السيسي يعتذر لضحية التحرش بالنيابة عن الشعب المصري
النائب العام يكشف حقيقة الفيديو الذي تم تداوله
النائب العام يأمر بالحقيق مع المستشفيات التي رفضت قبول ضحايا التحرش
خاص – الأقباط متحدون
بعد واقعة التحرش التي وقعت في ميدان التحرير، خلال الاحتفال بتنصيب عبد الفتاح السيسي، رئيسا للجمهورية، ركزت كل وسائل الإعلام، المحلية والعالمية، بالواقعة، خاصة وأنها وقعت أثناء حديث الرئيس عن دور المرأة وتكريمها في المرحلة المقبلة، كما لاقت هذه الواقعة اهتمام كبير على مستو عال جدا من الدولة المصرية ومؤسساتها المختلفة.
وقد كانت هذه الحادثة بمثابة الشرارة التي فتحت النار على ظاهرة التحرش في المجتمع المصري، لتقود عدة إجراءات حاسمة لمواجهة هذه الظاهرة التي تفشت في المجتمع وأصبحت تهدد الأمن الاجتماعي المصري، وأصبحت مقرونة بالتجمعات في الاحتفالات والمظاهرات والأعياد.
حقيقة الفيديو
هذا وقد كشف النائب العام، أن الفيديو الذي تم تداولها بالفيديو عبر مواقع الإنترنت حدثت يوم 4 يونيو بعد إعلان النتيجة مباشرة، لكن الفيديو تم تداوله على الإنترنت بتاريخ 9 يونيو ليلة حفل تنصيب الرئيس.
واقعة أخرى
وحسب بيان للنائب العام، فإن ما حدث مع السيدة وابنتها وتجريد الأم البالغة من العمر 43 عاما من ملابسها تماما حتى وقعت في إناء به ماء مغلي فأصيبت بحروق، ورغم ذلك لم يكف مرتكبو الجريمة عن هتك عرضها حتى أحدثوا بها إصابات بالغة بجسدها ومواطن عفتها، بل واتجهوا لابنتها لتكرار فعلتهم.
وقالت السيدة التي ظهرت في مقاطع الفيديو في تحقيقات نيابة قصر النيل برئاسة المستشار سمير حسن، إنها كانت تقف بجانب المنصة بصحبة ابنتها للمشاركة في الاحتفالات، وعندما حاولت الخروج من المكان بسبب حالة التدافع حضر إليها المتهمون بحجة أنهم سوف يساعدونها في الخروج وتظاهروا بمساعدتها، وأثناء سيرها معهم التفوا حولها ومزقوا ملابسها وسحبوها على الأرض حتى حضرت الشرطة وأنقذتها منهم.
وقد أسندت النيابة للمتهمين ارتكاب جرائم هتك العرض بالقوة، والشروع في اغتصاب المجني عليهما، والحجز المصحوب بالتعذيب البدني وقضت بحبسهم، وهما أحمد سعيد محمد إبراهيم 27 سنة فني إضاءة، وكريم شعبان على 19عاما، ومحمد سيد محمد مصطفي 16سنة.
واقعة احتفال التنصيب
كما وقعت حالات تحرش أخرى في ميدان التحرير، أثناء الاحتفالات بتنصيب السيسي رئيسا للجمهورية، وكشفت التحقيقات أن بعض العناصر الإجرامية استغلت زحام المواطنين ووجود بعض الفتيات ضمن آلاف الشباب الموجودين بالميدان، وتحرشوا ببعضهن ومزقوا ملابسهن في محاولة من الجناة لإفساد مظاهر الاحتفال، وتمكنت قوات الشرطة بمعاونة بعض المواطنين الشرفاء من إنقاذ الفتيات وضبط عدد من مرتكبي الواقعة".
وكانت نيابة قصر النيل قررت عرض الـ 3 سيدات اللواتي تعرضن للتحرش على مصلحة الطب الشرعي.
أقوال الضحايا
وقالت 3 فتيات من الضحايا أمام المستشار عمرو عوض، بنيابة قصر النيل، "إن المتهمين كانوا يستدرجون الفتيات اللاتي يقفن بجانب المنصة بحجة حمايتهن وإبعادهن حتى لا يتعرضن للتحرش، ثم يصنعون كردونا حول الفتاة التي تتحرك معهم وبعدها يمارسون التحرش بها وتعريتها وتمزيق ملابسها ومحاولة اغتصابها.
