بقلم :د. ابراهيم زخاري
سبق ونشرت مقال في موقعكم وارغب في نشر هذا المقال اذا وجدتموه يتناسب مع سياستكم التحريريه وشكرا عنوان المقال عن فتنة المقطم اتحدث عن فتنة المقطم روعني ان أري مثقفين اقباط او هكذا يدعون يكيلون كل هذا القدح والتحقير لأسقف المقطم وهناك من اتهمه بالجهل وهناك من اتهم كنيستنا بانها من رحبت بالغزو العربي نكاية في اخوة لنا في المسيح وهذا الاخير نصب نفسه مفكرا ومنظرا لاهوتيا وسياسيا (الاتنين مع بعض) ولا يقبل اي نقد ويتهم من يناقشه بالجهل والسطحيه رغم انه في طرحه هذا عن الكنيسه أخجل السطحيه نفسها وجعلها تتواري من سطحيتهز هذا الشخص وان كان ابن بار للكنيسه وله اسهاماته القويه والفاعله في شان الاقباط وقضاياهم وانا شخصيا اتعلم منه الكثير الا انه اول من يمارس جلد الذات وجلد الكنيسه في مواقف كهذه ففي احد المرات سمعته في مداخله تليفزيونيه يتهم الكنيسه الارثوذكسيه بالعنصريه والتمييز ضد الإناث لانها تقوم بمعمودية الطفل الذكر بعد اربعين يوما والبنت بعد ثمانين يوم في جهل واضح منه بشريعة التطهير في العهد القديم ومعناها وترتيبها ولم يكلف نفسه وهو الباحث البحاثه بالقراءه والتحري او حتي سؤال مدرس مدارس أحد لكن كيف وعلي من نستل السيوف لكي نبدو عقلانيين وليبراليين.
ويتنطع أحدهم بأن كنيستنا تقطع جسد المسيح وتفتت أوصاله وأننا المسؤلين عن إنشقاق الكنيسه قديما وضد وحدتها حديثا وفي مسألة الشقاق هذه تحديدا انا لا اعفي احد من المسؤليه ولكن من معطيات الواقع والتاريخ فكنيستنا كانت الاقل اخطاءأ والأكثر حرصا علي الوحده والتعليم الرسولي فهي التي سعت ولازالت لازالة اسباب الخلاف وكنيستنا هي التي حرمت إبنها البار والفذ اوريجانوس المعلم اللاهوتي الاعظم لانها انحازت لسلامة التعليم علي حسب الاسماء والاشخاص هكذا اجتهد اباؤنا وهكذا ارتأوا واختلف او اتفق معهم كما تشاء.. أما مسألة اننا رحبنا بالغزو العربي نكاية في اخوة لنا في المسيح فهو اتهام أحقر من ان يرد عليه وكان الباحث الذي يوحي اليه لم يقرأ ماذا فعل هؤلاء الاخوه بنا من قتل وتنكيل... يا أخي اسال نفسك من المقوقس (سايروس)؟ وكيف كان قائد ديني وقائد عسكري ( الاتنين مع بعض زيك تمام) ولماذا كان الأنبا بيامين مختبأ ومطارد في صحاري مصر ثلاثة وعشرون عاما هربأ من إخوته في المسيح اسال نفسك من الذي أرسل عذاري اقباط هدايا للجزيره العربيه هل كان الانبا بنيامين؟ ولماذا نحن وكنيستنا الملومون دائما ؟؟ الأ تذكرون الاخ القس بن القس رفيق حبيب او القس إكرام لمعي حين تبدي لنا واطل علينا من علي شاشة فضائيه سلفيه أيام ظهور العذراء في الوراق وقال ما قاله في الخمر عن تفاهة الأرثوذكس وتخاريف الأرثوذكس وهشاشة عقيدة الأرثوذكس وهكذا فعل وقال اخيه في الرضاعه القس رفعت فكري ثم نسأل أنفسنا لماذا تريدون فتح كنائسنا لتعاليم لا زالت محل خلاف ولا يفتح غيره ابوابه لنا بنفس الطريقه..وهنا ومن اجل الحياد لابد من الاشاره لوجود خدام للمسيح ومحبين مثل القس سامح موريس .
ولكي لا يزايد أحد علي محبتي واشتياقي للوحده الكنسيه كشأن اي مسيحي صادق في ايمانه فانا يا ساده رغم أنني أري أن الايمان المسيحي الأرثوذكسي إيمان سيلم وقويم وعن قناعه شخصيه وبحث وأنا واولادي غير مستحقين اخذنا بركة ان نكون شمامسه في الكنيسه وأعتز وأسرتي بكل الترتيب والتعليم والطقس الارثوذكسي و رغم ذلك فانني كل اربعة او خمسة أحاد في كنيستنا أصطحب زوجتي واولادي للصلا ه في كنيسه اخري فقد ذهبنا لكنائس لوثريه ومعمدانيه والميثوديست والكنيسه الكلدانيه الكاثولكيه وكنيسه هنديه أرثوذكسيه وأعلم اولادي ان هؤلاء اخوتكم في المسيح وان ما بيننا من خلافات سببها السياسه والسياسه فقط عندما تزاوجت الكنيسه مع الدوله زمن قسطنطين واننا ليس لنا ناقه ولاجمل في هذه الخلافات وعلينا ان نتواصل مع اخوتنا رغم الخلاف الي ان نتوحد فعليا ورسميا... هكذا اجتهدت وهذا ما أفعله وقد يعجب هذا البعض وقد يغضب البعض ولكن هذا ما استطعت ان اصل اليه لأتخلص من هذا الصراع مابين اعتزازي بايماني المسيحي الارثوذكسي والتزامي بالتواصل مع بقية اعضاء الجسد...
