الرئيس يؤدي اليمين الدستورية أمام الجمعية العامة للمحكمة
السيسي يتسلم السلطة من عدلي منصور
احتفالية في قصر القبة بوصول الرئيس الجديد إلى الحكم
كتب – نعيم يوسف

بعد انتظار مؤيديه ومحبيه أدى الرئيس عبد الفتاح السيسي، أمس الأحد، اليمين الدستورية، ليكون الرئيس المنتخب لجمهورية مصر العربية، وليكون الأمس هو أول يوم له كرئيس للجمهورية، وعلى الرغم من تصريحاته الكثيرة عن العمل الشاق والجهد والعرق الذي تحتاجه مصر، إلا أن أول يوما له، كان للاحتفال والفرحة فقط، وخلال التقرير التالي نستعرض ملامح أول يوم في حياة السيسي رئيسا للجمهورية.

استعدادات للاحتفال
بعد منح العاملين في الدولة أمس الأحد إجازة رسمية، شهد طريق كورنيش المعادي في محيط المحكمة الدستورية العليا، تشديدات أمنية مكثفة، وذلك قبيل أداء الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليمين الدستورية رئيسا للبلاد أمام الجمعية العامة للمحكمة الدستورية العليا.

السيسي يؤدي اليمين الدستورية
وقد أدى الرئيس المنتخب عبد الفتاح السيسي، اليمين الدستورية، رئيسا للجمهورية، صباح أمس الأحد، أمام الجمعية العامة للمحكمة الدستورية، بحضور عدد كبير من الشخصيات العامة وعلى رأسهم المستشار عدلي منصور، الرئيس السابق، والمهندس إبراهيم محلب، رئيس الوزراء، والبابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية والدكتور احمد الطيب، شيخ الأزهر، ووزيري الداخلية والدفاع. 

وبدأت المراسم بعزف السلام الجمهوري، ثم بعض الآيات من القرآن للشيخ أحمد نعينع.

ماهر سامي: الوطن كان يتسرب من بين أيدينا
ثم ألقى المستشار ماهر سامي، نائب رئيس المحكمة الدستورية العليا، كلمة خلال أداء الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليمين الدستورية قال فيها: أننا وجدنا أن الوطن تسرب بين أيدينا، لكن مصر أبدا لا تموت، باسم الشعب المصري الذي لا يعرف البعض قدره بحق وظنه عاجزا بعد أن طال صمته، وإذ بالمارد تتفجر في عروقه الحياة والغضب والتمرد ليسترد الوطن ويستعيد كرامته. وأضاف باسم أرواح الشهداء التي تصوب عيونها نحونا تسكنها الغبطة عما قدمته مصر، فهم قد ماتوا لنحيا معا. وتابع: تشهد المحكمة الدستورية اليوم

لحظة تاريخية لأداء الرئيس عبد الفتاح السيسي بعد أن اجتمعت إرادة الشعب عليه، مستشهدا بقول المستشار الراحل عوض المر: "إذا لم توفق الثورة أوضاعها عبر أطر دستورية ثابتة فيكون من حق الشعب الثورة عليها"، موضحا أن تلك هي الثورة على الثورة.

وأضاف سامي، أن ثورة يناير هزت أركان دولة النظام الأسبق ولكنها وقعت أسيرة للجماعة مشيرا إلى أن ثورة يونيو لم تكن انقلابا عسكريا، ولكنها ثورة شعب ضاق بما حل به من خراب وما تعرض له من غدر وحكم جائر، وفي لحظة الخطر الدائم الذي ألم بالوطن وهدد بسقوطه، احتضن الجيش الشعب، مصغيا لدقات قلوب المصريين التي احترقت من الألم وانصهر الجيش الشعب ليزيحوا القهر والاستبداد.

