نعيم يوسف
لم تنتهي معاناة الأقباط عن حد ترك الدولة والرئيس وتخليهم عنهم بل أمتد الأمر إلى أن النخبة القبطية والكنيسة نفسها عنهم وعن مشاكلهم، واهتموا بشؤون أخرى وفي نفس الوقت تركوا الأقباط فريسة للمتطرفين والمتشددين يقتلون ويخطفون من يشاؤون منهم في وضح النهار..
وخلال الفترة الأخيرة اهتمت النخبة القبطية بمعارك مثل قانون التظاهر والمطالبة بعدم تطبيقه كما أنشغل، والإفراج عن المعتقلين، وضرورة تطبيق قوانين الحريات في المجتمع –وهذه أمور طيبة- إذا كان هناك توازنا في المطالب بمعني أنك تطالب بهذه، ولا تنسى الشباب القبطي الذي يتم خطفه وقتله، ولا تنسى أيضا الفتيات اللاتي يتم خطفهن ويجبرن على تغيير دينهن.
و آخرون بمدى قسوة أحكام الإعدام التي صدرت على مجرمي جماعة الإخوان المسلمين، في نفس الوقت الذي لم يتحدث فيه هؤلاء عن أحكام الإعدام التي نفذت فعلا في أقباط تم خطفهم ولم يجدوا "فدية" يدفعونها للإرهابيين...
ومجموعة أخرى من النخبة هي التي اهتمت بمشاكل الأقباط، ولكنها استغلت ذلك للضغط على أجهزة الدولة لتحقيق مصالح شخصية، في البرلمان القادم، وطمعا في بعض المناصب في الدولة الجديدة وبالتالي فمشاكل الأقباط هي الورقة التي تسبب صداعا للدولة وإذا ما تم إطعام هؤلاء ببعض المناصب فسوف تستريح الدولة من صراخهم وعويلهم... أو هكذا ظن هؤلاء!
أما بالنسبة للكنيسة... فحدث ولا حرج... فعندما تقع مشكلة طائفية في مكان ما أسوأ ما يكون هو تصرف قيادات الكنيسة، فبعد أن اختصرت الدولة الأقباط في رجال الإكليروس، يتم الصلح في المشاكل الطائفية بين "الكهنة والشيوخ" في حضور أصحاب المشكلة الأصليين!!! بل ويتم الضغط –من جانب الكهنة- على الطرف القبطي للتصالح، في مقابل علاقات تقام بين أجهزة الأمن والكهنة، وهو الأمر الذي يعتقدون أنه ربما يحميهم والأقباط من مشاكل أخرى، ولكن من افتعل المشكلة يعرف أنه لن يعاقب!!! "ومن آمن العقاب أساء الأدب".
أما رأس الكنيسة وهو البابا تواضروس، فكان الله في عونه، فهو لديه العديد من الزيارات الرعوية الخارجية التي تستغرق أسابيع في الخارج، ولكنه حتى الآن لم يقم بزيارة رعوية إلى الأقباط الذين يعانون في الصعيد!!! ولعل المانع خير!!! ... وفي النهاية لا توجد سوى كلمة واحدة فقط أوجهها للأقباط –العاديين- وهي: "ملعون كل من يتكل على ذراع بشر".