شهدت أولى جلسات البرلمان العراقى اليوم الثلاثاء، فشلا ذريعا وإحباطا لأى أمال معقودة لخلق حل سياسى مناسب ينقذ العراق من أتون الحرب الأهلية، والتى بدأت إرهاصاتها بعد اجتياح داعش لمدن الشمال العراقى، واقترابها من العاصمة بغداد، وأخيرًا إعلانها الخلافة الإسلاميةـ وعلى رأسها أمير الحركة أبو بكر البغدادى.
وتابعت صحيفة الجارديان البريطانية كواليس الجلسة الأولى التى شهدت مشادات ومناوشات بين كل من الأعضاء الممثلين لطائفتى السنة والأكراد فى جهة ضد الأعضاء من الكتلة الشيعية الموالين لرئيس الوزراء الحالى المالكى، فقد أصر ممثلو الأكراد والسنة على اختيار رئيس وزراء جديد قبل الإعلان عن رئيس مجلس النواب، الأمر الذى استثار النواب من الكتلة الشيعية.
وترى الجارديان أن الذى حدث كان متوقعا بعد أن كشف الأكراد عن نيتهم الانفصال عن العراق، والاستقلال بمنطقتهم، كما صرح حاكم الإقليم الكردى مسعود برزانى، كاشفا عن استفتاء بعد عدة شهور فى الإقليم على الانفصال عن العراق، مشيرا إلى تدهور الأحوال فى العراق إلى درجة تهدد الأكراد.
وأثارت النوايا الكردية النواب من الكتلة الشيعية، معتبرين الأكراد خونة للقومية العراقية، ومتجاهلين الأخطاء التى قام بها نورى المالكى، أثناء ولايته، وكانت مسئولة عن تأجيج الشعور الطائفى بين جماهير الشعب العراقى، لتشهد أول جلسة اليوم انسحاب النواب السنة والأكراد، مما أدى إلى انهيارها.
ويضع هذا الفشل أمريكا فى موقف صعب بعد اشتراطها التدخل العسكرى، مقابل إيجاد حل سياسى أولا، واستبدال رئيس الوزراء المالكى بشخصية سياسية جديدة تحظى بقبول الجماهير المختلفة فى العراق.
وذكر تقرير الجارديان أن فشل الجلسة البرلمانية الأولى تزامن مع تقرير الأمم المتحدة عن الأوضاع فى العراق، منذ اجتياح حركة داعش للمدن الشمالية منه، موضحا أن عدد القتلى حتى الآن وصل إلى 2417 مواطنا و2287 جريحا، مشيرة إلى احتمالية تضاعف هذا الرقم إذا لم يتم احتواء الأمر.