مينا ملاك عازر
مشكور الرئيس السيسي لأنه ذهب لضحية من ضحايا التحرش، واعتذر لها، رغم التساؤلات المطروحة بخصوص إشمعنى هي دي بالذات إللي راح لها؟ فهو سؤال بديهياً لكنه سخيف، فواحدة قد تجب بالجميع، ومن غير المقبول أمنياً أن يلف عليهن واحدة واحدة برغم أن كل واحدة منهن تستحق زيارة خاصة لها، على أنه أتى باللوم علينا
إذ قال إحنا إللي مش كويسين برغم تأخره للآن في التعامل مع فيديو اليوتيوب الذي طلبت منه الضحية رفعه، فهي تتأذى منه وبناتها كذلك، مشكور الرئيس السيسي فهي خطوة جريئة أكسبته الكثير من المصداقية والثقة به، وإن كنت أنتظر منه الأكثر، مشكور على ما أبداه من سرعة في رد الفعل، وإن كنت أندهش من تكريمه لرجال قاموا بواجبهم بل اراهم مقصرين، وساقول لك لماذا فيما بعد، ولكنها للأسف ثقافة شعب يشكر من سانده في ثورته وجازاه بأن يكون رئيساً، وهو يستحق.
الشرطة قصرت عندما تركت ميدان التحرير يدخله المتحرشون بالسلاح الأبيض، ذلك السلاح المستخدم في تمزيق ثياب الضحايا، وتهديد المدافعين عنهن، ومنعهم من إنقاذهن، وللأسف لم تحاسب، وإنما قصرت مثلما قصرت المخابرات الحربية في منع ثم كشف تورط حماس والإخوان في اقتحام السجون المصرية ثم عندما عاد الذي كان رئيسها واصبح وزير للدفاع
وانتصر للشعب، فكرمه الشعب وولاه الرئاسة، لا أنفي على السيسي أحقيته في الرئاسة، فقد كنت من المدعمين ولم أزل، ولكن أرجو القضاء على ثقافة تكريم من قام بواجبه، ومن تدارك تقصيره فأنقذ الموقف، وقام بواجبه متأخراً.
من ذاقت مرارة التحرش تشعر بأنها تريد الموت، تشعر بأنهم دمروها، هذا ما قالته إحدى الضحايا لمن أنقذها، دمروني، الطبيبة المنتقبة المسعفة، قالت لإحدى الضحايا خلي السيسي ينفعك، ولكن لا وزير الصحة ولانقابة الأطباء فتحا تحقيقاً مع الطبيبة ومجازاتها، ووزير الصحة لو قصر يكون تحرش هو الآخر وأكد إن السيسي مش حاينفعنا.
أعجبني السيسي حين قال قولته إن أعراضنا تنتهك في الشوارع، لم يخف من أن يهاجمه أحد ويقول له أنك بذلك تسيء للسياحة، فهو بما قال طمأن السياح والصحفيين الأجانب، وأعطى مصداقية أن المسألة بالنسبة له لم تعد أمن قومي فقط بل تخصه شخصيا، وتخص معه كل المصريين، ما يعني أنه لم يعد لحم الضحايا لحم رخيص كما كان في حال ضحايا التحرش ولانتهاك الأعراض في ميدان التحرير في عهد مرسي بل أصبح لحم غالي لأن لدينا رئيس غالي.
أخيراً، مسألة أن المتحرشين كانوا دارسين ماذا يفعلون ومنظمين، قالتها ضحية التحرش في عهد مرسي، حينما استضافها محمود سعد، ولم يتحرك أحد، والآن تحرك رئيس الجمهورية بنفسه مشكوراً على واجبه ولكن هذا يفتح لنا قضية خطيرة أن الوحيدين الذين يروا في نساءنا وأموالنا حلالاً أن تنُتهك، هم من يخالفونا الفكر ويعتبروننا خارجين عنهم وكفار
يعتبرون حتى المسلمين كفار، ومن يستطيعوا فعل هذا هم الإخوان، فلا ريب في أن الإخوان هم من تحرشوا وانتهكوا معارضات مرسي ومؤيدات السيسي، ولا شك في أن التحرش في الحالتين لم يكن مدعاه المتعة باللحم كما قالوا، وإنما هو تعذيب الضحية حتى أنه وصل بهم في أيام مرسي أن هتكوا الجهاز التناسلي للضحية بالمطواة، وقطعوه بطول عشرة غرز في عهد السيسي، أي أنه منهج انتقامي وليس تحرشاً طبيعياً، فهل يستيقظ أحد ويقتص من الإخوان المتحرشين الذين فشلوا في التحرش بعقولنا واغتصابوا وطننا فاستداروا ليستحلوا نساءنا..