ورحب سامي بعودة المستشار عدلي منصور إلى منصة رئيس المحكمة الدستورية العليا، موضحا أنه قبل المهمة الوطنية في وقت كانت تحتاج إليه المحكمة الدستورية.  ووجه سامي كلامه للسيسي قائلا: لقد أثرت واخترت أن تقف بين صفوف المصريين عندما لاذوا بك، أملا أن تمضي معه للأمل في غد مشرق وميلاد جديد، فامض معه لتصنع لمصر مستقبلا أكثر أمنا ورخاء. ثم أعقبها نائب رئيس المحكمة الدستورية المستشار أنور العاصي، قدم فيها التهنئة إلى جميع أعضاء المحكمة الدستورية العليا، والرئيس عبد الفتاح السيسي، ثم دعاه إلى أداء اليمين الدستورية.

السيسي يقسم على احترام الدستور
وأدى الرئيس عبد الفتاح السيسي قسم اليمين الدستورية قائلا: "أقسم بالله العظيم أن أحافظ مخلصاً على النظام الجمهوري، وأن أحترم الدستور والقانون، وأن أرعى مصالح الشعب رعاية كاملة، وأن أحافظ على استقلال الوطن وسلامة ووحدة أراضيه".

طائرة الرئيس
ثم غادرت طائرة الرئيس عبد الفتاح السيسي، مقر المحكمة الدستورية في المعادي، متجه إلى قصر الرئاسة بعد أداء اليمين الدستورية في المحكمة الدستورية العليا، فيما توافد ملوك ورؤساء ومبعوثين الدول التي دعيت إلى الاحتفال بتنصيب الرئيس لتشهد مراسم تسليم وتسلم السلطة من الرئيس عدلي منصور إلى عبد الفتاح السيسي، في قصر الاتحادية.

21 طلقة تحية للرئيس الجديد
وبدأت مراسم تسليم السلطة إلى الرئيس الجديد في قصر الاتحادية، ظهر أمس الأحد، بإطلاق المدفعية 21 طلقة في الهواء تحية لاستقبال الرئيس الجديد. ثم استعرض السيسي حرس الشرف في قصر الاتحادية أعقبها مصافحة الرئيس السابق عدلي منصور، ثم بدأ في استقبال ضيوف حفل التنصيب من ملوك ورؤساء الدول المشاركة في الحفل.

عدلي منصور: الشعب واجه العديد من التحديات العام الماضي
ثم ألقى المستشار عدلي منصور، كلمة قال فيها إن الشعب المصري واجه التحديات التي مرت عليه خلال العام الماضي، وأثبت أن الوطن هو الأقوى وصاغ بيان 3 يوليو توافقت عليه القوى الوطنية لاستكمال خارطة الطريق التي سننجح فيها بعد استحقاقين هامين فيها.
وقال منصور أن الدولة المصرية برهنت أنها عصية على الانكسار وعلى رأسها شعبها الأبي ستظل قادرة قاهرة لمن يريد لها الشر والسوء ومن يستهدفها.

وتقدم منصور إلى جميع العرب والأشقاء والأصدقاء الدوليين الذين ساندوا إرادة مصر، متطلعا إلى استمرار التعاون بما يعزز مواقفها الدولية، مؤكدا أن مصر أن تنسى من وقف إلى جوارها وأنا على ثقة بأن مصر سوف تتبادل معهم الأدوار والمساندة في المستقبل.
 ووجه منصور خطابه إلى السيسي قائلا: كلي ثقة في أنكم من خلال الدعم الشعبي الكبير سوف تحقق تطلعات الشعب المصري الذي اختارك

السيسي: آن لشعبنا العظيم أن يحصد نتائج ثورتيه
وبعد ذلك ألقى الرئيس عبد الفتاح السيسي، كلمة بدأها بالشكر إلى جميع الدول وخاصة العرب الذين ساندوا مصر في المرحلة السابقة، مؤكدا أننا نمر بلحظة تاريخية في مصر حيث يسلم الرئيس السابق الرئيس الجديد السلطة وهو ما لم يحدث في تاريخ مصر، حيث أننا لم نتعود على التغيير السلمي للسلطة.