جسد المسيح المصلوب وقد مزقناه وازدنا جراحه والمسامير التي دقت في جسده بسبب خلافات ومجادلات لاهوتيه يجهلها السواد الاعظم من بسطاء المسيحيين الذين سينعمون بالملكوت بعيدا عن المزايدات. نعم هناك خلافات بين الكنائس وأن هذه الخلافات تعمقت وتأزمت بمرور الزمن وعندما نتحدث عن المصالحه وكما يقول المثل (ما ينفعش تضرب الارض تطلع بطيخ) فيجب الحذر والتأني... والحذريوجبه ويفرضه واقع الحال وعمق الخلاف وليس الرغبه في عدم الحل,,, فهناك أمتحنوا الارواح وافحصوا التعليم وان جاءكم ملك من السماء بغير هذا التعليم لا تقبلوه . حتي وان كنت من كل مشاعرك وحواسك تريد الوحده الأن اوغدا واقع الحال يفرض عليك غير ذلك ويجب ان تتوافر الرغبه لدي الجميع وان ينسحق الجميع تحت اقدام المصلوب وان ينكر الكل ذاته وان تصلب (ألأنا) ولكن ماذا تفعل كنيسه وحدها دون رغبه من الجميع ما اعلمه ان كنيستنا بدأت الحوار المسكوني وتم الاتفاق علي معظم الخلافات مع بعض الكنائس ولكن هناك من رفض ووضع المقابل ان يكون زعيما وقائدا وهناك من هددوا بحرمان بطركهم اذا تصالح مع الكنيسه القبطيه كما فعل رهبان جبل أسوس في اليونان..
قبل الختام اسرد لكم مفارقه طريفه عند زيارتي للكنيسه الكلدانيه وكانت للمصادفه عظة الاب الكاهن بالعربيه التي لازال ابني الكبر يفهما لكن الاصغر لم يفهم كثيرا منها وتحدث الكاهن عن ان كنيسته هي الواحده الجامعه الرسوليه وان الباقين ضلوا الطريق وبعدما غادرنا بادرني إبني الاكبر بالضحك قائلا لم نأت اليوم مصادفه هل سمعت ماذا يقول فاجبته أنني أحضرتكم هنا لكي لا يكون مثل هذا الكلام يوم ما وان يكون الكل واحد وسيكون. والي ان يكون هذا يا ساده وكلنا نري الأن خطوات جاده وصادقه من كافة الكنائس للتصالح والوحده الي ان يحدث أرفعوا سيوفكم واقلامكم وكفوا فلسفاتكم عن الكنيسه واباء الكنيسه مع كامل الحق في ابداء الراي لكن دون إسفاف أوابتذال أو جلد للذات الذي يستلذ به البعض... كفوا عن اتهام وتحميل الكنيسه ما ليس فيها وما لم يكن يما فيها فاباء كنيستنا حفظة الايمان وهم من نشرا التعليم المسيحي في عصور المسيحيه الاولي وقت ان كانت في المجامع توجه الاسئله لبابا الاسكنريه وكانت اجوبته تدون كقانون ينشر للمؤمنين .. لا ندعي هذا تفاخرا علي أحد لكن انصافا للحق وانحيازا للتاريخ مع اعلان كل الاحترام لخدام المسيح ايا كانوا واين ما كانوافهناك من بشر بالمسيح في ارجاء المسكونه ونحن نعاني مشاكلنا الخاصه ومنغلقين داخل كنائسنا ولكن هكذا يكون اعضاء الجسد الواحد لكل عمله ونحن جميعا غير مستحقين ان يدعي اسمه علينا.. ويا أيها النقاد والفلاسفه يا من تدعون الواقعيه والمنطقيه في ما تكتبون وتريدون ادارة الملفات الاعلاميه والسياسيه واللاهوتيه لانكم وحدكم الملهمون لماذالا تنظرون لواقع الخلاف بواقعيه وتدركوا بعقلانيتكم الملهمه ان الأمر يتطلب وقت وحكمه ولماذ تشهر السيوف ويغيب العقل والمنطق فقط في الشأن الكنسي.. انا أثق تماما في أباء الكنيسه وفي حكمتهم واثق أن لديهم القدره و الحكمه علي إدارة هذا الملف فلنترك لهم الأمر بعيدا عن صخب ومزايدات الاعلام ونصلي معهم ومن اجلهم لاتمام وحدة الجسد المسيحي.. وروحوا صلوا مع اخواتكم وأتركوا الكنيسه تدخل هذا المعترك مع حفاظها علي سلامة ايمانها وتعليمها ولتكن مشئيته...