"داعش"، أربعة حروف تشير إلى دولة إسلامية في العراق والشام، كانت سوريا والعراق هي غاية الحركة، تريد أن تستحوذ عليها لتكوين دولة صغيرة تكون التمهيد لإقامة دولة أكبر فيما بعد، لكن لا يوجد سقفًا للأطماع، فقد نشرت الحركة خريطة توضيحية مؤخرًا تشير إلى توسع الدول التي تسعى إلى الاستحواذ عليها، وتكون أكبر من نصف دول الكرة الأرضية.
ربما أصاب "داعش" الغرور بما يذاع على شاشات الإعلام حولها، فأعلنت أمس، إقامة الخلافة الإسلامية ومبايعة رئيسها أبوبكر البغدادي، خليفةً للمسلمين، وتسعى الحركة لإلغاء كلمتي العراق والشام من اسمها لتصبح، دولة إسلامية فقط، والخريطة التي نشرتها تعد امتدادًا لهذا القرار بإقامة الخلافة الإسلامية.
"داعش" تتبع الفكر السلفي الجهادي، الذي يهدف إلى ما اسموه بالفتوحات الإسلامية، وهو تنظيم يتكون من جنود لهم جنسيات مختلفة أغلهم من الرجال، ونواة تأسيس التنظيم جاءت من تنظيم القاعدة، وجبهة النصرة، ودولة العراق الإسلامية.
اختار تنظيم "داعش"، اللون الأسود ليكون الثمة الأساسية للحركة، فلون العلم أسود ولون الخريطة وتقسيمها أسود، ووفق خبراء علم النفس فإن اللون الأسود في الثقافات العربية يشير إلى الخوف والتمرد والفوضى والوحدة والحزن.
غيرت "داعش"، من خريطة العالم فضمت دول وفرقت أخرى، والتقسيم الجغرافي ليس هو التغيير الوحيد، وإنما أعادت داعش تسمية تلك البلاد بأسمائها القديمة، فآسيا أصبحت خوراسان، ومصر وجزء من السودان وليبيا أصبحوا أرض الكنانة، والسودان ودول وسط وجنوب إفريقيا، أصبحت أرض الحبشة، ودول الجزائر وتونس والمغرب أصبحت دولة واحدة تحت اسم المغرب، واليمن كما هي مع العراق وأوروبا، بينما سوريا ولبنان أصبحا الشام، والسعودية، بلاد الحجاز، وتركيا أصبحت الأناضول، وإسبانيا أصبحت الأندلس.