الأقباط متحدون - عجلة السيسي ... فكرتني بأيام حبيبتي بوسي ..!
أخر تحديث ٠٤:٢٨ | الأحد ١٥ يونيو ٢٠١٤ | بؤونة ١٧٣٠ ش ٨ | العدد ٣٢٢١ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

عجلة السيسي ... فكرتني بأيام حبيبتي بوسي ..!

نبيل المقدس
أنا من هواة مشاهدي برنامج صباح اون تي في , يوميا لأنها استطيع منها تجميع ما يحدث من أحداث في مصر .. وخصوصا انني لا أهتم كثيرا بالرامج التوك شو ..كفاية التوك توك اللي بيتزاحموا قدام المحل بخناقات وبكلمات سوقية مع كل زبون يريد ان يصل إلي اول الشارع ,ويصبح قريب من محطة مترو الأنفاق ... وبينما انا أشاهد هذا البرنامج اتفاجيء بخبر اشرح لي صدري وجعلني متفائلا جدا ..

فقد رأيت الرئيس السيسي بتواضعه وببساطته راكبا دراجة و يقود جمعا كبيرا من مستوي الأعمار والفئات والأجناس يرتجلون ايضا كل واحد فيهم عجلة ... كان المنظر فيه فخامة وعظمة ونهضة مصر الأصلية ... وجدت نفسي اصفق واقوم من علي الكرسي هاتفا " تحيا مصر ... مصر رجعتلنا تاني ياناس بعد غياب 40 سنة " اي من بعد ظهور هؤلاء المتشددين بدينهم الإسلامي وكأنهم هم فقط يفقهون في امور دينهم أما الباقي فهم كفار عايزين الشنق والموت .

 استمعت إلي كلمة السيسي بعد هذا المارثون الالجدي والذي له مغزي جميل يتصل مباشرة بمشكلة الوقود .. فالرئيس يعترف أنه لم يأتي بجديد وهذا تواضع منه .. فعلا اغلب دول العالم المتحضرة وغير المتحضرة يستخدمون العجل كوسيلة مواصلات خاصة لهم . وبصفتي انني زرت الكثير من بلدان العالم , قد رأيت هذه الوسيلة و لكنني لم اندهش كثيرا لأن هذه الوسيلة كانت موجوده فعلا هنا في مصر رائدة الحضارة في الخمسينات والستينات .

 عندما دخلت مرحلة الروضة في مدرسة الأمريكان .. كان والدي يأخذني وراه علي العجلة ويضع أختي امامه لغاية باب المدرسة .. اما في مرحلة الرجوع كانت فرصة لأختي ترجع مع صديقاتها ويضحكن في الشارع " لا تنسي انهن كن في اسيوط مركز الصعايدة " لكن لم يجرؤ احد أن يلقي عليهم بكلمة سيئة او يفكر حتي في ان ينظر اليهن ..كان الأمر عادي جدا . كذلك انا كنت اخرج مع اصدقائي حتي نصل إلي بيوتنا .

    كانت مدرسة الأمريكان هي المدرسة الأولي تقريبا في محافظة اسيوط .. سوف اسرد لكم أن قري اسيوط ومراكزها كانت من الأكثر القري في مصر يعلمن بناتهن .. حتي دخولهن الجامعات بالقاهرة .. وكانت البنات والأولاد ابناء القري القريبين من محافظةاسيوط يأتون بعجل .. البنات والأولاد .. وكأن الأمر عادي جدا .. وكانت جميع المدارس الحكومية والأهلية تجعل مكان خاص قريب من المدرسة لركنة العجل " جراج "  .. وكان يتم تعيين حارس مخصوص علي هذا المكان .

   حتي الموظفون والمدرسون و اصحاب المحلات  كانوا يستغلون العجل في ذهابهم ورجوعهم من اماكن اعمالهم .. واتذكر ان صديق والدي كان يعمل مدرسا و يستخدم العجلة للذهاب والمجيء إلي المدرسة من بلدة منقباد والتي كانت تبعد حوالي 15 كيلومتر من المدرسة.

   أما موزعي العيش .. فهم حكاية لوحديهم .. منظر الصبي وهو راكب العجلة وعلي رأسه 3 او 4 مشنات عيش كان روعة , واتصور انه كان اجدع من لاعب السيرك .. كان يمر من وسط العربيات وعربيات الحنطور والكارو كأنه سمكة في البحر ... كان حريصا جدا بالسليقة ... عمري في حياتي عندما كنت في اسيوط او هنا في القاهرة سمعت أن أحد من موزعي العيش وقع من العجلة او تسبب في ايقاع العيش علي الأرض ... ولوحدث هذا كانت تصير وصمة عار في حياته العملية ... وربما يفقد وظيفته ....  هذا هو الزمن الجميل .

