القس جرجس عوض
رسالة الي الملحدين هل مات دارون ملحدا ؟؟ ولِد تشارلز روبرت داروين في 12 فبراير 1809م من أب طبيب وأم غنية، وعندما دخل المدرسة كان شغوفًا باقتناء الحيوانات والحشرات والزواحف وشغوف بالتجارب الكيميائية مما أثر في دراسته، فاتهمه مدرسوه بأنه متبلد الذهن، وعندما ألحقه والده بكلية الطب باسكتلندا ورأى غرف العمليات وجثث الموتى كَرِه الكلية وتركها بعد عامين
فأرسله والده إلى كلية اللاهوت في كامبريدج في أكتوبر 1827م فحصل على المؤهل بعد ثلاث سنوات إكرامًا لوالده، وقال عن هذه السنوات أنها كانت مضيعة للوقت، احب داروين دراسة التاريخ الطبيعي، وقد أمضى داروين السنوات الطويلة في بحث النباتات والحيوانات وعظامها، وانتهى إلى نظرية \"الانتخاب الطبيعي أو \" البقاء للأصلح فالكائنات التي تكيفة تلقائيًا مع البيئة هي التي استمرت وعاشت وتكاثرت. أما الكائنات التي فشلت في التوافق مع البيئة فقد ماتت وانقرضت، وعلى مدار ملايين السنين تطوَّرت الأنواع الأدنى، وأن الإنسان هو ثمرة تطوُّر الأنواع الأدنى..
واعترض على القائلين بأن الله خلق الطيور الجميلة والأسماك البديعة، وأرجع هذا للانتقاء الجنسي، فالذكور القوية الجميلة من الطيور والحيوانات هي التي تستأثر بالإناث وتنجب جيلًا قويًا، أما الذكور الضعيفة فمصيرها للإنقراض. ألَّف دارون أكثر من عشرة كتب، ولكن كتابه \" أصل الأنواع\" The Origin of Species الذي أصدره سنة 1859م قد أثار ضجة كبيرة، وقد طبع منه 1250 نسخة
وفي اليوم الأول لصدور الكتاب نفذت كل النسخ، رغم أن النسخة كانت تقع في 490 صفحة، وهذا يوضح مدى تجاوب المجتمع مع فكر داروين. وقد نكر داروين في كتابه هذا ثبات الأنواع، أي أن الله لم يخلق كل الكائنات حسب تك 1وقال ان الطبيعة تخلق كل شيء ولا حد لقدرتها على الخلق وان كل ما فعله الله هو أنه أبدع جرثومة واحدة، وهذه الجرثومة أخذت تتفرع وتتنوع عبر ملايين السنين، وبذلك نسب داروين خلقة الكائنات الحية( للطبيعة) ويعتقد دارون أن الإنسان تطور من سلالة القردة ومع مرور السنين وفي أواخر حياته اعتزل داروين في البحث
وتفرغ لكتابة مذكراته، وقالوا عنه أنه ظل متمسكًا بعقيدته المسيحية، شغوفًا بقراءة الكتاب المقدَّس، حتى أن " الليدي هوب" إحدى شريفات إنجلترا عندما التقت به وجدته يقرأ الرسالة إلى العبرانيين، وتقول الليدي هوب " فلما دخلت عليه وجدته جالسًا على فراشه.. وكان يشخص ببصره إلى الغابات وحقول الحنطة، فسرَّ عندما دخلت عليه وأشار بيده الواحدة إلى النافذة التي كان ينظر منها إلى ذلك المنظر البديع، بينما كان يمسك بيده الأخرى الكتاب المقدَّس الذي كان يطالع فيه على الدوام مدة ملازمته الفراش، فلما جلست بجانب فراشه سألته ماذا تقرأ يا أستاذ؟ فأجابني: العبرانيين وهو السفر الملوكي، ألا ترينه ملوكيًا وعظيمًا بحق؟ ثم وضع إصبعه على بعض الأعداد وأخذ يقرأ ويشرح
فأشرت إلى بعض أفكار الناس عن الإصحاحات الأولى من سفر التكوين، فظهر عليه الملل والضجر وحرك أصابعه بسرعة وانفعال، وقال بصوت الحزين الآسف {لما كنت صغيرًا لم يكن لي فكر خاص، فنبذت عني كل المباحثات والأسئلة والظنون وكنت أتعجب كل الوقت من كل شيء، ولزيادة دهشتي انطلقت أفكاري هذه كالنار بين الناس وسرعان ما كونوا منها دينًا غير ديني وعقيده غير عقيدتي ثم صمت ونطق بجمل مختصرة عن قداسة الله وعظمة الكتاب المقدَّس وهو ينظر إلى الكتاب الذي بيده ويشير إليه" (3).
ثم قال داروين لليدي هوب وهو يشير إلى الحديقة: إنني أملك بيتًا صيفيًا، فأرغب إليك من كل قلبي أن تذهبي إليه، اريد ان بيتي يتحول الي كنيسة أعرف أنك تعقدين اجتماعات دينية في القرى لقراءة الكتاب المقدَّس، فآمل أنك غدًا بعد الظهر تعقدين اجتماعا للعمال الذين يشتغلون هناك، وعندما سألته: هل أخاطبهم عن.. قاطعها قائلًا: يسوع المسيح وعن خلاصه.
أليس هذا أفضل موضوع، وطلب منها أن ترتل معهم على الموسيقى، وقال: إذا ابتدأت بالاجتماع الساعة الثالثة بعد الظهر، فإن هذه النافذة ستكون مفتوحة، وتأكدي إني أشترك معكم في التراتيل (من كتاب الإخاء والسلم بين الدين والعلم ص 60، 61). ومات داروين يوم 19 أبريل 1882م، وفي 24 أبريل شُيعت جنازته في موكب ضخم من المؤيدين والمعارضين، وحمل جثمانه عشرة من كبار العلماء منهم اثنان من العائلة الملكية، ودفن في مقبرة الخالدين بكنيسة وستمنسر بجوار إسحق نيوتن، وبينما امتدحه الكثيرون، زمَّه الآخرون، وفي مقارنة الدكتور كمال شرقاوي غزالي بين داروين وأتباعه قائلًا" لم يفقد داروين نفسه في سبيل نظرية التطوَّر، ولم يتنحى عن عقيدته الأصلية المسيحية
كما فعل كثيرون مما أُعجبوا وفتنوا بنظريته.. كان البعض من المفتونين بسحر النظرية يساهمون في تفسير بعض الأمور المتعلقة بها، فعملوا على إدماج الفروض العلمية في هيئة دين، ومن هنا نمت شجرة الكُفر والإلحاد، واستهوى ذلك الكثيرين ليستظلوا بظلها أمثال أبسن، وويلز، وبرجسون، وبرناردشو\" (5) نظرية دارون بين القبول والرفض اولا ان نظرية التطور هي نظرية وليست حقيقة علميا ثابتة
ثانيا لا يوجد دليل قاطع بان اصل الانسان منحدر من مجموعة قرود الشمبانزي سوى التشاب فقط مع الاختلاف الحوهري في عدد الكروموسومات في القرده الشمبانزي46. وفي الانسان 48 كروموسوم ثانيا هناك حلقة مفقودة بين الانسان والقرود ربما تقدر مدتها بحوالي 25 الى 30 مليون سنة حسب راي العلماء والسبب عدم وجود متحجرات تخبرنا ماذا او كيف حدث هذا التطور ؟
بحسب علم الحفريات ثالثا لم يوضح داروين كيف ان الخلية الاولى تكونت ثم اختلفت مع الخلية التي تشابهها ؟ وكيف تطورت الى ان اصبحت كائن اخر
رابعا ان علماء الاحصاء يصرحون ان عملية خلق خلية من الطبيعة في عملية صدفة وتطورها الى مرحلة الانسان الذي يملك وعي بدرجة وعي الانسان هي صفر. كيف يخلق الوعي من الا وعي ويصف احد المعارضين لنظرية التطور ان الايمان بصحة نظرية التطور هو كالايمان من ان هبوب عاصفة على انقاض من كومة حديد يتولد منها طائرة بوينك 747 العملاقة.
خامسا لا يمكن ان يتولد من خلية واحدة تولدت بالصدفة هذا النظام المعقد الموجود في الكون ، ولا يمكن فعل اللاانتظام يولد حالة النظام يستمر بلايين من السنين دون حصول فعل حالة لا نظام مرة اخرى يلغي حالة الانتظام الاولى.
سادسا بعدما ادرك مؤيدي داروين ان مبدا انتخاب الطبيعي هو خاطئ و ان مقولة لامارك (ان الصفات لا تنقل الا عن طريق DNA الصيغة الكيميائية لشفرات الوراثة ).
وان شريط الـ DNA البشري مختلف تماما عن كل الكائنات الحية بل لكل فرد شفرة خاصة قاموا بادخال مفهوم الطفرة الوراثية . لكن الابحاث تقول ان الطفرة الوراثية لابد تترك اثر سلبي على الشفرات الوراثية عوضا ان تجلب له صفة وراثية جديدة مفيدة كعامل تقوية. فالاحياء الذين تحصل عندهم الطفرة الوراثية هم مشوهين ضعفاء يزولون بسرعة.
سابعا كيف يكون هذا المخلوق الرائع والمفكر والمبدع والخلاق اصله قرد او جده شمبانزي اننا كمومنون بالله الخالق ننظر الي انفسنا ونقول اصل وجودنا هو الله مش الشمبانزي ولكل انسان له الحق ان ينظر الي نفسه كما يشاء القس / جرجس عوض راعي الكنيسة المعمدانية شبرا