بقلم: إبراهيم عيسى
تستهوينى دائمًا تعبيرات من نوع «عجلة السلام» و«دفع عجلة السلام فى الشرق الأوسط» و«عملية السلام فى المنطقة»، وأسأل نفسى طيب افرض لو عجلة السلام انخرمت ونفّست وفسّت(!!) ماذا سيحدث للشرق الأوسط؟ ثم حتى لو دفعنا عجلة السلام فلا أحد يسأل نفسه ندفعها فين؟ فى أى اتجاه؟ وكيف ندفعها؟ وهل هناك من يدفع «العجلة»؟ إن التعبير الأدق هو «من يقود العجلة»..
لكن المفروض طبعًا أن العرب لا يقودون، هم فقط «يدفعون» أو «يزقّون زوبة زقّة»، أما تعبير «عملية السلام فى المنطقة» فهذا أيضًا من التعبيرات الرنانة الجميلة التى حين أفتكرها أفتكر عملية اللوز.. ولى صديق يفتكر معها عملية البواسير (وكل واحد وما آلمه)
لا أحد يتكلم عن هذه العملية، وما نوع العملية؟ هل هى عملية تهريب مخدرات؟ أم عملية مخابرات؟ أم فعلاً عملية لوز (؟!) ومن الذى يجرى العملية؟ طبيب أم تومرجى!! فيه مخدر أم لا؟ ومن الذى تجرى «فيه» العملية؟
إن إطلاق مثل هذه التعبيرات المبهمة الغامضة وجعلها القاعدة فى التعامل الإعلامى مع قضية فلسطين بدأ مع وزير الخارجية الأمريكى هنرى كسنجر الذى تمكن -بإبداع ودهاء يدعوان إلى الاحترام- من أن «يتوِّه» الموضوع فى هذه الكلمات التى لا أصل لها ولا فصل..
و«مطرح ما تحط رأسك حط رجليك» فقد صدقنا هذه التعبيرات والمصطلحات وجرينا وراءها، هكذا بدون بصر أو بصيرة، لهذا أندهش جدًّا ممن يسعون فقط إلى الكلام عن السلام دون أن يحددوا لنا أىّ سلام يريدون؟ نتنياهو مثلا يريد السلام الإسرائيلى.. نحن، ماذا نريد؟ السلام القائم على العدل، أم السلام الذى ينتظر عَدَل العانس (!!)
نقلآ عن أونا