وأشار السيسي أنه يفخر ويعتز برئاسة مصر، الحضارة، ويعتزم تعويض ما فاتنا ونصوب أخطاء الماضي عن طريق تحقيق أهدافها، لتكون خيراتها لأبنائها وإعادة بناء علاقاتها الخارجية، والإسهام المباشر على السياسة الخارجية.

وتابع: لقد آن لشعبنا العظيم أن يحصد نتائج ثورتيه، مشيرا إلى أن نجاح الثورات هو أن تكون فاعلة وبناءة، وقد أن الأوان للعمل والبناء بعيدا عن الفوضى من خلال مسيرة وطنية جامعة نختلف من أجل الوطن وليس على الوطن. وأعرب السيسي عن شكره وتقديره للعرب والأصدقاء الدوليين، وخاصة ملك السعودية على الدعوة لمؤتمر أصدقاء مصر، متطلعا إلى التعاون مع الجميع من أجل البناء والاستقرار ونحو مستقبل أفضل.
وقال السيسي لمنصور: إن مصر دولة وشعبا تتقدم إليك بالشكر على ما قدمته للوطن، وقدمت نموذجا في الصبر والحكمة وحب الوطن.

احتفالات بالتنصيب
وفي المساء بدأت فعاليات احتفالية قصر القبة بتنصيب الرئيس المنتخب بعزف السلام الجمهوري، وسط حضور مكثف وفود رسمية عربية ودولية وسياسيين وفنانين وشخصيات عامة، وقراءة مقطع من القرآن الكريم.

انتصار السيسي تتقدم الحاضرين
ولقد تقدمت صفوف الحاضرين السيدة "انتصار السيسي" زوجة الرئيس، وبجوارها السيدة "جيهان السادات" زوجة الرئيس الراحل أنور السادات، وبجوارهما في الصف الأول العالم المصري السير "مجدي يعقوب" والمشير طنطاوي.

كلمة عدلي منصور
وخلال الحفل ألقى الرئيس السابق عدلي منصور، كلمة، قصيرة، أكد فيها على ثقته في اختيار الشعب المصري، مؤكدا على أنهم قادرون على عبور المرحلة القادمة مهما بلغت تحدياتها وصعوباتها.

السيسي يوضح ملامح الفترة المقبلة
ثم ألقى الرئيس عبد الفتاح السيسي كلمة مطولة، عرض فيها ملامح الفترة المقبلة، متعهدا على العمل بكل جهد من أجل مصلحة الفقراء والبلاد، وأنه يمد اليد للجميع دون إقصاء لأحد، ولكن ليسوا هؤلاء المتورطون في دماء، وأنه لن يسمح بقيادة موازية.

وأشار السيسي في خطابه أكثر من مرة إلى ضرورة إصلاح الخطاب الديني، ودعوة الكنيسة الوطنية المصرية للاستكمال دورها الوطني، مؤكدا على ضرورة استعادة الأخلاق في الشارع المصري، واعدا بإعادة الأمن للشارع المصري في المستقبل القريب.

وأكد السيسي أن العلاقات الخارجية المصرية مبنية في الأساس على مصلحة مصر، مؤكدا أن أمن مصر جزء لا يتجزأ من الأمن العربي والخليجي والإفريقي، وأنه لن يسمح بأن يكون سد النهضة عائقا في العلاقات مع إثيوبيا، فإن كان السد يمثل التنمية لإثيوبيا، فإن النيل يمثل الحياة لمصر.

تكريم الرئيس عدلي منصور
وفي ختام الحفل أصدر الرئيس عبد الفتاح السيسي، أول قرار له كرئيس للجمهورية بتكريم الرئيس السابق عدلي منصور ومنحه قلادة النيل، ثم قام بتوديعه من القصر الرئاسي بنفسه حتى سيارته الخاصة التي نقلته إلى بيته.