموعظة على الجبل ، فاستظلّ بظلّها كلّ عباقرة الأدب .
- إنّه المُعلّم الانموذج الذي علّم الأجيال بالأمثال تارة والسيرة العطرة مرة أخرى ، والتعابير المفحمة ، القاطعة ، الحكيمة التي تجعلك تصرخ : يا إلهي ما أروعك !!
 
 
- إنّه الرّاعي الصّالح الذي يقود قطيعه الى المراعي الخضراء والينابيع العذبة ، حاملا على منكبيه الحمَل الأعرج ، ماسكًا بيمينه الخروف العجوز، وعيناه تصولان وتزرعان الآماد رقابة ، فقد يخرج الذئب الخاطف من خلف التلّة. 
- إنه الحكيم ، عنوان كلّ فكر ومعرفة.
- إنه الملك المتواضع الذي ينحني امام عبيده فيُغسّل ارجلهم من غبار الأيام.
- إنه السخيّ الكريم الذي يُطعم الجياع من على مائدته بأشهى السمك وأطيب خبز ، وكيف لا وكلّ خيرات الدنيا ملكه ورهن إشارته؟.
- إنه الطبيب الشّافي الذي يخافه البرص وكل مرض ، ويرتعد منه الموت فيفرّ هاربًا .
- إنّه المُعزّي الذي يبلسم جروح النفوس بمرهم الهيّ.
- إنّه الاتوستراد المباشر الى السماء.
 
 
- إنّه الحقّ المُحرّر ، الذي يفكّ النفوس – كلّ النفوس – من رباط ووثاق الخطايا. 
- إنّه الحياة بعينها ؛ بأمّها وابيها وصيرورتها ومآلها.
- إنّه الكرمة الحقيقيّة الجميلة الخضراء الدّانية القطوف ، والتي تعطينا الخمر المُصحّي العابق أبدًا بشذا الوعي.
- إنّه العريس ؛ الفتى الجليليّ الجميل ، الذي يحمي عروسه ويصونها ويتغزّل بها ويحفظها من كلّ دَنَس.
- إنه مُجترح العجائب الذي يمشي على وجه المياه ويُبكم العاصفة ويُهطل الامطار من لا غيمة !!
- إنه أسد يهوذا المهيب الذي يصل زئيرة الى بحيرة النار فترتعد فرائص ابليس وأعوانه.
- إنّه الديّان الآتي على السحاب ، والذي سيحاسب كل البشر ويعطي لكل واحد أجرته ..
- إنّه..........
ورنّت ساعة المُنبّه في جوّالي ، فقد حانت ساعة اليقظة والذهاب الى العمل ، فاستيقظت والتفتت حولي فلم أر الا زوجتي.

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter