بقلم - نوري إيشوع
منذ إيام، قرأتُ في جريدة محلية ناطقة بالفرنسية، بان محكمة أمريكية أدانت شخصا بتهمة قتله كلباً بريئاً قصدا و حكمت عليه بالسجن لمدة 24 شهراً إي سجنه لمدة سنتين! استوقفني هذا الخبر الحزين و بدأتُ اهز برأسي معترضاً، كيف لإنسان عاقل، ناطق أن يقتل كلباً عن سبق إصرار و ترصد؟ كيف لإنسان أن يزهق روحاً و ينهي حياة كائناً حياً و خاصةً كلباً يدعونه الحارس الأمين؟
بينما في بلدي الكلاب هي التي تقتل، تغزو، تسلب، تغتصب و لها ربٌ تكبر له و هو نفسه الذي يحميها و يشرعن لها كل هذه الجرائم البشعة وقضاة ومحامي الكلب المقتول لا يحركون ساكناً! في بلدي المدافعين عن الكلب المقتول هم انفسهم الذين سمحوا للكلاب أن تصول و تجول في بلدي و تقوم بارتكاب أكبر الجرائم و أفظعها و هؤلاء هم الذين يغطون تلك الجرائم تحت خيمة العدالة الدولية، الذين دافعوا عن الكلب المقتول و حكموا على القاتل بالسجن لسنوات، هم أنفسهم الذين أطلقوا قيود الكلاب المتوحشة من سجون الظلمة لينشروا الرعب بين أهلي و سرقوا مستقبل أطفاله و دفنوا أحلامه، نهبوا ثرواته و محوا معالمه الأثرية و طمسوا تاريخه، جوعوا شعبه و سلبوا ارزاقه!
هم أنفسهم الذين سنوا قوانين الأرهاب و دفعوا بوحوش الغاب لاغتصاب عذراء و هتك عرض مسنة و اهانة مسن! هم أنفسهم الذين شحذوا انياب هذا المارد و ملأوا بطنه و سلموه أدوات الموت ليحصد بها أرواح ألأبرياء في سوريا و العراق و مصر و في اغلبية البلدان و خاصة الدول العربية و الأسلامية لانها التربة الخصبة للعمالة و الخيانة، لانها تعودت على الأهانات و الرذالة، ديدنها الجنس و المال! لانها دول مستعبدة منذ فجر نشأتها، دول تكن العداوة للإنسانية، تحلرب الحق و تقمع الحريات، دول لا تحب العلم و المعرفة و لم تكن الا أمم و دول تعيش على تربية الجمال و رياضتها المفضلة كانت ركوب الحمير!
الذين حكموا على الانسان لجريمة قتله كلباً كما وصوفها، هم أنفسهم الذين زرعوا اسرائيل و رسموا لها خريطتها من الفرات الى النيل وذلك بتوقيع من آل سعود ومن دول الخليج و لا زالوا يحاربون عنها و أمطروا على اعدائها إرهابا و تطرفاً وحجارة من سجيل!
يا لمهزلة القرن الحادي و العشرين! يُعاقبون الانسان على قتل كلب بينما يدفعون الكلاب الى القتل الوحشي باسم إله دموي، حاقد، لا يعرف الرحمة و الشفقة لانه ابليس وابن ابليس! المحزن المبكي هو ان عالمنا، أضحى غابة موحشة يحكمها الكلاب و المرتزقة!
* أليس من حقنا أن نقول بأن القانون الدولي هو قانون الكلاب؟ و قضاته و حكامه هم كلاب أولاد كلاب؟* مع احترامنا الكامل للشرفاء الذين خمدت أصواتهم و بلعوا السنتهم حفاظاً على حياتهم!؟
وصرخوا بصوت عظيم قائلين حتى متى ايها السيد القدوس والحق لا تقضي وتنتقم لدمائنا من الساكنين على الارض""رو: 6-10