الأقباط متحدون - أنا الطفل الشهيد!
أخر تحديث ٠٠:٥٧ | الجمعة ٦ يونيو ٢٠١٤ | بشنس ١٧٣٠ ش٢٩ | العدد ٣٢١٢ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

أنا الطفل الشهيد!


بقلم نوري إيشوع
انا آدم̤ شهيد قبل ميلادي, في رحم أمي سمعت صراخ رفاقي و أخواتي، صوت خيل و رصاص و بارود، ألهبت نار الظلم و القتل أرضي وبيت أجدادي، أفسدوا حتى مع أمي وهي حامل! همساتي، انا آدم طفل بريء،  لكن شهيد قبل ميلادي، غزت بلادي جنود الشر وراية ابليس رفعوها من البوادي، دخلوا بلادي̤ قتل و نهب،  سرقة و سلب،  قتلوا الطفولة و نزفت دماءها في الكنائس و الجوامع و دور العبادة، سرقوا تاريخنا الخالد

زرعوا سمومهم في أرضنا الطيبة، رموا أقذارهم في الوادي، طاردوا حتى طيور بلادي و أسكتوا البلبل الشادي، جعلوا أرض بلادي مقابر و الجثث كالروابي.

انا آدمالطفل و لكن شهيد قبل ميلادي، عمري بضع سنين، جئت للدنيا،  الى أرض أمجادي، لغرض نبيل و لهدف سامٍ غير عادي، لبستْ لباس العرس أبيض و أحمر و وردة بصدري, أبيض، لون السلام و الطهارة، و أحمر، لون الحب و النضارة،والوردة، رمز العطر و البخور، حامل شمعة و ماشي من البيت الى كنيسة النجاةِ، عيني تدمع و أنا حافي، اتضرع الى ربي و أعرف اني طفل ولكن شهيد قبل ميلادي

أصرخ بلهفة و عيوني تنظر إلى مجد الخالق وأنا اتضرع بحرقة و خشوع، يارب، يا رب، يا رب : أحمي بلادي، عرض أهلي و مجد أجدادي من الجن الخارج من جحور الوادي، يارب : أقمع شر الظالم و أنقذ الطفل الحالم، طفل رضيع حتى عيونهْ لم تفتح بعد على العالم، يارب أحمي بيتك، أحمي شعبك من الوحوش ومن الذئابِ المتوحشة القادمة من الغابة، وحوش بربرية، هبت كالذباب من بين القبور و هي تكبر و للذبح تنادي.

أنا آدم طفل و لكن شهيد قبل ميلادي، دخلت بيت العبادة، علت وجهي بسمة حلوة و انا أدري اني طفل عمري أربعة، لكن أعلم إني شهيد قبل ميلادي،  بيني و بين رب المجد لحظة، ملهوف إلى رؤية نور الخالق و أحضنه بالايادي، بَدأتْ الصلاةِ، وأهل العرس فرحين، كان أجمل يوم للتلاقي، عيد الأبرار، بخور و ترانيم و أحلى الصلواتِ، أختلطت أنغام المرنمين مع نسمات البخور فرسمت أبهى الآيات.

في لحظة، نحن في خلوة مع ربنا، نصلي و نركع و ننادي : يارب أحفظ  وطننا و انشر فيه أمنك و سلامك و أدحر الأعادي، فتحوا باب العبادة، عساكر أبليس مدججين بالسلاح و يغطيهم لباس الموت و موشحين بالسوادِ،  قتلوا أول طالبي السلام و المحبة، أسكتوا بسلاح ربهم كل من بالحق ينادي،  طفل ذات الثمانية أشهر صرخ في وجه الرعب دون وجل! طارده الموت برصاصة دون رحمة للطفولة و دون خجل وغطت جسده الطري ثوباً أحمرأً من الدم, أكملوا على أمه برصاص كوابل المطر، صرخوا بافتخار! نحن أتباع رب الفسق و الدجل و سوف نذبح كل من إدعى انه إنسان أمرأة، طفل أو رجل و سوف نحرق حتى الشجر و الحجر.

انا آدم طفل و لكن شهيد قبل ميلادي, علا صوتي و ساد المكان الصمت! قلت لهم بصوت طفل شهيد لا يخاف من الأعادي : كافي, كافي , كافي قتل أهلي و أمي و أخواتي و كافي عبث في أرض بلادي, دار أجدادي!

جسمي نزف من وابل الأوغاد, قبل الوداع علت وجهي بسمة فرح و قلت للقاتل: جسمي تراب و فاني، أقتل، أذبح، فجر، أنا آدم طفل و لكن شهيد فبل ميلادي، أنا حفيد ملوك الشرق و العالم يشهد أني أبن الأمجادِ، أبشركم يا أعوان ابليس : يومكم قريب و استعدوا ليوم الحساب عند الوقوف امام عرش رب الأربابِ و ملك الملوك يسوع الفادي!!

ودعتْ أهلي و أرض أجدادي، التقتْ روحي مع أرواح أخوتي و أخواتي و مثل رف حمام حلقنا فوق سماء بلادي و توجهنا للقاء الفادي.
أنا آدم طفل و لكن شهيد قبل ميلادي، أبشركم يا أجدادي: اني عائد مع الفادي،  أبشركم بعد اللحظة، بدمنا الطاهر، راح تبقى أرضنا خضراء و أنهارنا دمعة وأشجارنا يعود يسكنها طيرنا الشادي و بلادنا منتصرة على رعاة الصحراء و الويل لكم ايها الأعادي عند مجيء الفادي ديّان العبادِ!!
 


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter