ترحيب واسع وتوقعات بدعم اقتصادي وسياسي كبير
يلتقي العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز في القاهرة، اليوم الجمعة، الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، في زيارة يقوم بها للقاهرة لعدة ساعات. ورحّبت الأوساط السياسية والشعبية في مصر بالزيارة.
صبري عبد الحفيظ من القاهرة: أفادت أنباء شبه رسمية أن العاهل السعودي، الملك عبد الله بن عبد العزيز، سيحط بطائرته في القاهرة، خلال رحلته من المملكة المغربية إلى السعودية.
الملك في القاهرة
وقال مصدر أمني بمطار القاهرة لـ"إيلاف"، إن رئاسة الجمهورية أصدرت تعليمات مشددة بضرورة تجهيز استراحة كبار الزوار، لإستقبال خادم الحرمين الشريفين.
وأكد مصدر دبلوماسي بوزارة الخارجية، إن الزيارة تبلغت بها وزارة الخارجية المصرية مساء الأربعاء، مشيراً إلى أنه لم يتم الإعداد والتنسيق لها بشكل مسبق مع وزارة الخارجية السعودية.
وأضاف المصدر ذاته الذي تحفّظ عن ذكر اسمه، لـ"إيلاف"، أن رئاسة الجمهورية أبلغت وزارة الخارجية بالزيارة، وأنها جاءت بمبادرة كريمة من خادم الحرمين الشريفين، لتقديم التهنئة للرئيس عبد الفتاح السيسي، وإظهار الدعم السعودي ملكاً وشعباً لمصر وشعبها ورئيسها، مشيراً إلى أن الملك السعودي سترافقه في الزيارة الخاطفة، مجموعة من الوزراء، والأمراء ورجال الأعمال السعوديين.
زيارة خاطفة
وأعرب المصدر عن خالص إمتنان مصر للملك عبد الله والسعودية، على الدعم غير المحدود لمصر منذ ثورة 30 يونيو/ حزيران الماضي.
وتوقع المصدر ألا يترجل خادم الحرمين من طائرته الملكية، نظراً لظروفه الصحية، وقال إن الرئيس عبد الفتاح السيسي قد يصعد إلى طائرة الملك في مطار القاهرة، ويعقدان معاً إجتماعاً، غير محدد المدة.
الدعم السعودي مستمر
وينظر دبلوماسيون مصريون إلى الزيارة بإعتبارها مبادرة كريمة من الملك عبد الله بن عبد العزيز، لإظهار الدعم السعودي غير المحدود لمصر في أزمتها.
وقال السفير محمد يوسف، مساعد وزير الخارجية الأسبق، لـ"إيلاف" إن السعودية أكبر داعم لمصر سياسياً وإقتصادياً منذ الإطاحة بنظام حكم جماعة الإخوان، مشيراً إلى أن هذا الدعم يأتي بقرار من الملك عبد الله بن عبد العزيز.
المصريون يرحبون
ولفت إلى أن الزيارة تشكل أقوى حلقات الدعم السياسي والإقتصادي من السعودية لمصر. ونبّه إلى أن مصر والسعودية تجمعهما روابط قوية عميقة وتاريخية.
وحصلت مصر على مساعدات مالية من دول الخليج، تقدر بنحو 12 مليار دولار أميركي، نصفها قدمتها السعودية وحدها، بالإضافة إلى مواد بترولية بقيمة 700 مليون دولار شهرياً.
ويتوقع مسؤولون مصريون أن تقدم دول الخليج حزمة أخرى من المساعدات بقيمة عشرين مليار دولار بحلول العام المقبل، منها عشرة مليارات من السعودية وحدها.
وقال السفير جمال السعيد، مساعد وزير الخارجية الأسبق، لـ"إيلاف" إن الرئيس عبد الفتاح السيسي أعلن أن أول زيارة له خارج مصر ستكون إلى السعودية، مشيراً إلى أن استباق خادم الحرمين الشريفين السيسي، وزيارة مصر، رغم ظروفه الصحية، تعتبر تأكيدًا لإصراره على إستمرار الدعم السعودي لمصر رئيساً وشعباً.
ولفت إلى أن الزيارة تحمل عدة رسائل للعالم الخارجي، تؤشر على عمق العلاقات بين البلدين، وتوقع أن تكون للزيارة آثار اقتصادية مهمة، سواء على مستوى تدفق الاستثمارات السعودية أو الدعم المالي والبترولي، فضلاً عن الدعم السياسي.
رسالة العاهل السعودي الى أشقائه
ودعا الملك عبد الله بن عبد العزيز، إلى مؤتمر دولي لأصدقاء مصر من المانحين، وقال في بيان له، في أعقاب فوز الرئيس عبد الفتاح السيسي، بالرئاسة، ووجه أقوى رسائل الدعم لمصر والتهديد لأعدائها، وقال: "المساس بمصر يعد مساسًا بالإسلام والعروبة، وهو في الوقت ذاته مساس بالمملكة العربية السعودية"، محذرًا قوى إقليمية ودولية من التدخل في الشؤون المصرية".
وقال: "هذا مبدأ لا نقبل المساومة عليه أو النقاش حوله تحت أي ظرف كان".
ودعا الأشقاء والأصدقاء إلى الوقوف إلى جوار مصر، وقال: "إننا من مكاننا هذا، نقول لكل الأشقاء والأصدقاء في هذا العالم إن مصر العروبة والإسلام أحوج ما تكون إلينا في يومها هذا من أمسها، لتتمكن من الخروج من نفق المجهول إلى واقع يشد من أزرها، وقوتها، وصلابتها في كل المجالات. ولذلك فإني أدعوكم جميعاً إلى مؤتمر لأشقاء وأصدقاء مصر للمانحين، لمساعدتها في تجاوز أزمتها الاقتصادية"، محذرًا من التخاذل، وقال: "من يتخاذل اليوم عن تلبية هذا الواجب وهو قادر مقتدر - بفضل من الله - فإنه لا مكان له غدًا بيننا إذا ما ألمّت به المحن وأحاطت به الأزمات".
وأضاف خادم الحرمين الشريفين موجهاً حديثه إلى المصريين: "إن المرحلة القادمة محمّلة بعظم المسؤولية التي تستدعي بالضرورة من كل رجل وامرأة من أشقائنا شعب مصر، أن يكونوا روحاً واحدة، وأن يكونوا على قدر من المسؤولية والوعي واليقظة، وأن يتحلوا بالصبر، وأن يتحملوا في المرحلة القادمة كل الصعاب والعثرات، ليكونوا عوناً لرئيسهم بعد الله، فمن يسبق يأسه صبره سيجلس على قارعة الطريق يلوك الحسرة والندم، وحاشا لله أن يكون ذلك. فوعي شعب مصر قادر - بإذن الله - على العبور بها فوق كل العوائق والصعاب، ليتحقق ما نصبو إليه جميعاً من أمن هو عماد الاستقرار لشعب مصر الشقيق بعد الله".
ودعا خادم الحرمين السيسي إلى تقبل الرأي الآخر، وإعمال الحوار، وقال: ""ليكن صدرك رحباً فسيحاً لتقبل الرأي الآخر مهما كان توجهه، وفق حوار وطني مع كل فئة لم تلوّث يدها بسفك دماء الأبرياء، وترهيب الآمنين، فالحوار متى ما التقى على هدف واحد نبيل، وحسنت فيه النوايا، فإن النفس لا تأنف منه ولا تكبر عليه".