اضطر اكثر من 150 الف من سكان مدينة الموصل مركز محافظة نينوى العراقية الشمالية، وثاني اكبر مدن البلاد، الى النزوح منها بعد نجاح تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام (داعش) في السيطرة عليها.
كما هربت قوات الجيش العراقي من المدينة فيما بسط المئات من عناصر تنظيم داعش سيطرتهم عليها وعلى جزء كبير من المحافظة.
ورد رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي على هذه التطورات بالطلب من مجلس النواب اعلان حالة الطواريء في البلاد ومنحه صلاحيات اوسع.
كما طالب المالكي بحشد "كل الطاقات الوطنية من اجل انهاء تنظيم داعش في محافظة نينوى والمحافظات الاخرى".
وقالت الولايات المتحدة من جانبها إن سقوط الموصل يثبت ان داعش باتت تشكل مصدر تهديد للمنطقة برمتها.
وقالت جان ساكي الناطقة باسم وزارة الخارجية الامريكية إن الموقف في الموصل "خطير جدا"، وان الولايات المتحدة تحبذ "ردا قويا ومنسقا لدحر هذا العدوان."
واضافت الناطقة الامريكية ان سقوط ثاني اكبر مدن العراق في ايدي داعش في الساعات الـ 48 الاخيرة يبين مدى التدهور الذي اصاب الوضع الامني في العراق.
وقالت إنه "ما من شك ان تعاون كل القوى السياسية العراقية هو السبيل الوحيد لدحر المسلحين."
وقالت ساكي إن مسؤولين امريكيين بارزين في واشنطن وبغداد يتابعون الاحداث عن كثب بالتنسيق مع حكومة المالكي وآخرين بمن فيهم الاكراد، ولكنها اضافت "ان الوضع ما زال دقيقا جدا."
ولكن عضو مجلس الشيوخ الجمهوري جون ماكين قال إن نجاح داعش في الاستيلاء على الموصل يعتبر انعكاسا لتقاعس الرئيس اوباما في ابقاء قوات امريكية في العراق للمساعدة في توطيد الاستقرار هناك.
وقال ماكين للصحفيين "كان علينا ابقاء عدد محدود من القوات في العراق، كما فعلنا في كوريا والمانيا والبوسنة، ولكننا لم نفعل ذلك، والنتيجة هي انزلاق العراق نحو الفوضى."
من جانبه، قال ناطق باسم الامين العام للامم المتحدة بان كي مون إن بان يشعر "بقلق بالغ" ازاء التطورات الجديدة.
وناشد الامين العام للمنظمة الدولية الحكومة العراقية وحكومة اقليم كردستان العراق العمل سوية لتدارك الموقف واعادة الامن للمنطقة.
وقال الناطق "يحث الأمين العام كل الزعماء السياسيين (العراقيين) على إظهار الوحدة الوطنية في مواجهة التهديدات التي يتعرض لها العراق والتي لا يمكن التصدي لها إلا على أساس الدستور وفي إطار العملية السياسية الديمقراطية."
ونقلت وكالات الانباء عن بعض سكان الموصل النازحين قولهم إن اعلام الجهاديين رفعت فوق مباني المدينة، وان مسلحي داعش اعلنوا من خلال مكبرات الصوت انهم جاءوا "لتحرير الموصل."
وقالت ام كرم، وهي موظفة حكومية، "الوضع في المدينة يتسم بالفوضى، وليس هناك من يستطيع مساعدتنا. نحن خائفون."
وذكرت التقارير ان العديد من مراكز ومخافر الشرطة اضرمت فيها النيران، فيما اطلق المسلحون سراح العديد من الموقوفين والسجناء.
ونقلت وكالة فرانس برس عن احد النازحين ويدعى محمود نوري قوله "القى جنود الجيش العراقي اسلحتهم وتخلصوا من بزاتهم العسكرية وتركوا آلياتهم وهربوا من المدينة."
في غضون ذلك، اكدت القنصلية التركية في الموصل صحة التقارير التي تحدثت عن قيام المسلحين باختطاف 28 من سائقي الشاحنات الاتراك في محافظة نينوى.
وذكرت مصادر لبي بي سي ان عشرات الآلاف من النازحين توجهوا الى ثلاث من مدن اقليم كردستان حيث اقامت السلطات الكردية معسكرات خاصة لايوائهم.
واصدر رئيس حكومة الاقليم نشيرفان بارزاني بيانا طلب فيه المساعدة من مفوضية اللاجئين التابعة للامم المتحدة.
وعلمت بي بي سي من مصادر امنية عراقية ان قتالا عنيفا نشب بين قوات الجيش العراقي ومسلحي داعش في بلدة الرشاد القريبة من مدينة كركوك، كما وردت تقارير تتحدث عن نجاح المسلحين في السيطرة على اجزاء اخرى من محافظة كركوك اضافة الى بلدتي الصينية وسليمان بيك في محافظة صلاح الدين المجاورة.
وقال المالكي في خطاب متلفز إن القوات العراقية وضعت في اعلى حالات التأهب، مضيفا انه طلب من مجلس النواب اعلان حالة الطواريء في البلاد واعلان "التعبئة العامة" للمدنيين.
يذكر ان داعش ما لبثت تسيطر على مساحات كبيرة من محافظة نينوى منذ عدة اشهر، وشنت في الاسبوع الماضي هجمات طالت عدة مدن غربي وشمالي العراق راح ضحيتها العشرات.
ونجح التنظيم بعد قتال دام خمسة ايام من السيطرة على مرافق حيوية في الموصل ذات الـ 1,8 مليون نسمة.
ازدحمت الطرق بالنازحين
تطورات أخرى
في سياق منفصل، انفجرت في مدينة بعقوبه بمحافظة ديالى، عبوتان ناسفتان بالقرب من موكب عزاء ما أسفر عن مقتل 20 شخصا، بحسب مصادر أمنية وطبية.
وأفادت وكالة الأنباء الفرنسية بأن القنبلتين انفجرتا اثناء مرور المعزين الذي كانوا يحملون جثمان شخص قتل اثر اطلاق نار بالمدينة الواقعة شمال شرق العاصمة العراقية