تحقيقات مع الجناة
وعرضت نيابة قصر النيل الفتيات الثلاث على مصلحة الطب الشرعي، كما بدأت التحقيق مع 7 متهمين تم ضبطهم في 4 وقائع تحرش، وهم عمرو محمد فهيم علي 33 سنة مقيم بمركز أطفيح، وأحمد إبراهيم أحمد حسن 16 سنة منجد ومقيم في بولاق الدكرور، ومحمد علي عبدالله علي 22 سنة عاطل ومقيم في بولاق أبو العلا في القاهرة، وإسلام عصام أحمد رفاعي 20 سنة مقيم بعزبة النخل المرج، ويوسف عبد الله عبد السلام 23 سنة مقيم بالمطرية، وأحمد مجدي قناوي أبو القاسم 15 سنة مقيم في بولاق أبو العلا، وعبد الفتاح حسن عبد الفتاح 49 سنة مقيم بالوايلي في القاهرة.
زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي
ومن جانبه قام الرئيس عبد الفتاح السيسي، بزيارة الضحية التي تم الاعتداء عليها في التحرير، أثناء التنصيب، وحمل لها "بوكيه ورد" مقدما لها الاعتذار بالنيابة عن الشعب المصري بأكمله، ودعاها إلى تأدية العمرة، مستجيبا لطلبها بمصاحبة والدتها خلال رحلة العمرة.
وقال لها السيسي: "حقك علينا، معلش، متزعليش، حمد لله على السلامة، أنا تحت أمرك.. أنا آسف متزعليش، إحنا آسفين، وعايز أقولك مش هاكلم وزير الداخلية ولا وزير العدل، هاكلم كل جندي في مصر، شرطة مدنية أو جيش في كل حته، بكلمكموا أنتوا كل ضابط صغير مش ممكن أبدا هيحصل ده ويستمر في مصر، لا مينفعش كده".
وأضاف: "باتكلم على كل مصر، وبقول للقضاء عرضنا ينتهك في الشوارع وده لا يجوز، حتى لا لو كان حالة واحدة، وبقول للإعلام فيه مسؤولية علينا وإتكلمنا قبل كده علشان فيه مسؤولية على الجميع، الإعلام والشرطة والقضاء وكل راجل عنده نخوة وشهامة عيب عليك، تسيب الحالة دي تحصل حتى لو كانت حالة واحدة".
مواجهة حاسمة
كما وجه السيسي بمواجهة هذه الظاهرة بكل حسم من قبل وزارة الداخلية، وتكريم الضابط الذي قام بإنقاذ الضحية، بالإضافة إلى دعوته لتطبيق القانون بكل حسم وشدة على الذين يتحرشون بالفتيات في الشوارع.
لجنة وزارية لمكافحة التحرش
كلف الرئيس عبد الفتاح السيسي، الأربعاء، المهندس إبراهيم محلب، رئيس مجلس الوزراء، بتشكيل لجنة وزارية، يشارك فيها الأزهر والكنيسة، للوقوف على أسباب انتشار ظاهرة التحرش، وتحديد إستراتيجية وطنية لمواجهتها، تساهم فيها المؤسسات التعليمية والدينية والإعلامية والأمنية، إلى جانب مؤسسات الدولة الأخرى، بما فيها المجتمع المدني.
التحقيق مع المستشفيات
وأمر النائب العام بالتحقيق العاجل، في واقعة امتناع بعض المستشفيات الحكومية عن استقبال السيدة التي تعرضت للتحرش بميدان التحرير.
كما قرر المستشار هشام بركات، النائب العام، تكليف أعضاء النيابة العامة بسرعة الانتهاء من التحقيق في جميع قضايا تعرض الفتيات للتحرش، حيث أكدت النيابة العامة أنه لن تتكاسل في اتخاذ الإجراءات القانونية المشددة الخاصة بتقديم كل من يثبت تورطه في هذه الواقعة المشينة، وتطبيق الأحكام الرادعة حتى تأمين السيدات علي أنفسهن.