الأقباط متحدون - أهمية «العساكر» يا ناس
أخر تحديث ٠١:٢٤ | الثلاثاء ٢٤ يونيو ٢٠١٤ | بؤونة ١٧٣٠ ش ١٧ | العدد ٣٢٣٠ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

أهمية «العساكر» يا ناس

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

 محمود خليل
رقيب شرطة اسمه «محمد كامل» أصيب فى تفجير مديرية أمن القاهرة (يناير 2014) بارتجاج فى المخ، وعمى فى عينه اليمنى، ورؤية ضبابية فى عينه اليسرى، وجروح فى وجهه استدعت 200 غرزة، وضيق فى القصبة الهوائية، علاجه يتكلف 40 ألف جنيه، وترفض وزارة الداخلية تحمل هذه النفقات، على حد روايته التى نشرتها جريدة الوطن يوم الخميس (19 يونيو 2014). من المؤكد أن هناك حالات عديدة من أفراد الشرطة يعانون مثلما يعانى «محمد كامل» لكن أصواتهم لا تصل.

كنت أتوقع اهتماماً أكبر بشهداء ومصابى الشرطة بعد الزفة الإعلامية التى رافقت الأحداث الإرهابية التى شهدتها البلاد خلال الأشهر الماضية، والأحاديث التى سكبتها الألسنة حول الوطنية والتغزل فى التضحيات التى قدمها جنودنا وضباطنا من أجل حماية الشعب من مخاطر الإرهاب، لكن وزارة الداخلية لم تكن على مستوى الحدث ولم تتعامل مع ضحايا الدفاع عن الوطن بما يليق بهم، رافعة ذلك الشعار الذى كان يردده قديماً «قس بن ساعدة» حين كان يقول: من عاش مات.. ومن مات فات.. وكل ما هو آت آت!

رقيب الشرطة المسكين الذى يعانى تلك القائمة من الإصابات التى ذكرتها تبخل عليه وزارة الداخلية بالعلاج، وتشح يداها عن إنفاق 40 ألف جنيه لإجراء الجراحة اللازمة له، رغم أنها وزارة غنية جداً، فالصناديق الخاصة التابعة لها تحصد مليارات الجنيهات كل عام (تقدرها بعض التقارير بـ30 مليار جنيه)، ولن يضير الوزارة فى شىء أن تخصص جزءاً يسيراً منها لحل مشكلات الرتب الصغيرة التى توضع دائماً فى وجه المدفع، وتكون أكثر عرضة من غيرها لنيران الإرهاب.

«محمد كامل» شأنه شأن كثيرين من أفراد الشرطة الذين يتحملون العبء الأكبر فى حماية المواطن، لا لشىء إلا لأن موقعهم دائماً ما يكون فى الشوارع وبين الناس وأمام المبانى العامة والخاصة، وليس كغيرهم ممن يعيشون فى الغرف المكيفة ويتمترسون بالدروع وكذلك بالبشر عندما يتحركون فى الشوارع، هؤلاء يا سادة هم «العساكر» الذين يحتشدون فى مواجهة الصعب، وأربأ بوزارة الداخلية أن تتعامل معهم كما يتعامل اللاعبون مع «عساكر» رقعة الشطرنج. فأسهل شىء بالنسبة لمن يمارس هذه اللعبة أن يضحِّى بـ«العسكرى»، ناسياً وهو يفعل ذلك أمرين، أولهما أن التضحية بالعساكر تعنى كشف ظهر الوزير والملك، وثانيهما أن العسكرى يمكن أن يتحول إلى ثروة حقيقية إذا تمكن من ترقيته فى نهاية الدور.

من مصلحة هذا الوطن أن يتعامل مع «عساكره» بما يليق بهم من احترام، لأن هؤلاء هم مصدر الحماية الحقيقى له، وإهمال مؤسسات الدولة -وخصوصاً الداخلية- فى رعاية «محمد كامل» وأمثاله تعطى للمجموع الذى يوشك على الانخراط فى صفوف الشرطة مؤشراً شديد السوء عن الطريقة التى سيتم التعامل بها معهم. حتى متى يدفع «البسطاء» من أهل هذا الوطن فاتورة حساب ما يأكله الكبار؟ حماية عساكر الوطن هى الأصل فى حماية الوطن.. وفى انتظار مبادرة من وزير الداخلية لعلاج «محمد كامل»!
نقلآ عن الوطن


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع