عايز تكسب 1000 جنيه فى اليوم.. احجز لك مدخل محطة مترو اشحت عليه
مظهرها قد يجذب تعاطف البعض، فيما ينفر آخرون منها، فرغم أن جلستها على رصيف محطة مترو روض الفرج هدفها استدرار العطف وتسول العطاء من رواد المحطة، فإن واقعها يحمل مفارقة أخرى، تتمثل فى أن هذه الجلسة درّت عليها من الرزق ما استطاعت من خلاله تزويج أبنائها وشراء فيلا من دورين فى محافظتها المنوفية.
اعتاد رواد المترو على فتحية عبدالقادر، حفظوا أداءها، حتى إن أهالى المنطقة نسجوا حولها أساطير لم تنكرها السيدة، بل تعترف بها: «عايزين إيه، بقالى 25 سنة باشحت واشتريت بيت فى البلد، ده أقل واجب».
اعتراف السيدة الخمسينية بأنها قضت نصف عمرها فى هذه المهنة بررته: «باصرف على 3 أسر، واللى جاى على قد اللى رايح، وكله رزق من عند ربنا». «ادينى حاجة لله ربنا يكرمك».. لا تفارق الجملة لسانها، خاصة فى الأيام التى تسبق شهر رمضان، هى بالنسبة لها «موسم الشحاتة»، يزيد بدخول الشهر نفسه: «شهر آه، بس رزقه بالسنة كلها، وكفاية إنى باقدر أروح كل يوم فى رمضان ومعايا على الأقل 1000 جنيه، مقابل 300 جنيه فى أى يوم عادى».
تدفع «فتحية» عن نفسها تهماً كثيرة، يوجهها لها أهالى المنطقة، ورغم عدائهم لها فإنها لا تستطيع مغادرة المكان: «محدش بيسيب منطقة بيجيله منها رزق»، تؤكد «فتحية» أنها فى مقابل هذا الرزق الوفير «باعمل خير طبعاً أمال إيه، دا أنا باصرف على أيتام وعيانين»، ترد بها على «أحمد» أحد سكان المنطقة الذى يهاجمها من حين لآخر: «حرام عليكى الفلوس دى كلها بتوديها فين؟ دا حتى طلبة المدارس بتاخدى منهم!».