تقارير تتحدث خيانة حدثت في الموصل وتدخل إيراني
الحديث عن "خيانة" حدثت أدت إلى سيطرة تنظيم (داعش) على مدن عراقية، بينما تحدثت تقارير عن موت التقسيم القديم للشرق الأوسط حسب اتفاقية (سايكس بيكو)، مع تأكيدات عن وصول قوات إيرانية إلى العراق.
والحديث عن "الخيانة" فجره تقرير لصحيفة (فاينانشال تايمز) اللندنية سرد روايات لمواطنين عراقيين هاربين إلى أربيل الكردية، حيث استغربوا الانسحاب المفاجئ لقوات الجيش.
وتساءل المواطنون عن عدم استعداد الجيش العراقي لمواجهة مقاتلي (داعش) الذي كانت له تحركات غريبة خارج مدينة الموصل.
ونقلت الصحيفة عن شهود عيان قولهم إن بعض سكان الموصل السنة الغاضبين على الحكومة انضموا إلى قوات داعش، وأن القوة التي احتلت المدينة لم تكن تتكون سوى من بضع مئات من المواطنين، ثم التحق بها مواطنون من المدينة.
وقال بعض المواطنين إنهم حذروا قيادة الجيش حين كان مسلحو داعش على بعد 500 متر من مقر الحاكمية، ثم حين كانوا على بعد 200 متر، لكنهم لم يحركوا ساكنا.
ويخلص تقرير الفاينانشال تايمز إلى السؤال: ما الذي حصل بالضبط؟ يتساءل المواطنون . هل كانت هناك خيانة ؟، ويقول: الجواب على هذا السؤال ليس متاحا بعد، وإن كان الانسحاب المريب للجيش دون مواجهته للمسلحين يجعل البعض يعتقد أن هناك خيانة وراء ما حدث.
تحقيق مع قائدين
ومع الحديث عن الخيانة، أكد محمد العكيلي، عضو ائتلاف دولة القانون الذي يترأسه المالكي، لـ"أنباء موسكو"، أن أوامر الاستدعاء للتحقيق صدرت بحق كل من نائب رئيس أركان الجيش العراقي، الفريق أول ركن عبود قنبر، وقائد القوات البرية الفريق الأول الركن علي غيدان، عن سقوط الموصل.
وأوضح العكيلي، أن الأوامر صدرت عن مكتب القائد العام للقوات المسلحة، المالكي، قبل ساعات، لاسيما وأن القائدين العسكريين متواجدان الآن في بغداد.
وذكر، أن جهات مُختصة في وزارة الدفاع العراقية، ستجري الاستدعاء والتحقيق معهم وعلى ضوء الإجابة عن أسباب سقوط الموصل التي تم إرسالهم لها قبل سيطرة داعش عليها.
يذكر أن عبود قنبر، خدم كضابط بالجيش العراقي حتى حصل على رتبة لواء، ولم يلتحق بكلية الأركان، وفي حرب الخليج الثانية عام 1991 ، سلم نفسه للقوات الأميركية، ثم عاد إلى العراق ليخدم في الجيش العراقي من جديد قبل دخول القوات الأميركية البلاد في التاسع من أبريل (نيسان) عام 2003.
موت سايكس بيكو
وفي صحيفة (إنديبندانت)، تحدث المحلل البريطاني روبرت فيسك عن موت التقسيم القديم للشرق الأوسط حسب معاهدة (سايكس- بيكو)، زيقزل: إن الخلافة الإسلامية للعراق وسوريا قد ولدت، وقد حققها، ولو بشكل مؤقت، مقاتلو القاعدة السنة، الذين لا يعترفون بالحدود الجغرافية بين سوريا والعراق والأردن ولبنان.
ويرى فيسك أن استيلاء مقاتلي "الدولة الإسلامية في العراق والشام" على مدينة الموصل يؤكد انهيار التقسيم الذي فرضته معاهدة سايكس- بيكو بعد الحرب العالمية الأولى.
ويشرح فيسك في مقاله كيف اصبحت الموصل بعد الحرب العالمية الأولى تحت الانتداب الفرنسي ثم كيف عادت لاحقا إلى الانتداب البريطاني.
و يقول كاتب المقال إنه في الشرق الأوسط الجديد، سيزداد نفوذ السعودية على نفط المنطقة، وستقل صادرات العراق من النفط، مما سيزيد في أسعار النفط.
ويقول: إذن أصبح نفط الموصل بأيدي سنية، كذلك النفط غير المكتشف بعد تحت الأرض التي يسيطر عليها المسلحون السنة، وفي المحصلة يستنتج المحلل البريطاني
من التقسيم السني الشيعي احتمال نشوب حرب شبيهة بالحرب العراقية الإيرانية التي أودت بحياة مليون ونصف مليون شخص.
معادلة جديدة
وإلى ذلك، طرحت سيطرة (المجاهدين) السنة على مدينة الموصل مسألة ما يمكن تسميته ظهور معادلة جديدة في علاقة الولايات المتحدة بإيران؟.
وفي هذا الصدد، قال تقرير لصحيفة (ديلي تلغراف)، حسب ما نقل عنها موقع (بي بي سي) العربي إن الرئيس الأميركي باراك أوباما تعرض لضغوط الليلة الماضية من أجل التفاهم مع إيران لمعادلة الضغط الذي تشكله داعش في المنطقة.
وأشار التقرير إلى أن إيران بدأت بالفعل بإرسال وحدات مقاتلة إلى العراق للمساعدة في الدفاع عن بغداد. ويضيف: "ويعي أوباما جيدا الانتقادات التي يحتمل أن يواجهها من اليمين الأميركي في حال تحالفه مع إيران، من أنه يتخلى عن إسرائيل ومصالح الأمن القومي الأميركي.
ورداً على التقارير الغربية في شأن إرسال قوات إلى العراق لمواجهة (داعش) سارعت إيران إلى النفي، لكن الرئيس الإيراني حسن روحاني قال في مؤتمر صحافي، السبت، إن بلاده على استعداد لمساعدة العراق على محاربة داعش في إطار القانوني الدولي، معتبرا ان السيطرة على الموصل لا تعني النجاح لـ"زمرة ارهابية".
واوضح الرئيس الايراني بأن مسالة دخول قوات ايرانية الى العراق للتصدي لعناصر تنظيم "داعش" لم تطرح لغاية الآن واستبعد ان يحدث هذا الأمر، لكنه اكد في الوقت ذاته بانه "لو اقتربوا من حدودنا فاننا سنتصدى لهم بالتاكيد".