وأضافت المجلة، فى تقرير نشرته، أمس، أن السيسى يفهم الدولة ويده نظيفة، وأن ولاء المصريين تحول تجاهه. واعتبرت أنه سيعيش فترة «شهر عسل» فى الحكم لكنه سيكون قصيراً.

 

وتابعت أن السيسى أكد فى خطاباته ومقابلاته المختلفة أن مهمته تتمثل فى إصلاح الاقتصاد الذى يعانى بعد ٣ سنوات من الاضطراب، ومنع الإخوان المسلمين من العودة مرة أخرى، و«استعادة هيبة الدولة المصرية»، معتبرة أن هذه الجملة هى «مفتاح الحل» لفهم مستقبل مصر، مشيرة إلى أن وسائل الإعلام والمسؤولين كرروا هذه الجملة كثيراً منذ عام ٢٠١١ للحد من حالة التذمر الشعبى، حيث بات التفكير السائد هو أن ممارسة الدولة للسلطة بقسوة هى ما ستساعد البلاد على المضى قدماً.

 

ورأت المجلة أن «الكاريزما» التى يتمتع بها السيسى يمكن أن تخفف من وطأة الاضطرابات فى سنواته الأولى فى السلطة، ولكن فى نهاية المطاف فإن مصداقية النظام تتوقف على ما إذا كان هيكل السلطة الجديد سيحقق منافع للمصريين- الذين مازالوا ينتظرون الأمن والخدمات الحكومية وتوفير فرص العمل- أم لا.

 

واعتبرت أنه لو كان السيسى جاداً فيما يتعلق بالاستثمار فى البنية التحتية، فإنه سيضطر إلى مواجهة بعض المصالح الذاتية لحلفائه، حيث إن الأجور الحكومية والدعم وفوائد الديون تعصف بالميزانية، مشيرة إلى أنه أبدى استعداداً للتعامل مع مسألة الدعم والوقود، وأنه محق فى قوله بأن السياحة ستعود لمصر فقط لو أن هناك تصوراً للاستقرار، لافتة إلى أنه على الرغم من حديثه الصارم عن تضييق الخناق على الاحتجاجات والإرهاب.

 

ورأت المجلة أن السيسى لايزال يفتقر إلى وجود حزب حاكم، وهى القناة الأساسية التى وزع من خلالها نظام مبارك الموارد وراقب الريف، وربما لا يكون الرئيس راغباً فى تحديد أى قاعدة للسلطة، فقد كان الحزب الوطنى وسيلة للانتهازية والفساد، وأى مؤسسة تشبهه قد تؤثر سلباً على النظام الجديد، ولكن الإقبال الذى كان أقل من المتوقع فى الانتخابات الرئاسية قد أقنع السيسى أنه لا يحظى بنفس الشعبية التى كان يتصورها، وأنه فى حاجة إلى دعائم سياسية.

 

وفى نهاية تقريرها، قالت المجلة إن السيسى سيعيش فى فترة «شهر عسل» فى الحكم ولكنه سيكون قصيراً، موضحة أنه غير المرجح أن يلبى الاقتصاد، الذى ورثه من مبارك، توقعات المصريين، وذلك فى ظل عدم امتلاكه آليات ترسيخ الحكم التى حظى بها الأخير خلال ٣٠ عاماً».