الأقباط متحدون - لماذا لم تحتمل مصر باسم يوسف
أخر تحديث ٢٠:٠٠ | الجمعة ٦ يونيو ٢٠١٤ | بشنس ١٧٣٠ ش٢٩ | العدد ٣٢١٢ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

لماذا لم تحتمل مصر باسم يوسف

جون ستيوارت
جون ستيوارت

جون ستيوارت من اشهر مقدمي البرامج الكوميدية التليفزيونية في أمريكا، ويوميا في حوالي الساعة السابعة مساء بتوقيت شرق الولايات المتحدة الامريكية يسخر ستيوارت من الاخبار السياسية في أمريكا وخارج أمريكا، وبلغ من تأثيره ان بعض الإحصائيات وجدت ان الشباب من سن المراهقة وحتى سن الثلاثين يشاهدون الاخبار الساخرة التي يقدمها ستيوارت اكثر من الاخبار الحقيقية في قناة سي ان ان وغيرها، وتسابق الرؤساء والسياسيون والكتاب والفنانون وغيرهم من نجوم المجتمع في الظهور كضيوف على برنامجه اليومي، ولم يسلم احد من سخريته اللاذعة من الساسة أبتداء من الرئيس الامريكي وانت نازل، ومن رجال الدين ابتداء من البابا والحاخام الاكبر وانت نازل، ومن المطربين ابتداء من ليدي جاجا وانت نازل الخ ...ولم اسمع يوما انه تم القبض عليه او تم رفع قضية تشهير عليه او قضية تعويض او اتهم بانه يسيء الى سمعه أمريكا او انه عميل روسي او صيني يرغب في تدمير الثقافة والتقاليد الامريكية.

وباسم يوسف هو طبيب جراح ضل طريقه الى عالم الاعلام والتليفزيون وبرامج التوك شو، وكان من نتائج ٢٥ يناير حيث بدء بالظهور في اليويتيوب ثم بعد ذلك عمل برنامج اسماه ( البرنامج) واتخذ شكل مسرحه في مسرح سينما راديو بالقاهرة نفس شكل برنامج جون ستيوارت (مثله الأعلى)  واستضافه جون ستيوارت مرة في برنامجه في أمريكا كما ان باسم يوسف استضاف جون ستيوارت في برنامجه في مصر.حتى ان وسائل الاعلام الامريكية أطلقت على باسم يوسف "جون ستيوارت مصر"!

فلماذا احتملت أمريكا جون ستيوارت يوميا لمدة تعدت العشر سنوات ولم تتحمل مصر باسم يوسف أسبوعيا لأقل من سنتين؟
باسم يوسف عاني الأمرين في عهد الاخوان وتم تحويله للنيابة العامة اكثر من مرة وبلغت نجوميته أشدها عندما سخر من الطاقية التي لبسها الرئيس السابق محمد مرسي اثناء حصوله على الدكتوراه الفخرية من باكستان، حتى انه ذهب الى مقر النيابة وهو يرتديه تلك الطاقية واصبح باسم يوسف عدو الاخوان رقم واحد وفي نفس الوقت اصبح النجم المفضل لدى أعداء وخصوم الاخوان، وتم اتهام باسم يوسف باشنع التهم ابتداء من قلة الأدب الى الخيانة العظمى مرورا بازدراء الاديان، وكان هناك العديد ممن يطالبون برأسه.

 ثم تم خلع الاخوان بعد ٣٠ يونيو بواسطة الجيش والسيسي في وسط تأييد شعبي كبير ، وبدا باسم يوسف يودي دوره كناقد ساخر للمجتمع والسياسة، وتجرا وسخر من الشعبية المبالغ فيها للسيسي والتي بلغت حد التأليه والنفاق، وفجأة اصبح باسم يوسف العدو رقم واحد للمعجبين الذين فتنوا به عندما كان يسخر من مرسي والاخوان وفجأة أيضاً اصبح له معجبون كثيرون من عاصري الليمون والاخوان، ومرة اخري تم استدعاؤه للنيابة العامة وتم رفع عدة قضايا ضده، وتمت محاصرته بشكل غير مسبوق حتى اضطر هذا الأسبوع في الاستسلام وإعلان إيقاف برنامجه وكان مشهدا مؤثرا وأعلن انه رفض بث برنامجه من خارج مصر برغم العروض المغرية التي جاءته، ووجدت أناسا يهاجمون باسم يوسف لمجرد انه يتقاضى مبالغا كبيرة، وكان باقي مقدمي برامج التوك شو الهايفة والتي لا تكلف اي شيء سوى مكتب وكرسي وكاميرا وشخص طويل عريض واحيانا (عريض فقط) يظل يتكلم بالساعات امام الكاميرا باستاذية منقطعة النظير والبلهاء وما أكثرهم يشاهدون وهم فارهي الأفواه يستمعون ويشاهدون وكأنه ينقط درر!!
...

فلماذا لم تحتمل مصر باسم يوسف، لم تحتمله في عصر الاخوان والرئيس مرسي ولم تحتمله في عصر الجيش والسيسي، وهل يعقل ان مصر بلد النكتة والشعب الذي يسخر من طوب الارض لا يحتمل برنامج كوميدي!؟
 لي اكثر من تفسير لهذا:
اولا: الشعب المصري بالفعل ينكت على طوب الارض ويسخر من حكامه على مر العصور ولكنه يحب ان يقوم بذلك في غرز الحشيش والمقاهي وخلف أبواب مغلقه، ولكن ان يخرج الى الملا هكذا ويسخر من حكامه بل وتصل شهرة (البرنامج) الى أمريكا فان هذا غير مقبول، لذلك اتهم باسم يوسف بانه ينشر غسيلنا الوسخ للجميع.

ثانيا: الرئيس محمد مرسي في نظري كان أقرب الى امام المسجد منه الى الرئيس او الزعيم السياسي، وكان راجل طيب، ونحن قد تعودنا الا نسخر من امام المسجد، لان السخرية من امام المسجد تعني ازدراء الاديان!!

ثالثا: جاء السيسي بمثابة المنقذ من حكم الاخوان  ومن الرئيس محمد مرسي، فكان بمثابة الأب الذي أنقذ ابناءه أبناء مصر من الوقوع في حفرة الاخوان، ولا يصح ان نسخر من الأب وخاصة اذا كان هذا الأب قائد الجيش!! وهكذا رأي المصريون بان السخرية من السيسي تعني السخرية من الجيش وهو من المقدسات المصرية القديمة.

ورغم ان باسم يوسف قال في العلن ما كنا نقوله دائماً في الغرف المغلقة، الا ان هذا وبالرغم من بديهيته الا انه في رائي كان خطا باسم الاكبر.
وباسم يوسف في النهاية اغضب بعض الناس كل الوقت كما ارضى بعض الناس كل الوقت، ولم يرض أبدا كل الناس كل الوقت ولا بعض الوقت، وهذا في رأيي اكبر دليل على ان باسم يوسف كان على الطريق الصحيح، وانا اعتقد اننا لم نر نهاية باسم يوسف ولكنه سيذهب الى البيات الشتوي في عز الصيف وأرجو الا يطول بياته، بشرط ان يصحو الشعب المصري من سباته!!
Samybehiri@aol.com

نقلا عن ايلاف


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع