نعمة جمال: "نجيب حد من بره يحمينا"
تركض الفتاة لتعطي الدواء لأبيها قبل تدهور حالته، معتقدة أن اللحظة تفرق معه ومعها، ومن ناحية أخرى يسعى الصيدلي لإيجاد الصغيرة ليردعها عن ذلك فـ"الدواء فيه سم قاتل"، وتنتشر العبارة الشهيرة في فيلم "حياة أو موت"، لتتكرر بصورة غير مباشرة مع الاعتداء الجنسي لفتاة بميدان التحرير أمس.

مع بداية انتشار أخبار عن وجود تحرشات بميدان التحرير أثناء احتفالات تنصيب عبدالفتاح السيسي رئيسًا لمصر، بدأت الصفحات المناهضة للتحرش على مواقع التواصل الاجتماعي الـ"فيس بوك"، بتحذير الفتيات من وجود التحرشات وتوخي الحذر، إلا أنه بعد الاعتداء الجنسي على أحد الفتيات المحتفلات، تغيرت نبرة هذه الصفحات من التحذير إلى التشديد على خروج الفتيات والسيدات من ميدان التحرير لأنه غير آمن.

"الدولة تعلم أن الجميع سوف يشارك في الاحتفال، ومن المتوقع حدوث مثل تلك الوقائع بناءً على تجارب سابقة، أين تأمين الشرطة وتأمين الجيش؟"، تساءل مايكل نزيه، الناشط الحقوقي، مستنكرًا إلقاء العبء بعد كل حادثة على المبادرات المناهضة للتحرش، في ظل إهمال وتجاهل الدولة.

ناشط حقوقي: أين تأمين الشرطة والجيش للميدان؟
وأضاف نزيه أن هذه لم تكن الحادثة الأولى بميدان التحرير، حيث يشهد الميدان في كل احتفال، ومع التجمهر حالات تحرش جماعي أو اعتداء جنسي، ولم يتحرك أحد، مؤكدًا أن ميدان التحرير شهد العديد من حالات التحرش الجماعي أثناء الثورة وتوابعها وأثناء 30 يونيو، بل كان البعض يتهم حملات التحرش بأنها تريد إفساد فرحة المصريين.

وقالت نعمة جمال، مؤسسة حركة "مش هسكت على التحرش"، مستنكرة ما حدث: "ما دام مش قادرين نأمن ميدان التحرير، كنا قافلاناه ومنعنا الاحتفال"، وأضافت أن الموضوع زاد عن حده كثيرًا، "إذا كانت البلد لا تستطيع حماية نسائها وفتياتها، نجيب حد من بره يحمينا".

وبنبرة حزينة قالت: "الميدان ليس فقط الذي غير آمنا، بل المواصلات والجامعات والشوارع وكل منطقة في مصر أصبحت غير آمنة".