بقلم : د.ممدوح حليم
تزلزلت مصر في ثورة 25 يناير، وامتدت الزلزلة إلى السلطة الدينية والحالة الدينية. لم يعد بمقدور سلطة مدنية أو دينية أن تتسلط على الشعب فقد ضعفت السلطة في مصر بمعناها العام والخاص.
لم يعد المصريون يكترثون كثيرا بالدين كما كان الأمر قبل ثورة 25 يناير. تشير بعض التقارير إلى أنه يوجد في مصر حاليا نحو 2 مليون ملحد. يقول المثل: " كل شيء زاد عن حده انقلب لضده". إن هذا ينطبق تماما عن الحالة الدينية التي كان مبالغا فيها في العقود الماضية.
وفي 30 يونيو الماضي، انهارت جماعة الإخوان المسلمين شعبيا بعد أن ظلت لمدة 85 عاما رمزا للنقاء والدين. صار الناس لا يثقون في من يتمسحون بالدين وقل حماسهم للدين نفسه. لقد انهار صرحا دينيا ضخما ً أمامهم هو جماعة الإخوان.
وانفجرت طاقة العنف لدى الشعب سياسيا واجتماعيا، ولم يعد الكبت سيد الموقف، ومن ثم قلت وانخفضت المشاحنات الدينية نسبيا. لم يعد الأقباط العدو الأول للتيارات الدينية المتشددة بل الجيش والشرطة.
لم يعد الدين الفاعل الأبرز في الحياة المصرية بل صارت هناك اهتمامات سياسية واجتماعية، وانخفض الشعور بالقهر مما قلل من الاحتياج للدين رغم تدهور الأحوال الاقتصادية. من المعروف أن الشعوب تلجأ للدين كمحاولة لتخفيف آلامها، وقد قال كارل ماركس: "الدين أفيون الشعوب".