   عندما دخلت الكلية .. أحضر لي والدي عجلة حسب وعده لي , لو دخلت أحدي كليات القمة وكان وقتها كلية الهندسة هي من اوائل المجاميع .. علي ما اتذكر كان مجموعي وقتها 72 % أدخلتني كلية الهنسة جامعة اسيوط بحكم مكان سكني وكان أول الثانوية نصيبه بالعافية 86 % .. أخذت العجلة وقمت بتجهيزها تجهيز خاص لحمل المسطرة حرف " T " والشنطة التي تنفتح علي نصفين لتسهيل وضعها علي كادر العجلة . ذهبت بها بمفردي اول يوم وثاني يوم .. وجدت نفسي انني لم استطيع أن أتعرف علي أحد من الزملاء .. تعرفت علي واحد منهم ..

ودعوته أن يركب معي لكي اوصله لأقرب مكان قريب من بيته .. انبسط جدا هذا الزميل , يوم بعد يوم ... كان عدد الزملاء يزدادون حتي أصبحنا 5 أشخاص يركبون العجلة الخاصة بي .. ولا انكر انني قضينا الخمس سنوات دراسة .. بعد الإنتهاء من الدراسة نركب عجلتي ونذهب بها وسط المدينة حيث ننزل منها جميعا ونقضي ساعة او ساعتين في مقهي مشهور علي مستوي عال .. لكي نتناقش في جميع الأمور .. وصدقوني كان بعض الزميلات يمررن نحونا ونعزمهم علي مشروبات .. كنا ابرياء وحلوين ... ولا نفكر إلا في الأمور العادية والعلمية .

    في إحدي المرات وجدي زميلا لي واقف امام العجلة الخاص بي , وسمعته " يبسبس " لها ويقول لها تعالي يا بوسي حبيبتي .. تعجبت انا وباقي الزملاء علي هذا الزميل الذي يداعب عجلتي ويناديها بـ" بوسي " وصلنا بالقرب منه وفوجئنا يزعق فينا بصوت عالي ... انتم ايه مش شافين القطة اللي تحت العجلة وهي بترضع ولادها ... طفشتوهم الله يسامحكم ... ضحكنا جدا عليه .. وصممنا أن ندعو العجلة بتاعتي بإسم " بوسي "

. وفي بعض المرات كنت اذهب إلي الكلية من غيرها لأي سبب كان . كانوا يسألوني عنها ... خير ؟؟ فين بوسي ؟؟ ... اقول لهم في وعكة صحية .. وطبعا لا اخلص من التريقة ومداعباتهم اللطيفة . لدرجة ان واحد من الزملاء كتب علي السبورة ... ننعي الزميل نبيل المقدس لوفاة بوسي " .. وقتها دخل أحد المعيدين الذي كان من القريبين لنا جميعا .. وصدق هذا الخبر .. وعرض علي ان اخرج لكي اقوم بالواجب نحو قريبتي " بوسي " .. طبعا وقفت له وشكرته وعرفته بحقيقة الأمر أن بوسي هي العجلة بتاعتي .

   شاهدت المشير السيسي .. رايت فيه الزمن الجميل مضيفا إليه نوعا من بهرات الأمور الحديثة والتي تتناسب مع اجيالنا .. وجدت فيه انه هو رجل هذا الزمان ... قريب من الشباب ... وما ابهرني هو دعوته الصريحة للبنات ان يستخدمن العجل ... متحديا الأفكار المسمومة التي وضعتها بعض الحركات الإسلامية المتطرفة في عقول المصريين .. المصري من طبيعته يعرف الأصول ويعرف حدود آدابه واخلاقه ..

نعم نحن وراك يا سيسي ليس بعجل من تحقيق اماني الشعب ... لكن نريد التقدم اولا علي اساس اخلاقي وكسر الحواجز بين الفقير والغني والمسيحي والمسلم والأهم من هذا وذاك كسر الحاجز بين المرأة والرجل .
شكرا لك يا سيسي فكرتني ببوسي .... وياريت أخذ لفة بعجلتك الجميلة .
لك النصر يا مصر وتحيا مصر .


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter