بقلم : أشرف حلمى
أولاً : كم كنت سعيداُ ومعى جميع المصريين وخاصة اقباط مصر لخطاب السيد عدلى منصور لحديثه الصادق عن اقباط مصر قائلاً ( مصر القبطية جزءٌ لا يتجزأ من نسيج هذا البلد الطيب المبارك ومكونٌ أصيلٌ من تاريخ مصر الثري ) تلك العبارة التى جاءت على لسان أول رئيس مصرى فى أخر خطاب له قبل تسليمه السلطه الى الرئيس المنتخب السيد عبد الفتاح السيسى اعترافاً منه بان مصر كانت قبطية قديماً . وكم كنت أتمنى ان تكون هذه العبارة فى اول خطاب له منذ توليه السلطة من بعد ثورة يونيو 2013 , حتى تكون نقطة البداية لوزارة التربية والتعليم لإعادة الحقبة التاريخية القبطية الى المناهج المصرية لتعريف الاجيال القادمة للتاريخ المصرى كاملاً والتى عمدت الدولة المصرية على حذفها من بعد ثورة 52 لطمس التاريخ القبطى عن الاجيال المصرية القادمة لترسيخ فكرة أسلمة مصر ونشر الفكر الوهابى السعودى بناءاً عن إجتماع المسئولين السعوديين مع انور السادات والخاص بشأن اقباط مصر بالسعوديه ذلك الحين .
ومع ذلك قد تجاهل السيد عدلى منصور رجل القانون طوال فترة حكمه رفع الظلم الواقع على أقباط مصر وخاصة فى القضايا الملفقة ضد بعض المتهمين فى عهدى المخلوع والمعزول كما فى قضية إغتصاب فتاة فرشوط المتهم فيها الشاب القبطى جرجس بارومى جرجس وقضية دميانة عبد النورمعلمه الاقصر المسيحيه المتهمه بازدراء الاسلام وغيرهما من قضايا مشابهة فيما خفف القضاء المصرى الحكم على السلفى ابو إسلام بتهمة إزدراء الدين المسيحى وحرقة للإنجيل امام الجميع . كما تعمد تجاهل إصدار قانون العبادة الموحد كباقى جميع الرؤساء السابقين.
ثانياً: لقد اوصيت فى خطابكم السيد عبد الفتاح السيسى الرئيس المنتخب بالمرأة المصرية نظراً بالدور الذى قامت به فى الثورة لوعيها الناضج المتحضر وأشارت ايضاً انها لابد من ان تتبؤا المناصب السياسية والتنفيذية فى الدولة ويجب ان تتمتع بكافة حقوقها .
ولكن فى المقابل عجزت فى نفس الوقت الوقوف امام التصريحات العنصرية والتكفيرية لقيادات حزب ابو ريشة السلفى التى خصت كل من الاقباط والمرأة المصرية عكس ما جاء على لسانكم فى خطاب الوداع كما لو كانت تلك التصريحات صادرة على هيئة حكومية معترف بها .
كم كنت أتمنى ان يتحقق الانتصار المعنوى لكل من المرأة والاقباط بوجود احد اعضائهما كمرشح فى الانتخابات الرئاسية الماضية فى عهد السيد منصور رغم قلة فوز احداهما بسباق الرئاسة لكى تظهر مصر بصورة مشرفة حضارية امام العالم محققة بذلك ولو جزء بسيط من اهداف الثورة .
وأخيراً اود ان اضع جميع التوصيات التى جاءت على لسان السيد عدلى منصور والتى لم يحققها خلال فترة حكمة القصيرة امام الرئيس عبد الفتاح السيسى كى تكمتل سعادة المصريين الذين مازال الامل يرفرف أمامهم لتحقيقها للنهوض بمصر وعودتها مرة أخرى الى سابق عهدها فى جميع المحافل الدولية من بعد الاستقرار الداخلى وعودة الامن والامان الى الشارع المصرى وعودة روح الحب والمودة بين جميع اطياف الشعب المصرى بتأصيل الوحدة الوطنية واضعاً امامه تحقيق مبدأ المواطنة للجميع وخلفه كافة الاحزاب ذو الهوية الدينية المتاسلمة والعمل على حلها .